نصاب «السلسلة» متوفّر غداً .. والهوّة المالية تضيق
«حرب إستباقية» بين أبوصعب و«التنسيق» حول مصير 108 آلاف طالب
موعد مجلس الوزراء ينتظر الأجوبة العونية .. ومبادرة لجعجع اليوم
هل تنجح الكتل النيابية في تركيب «أذن الجرّة» بما ينقذ الامتحانات الرسمية، ويمنع اشتباكاً غير واضح النتائج بين هيئة التنسيق النقابية ووزير التربية والتعليم العالي الياس بو صعب المحسوب على التيار العوني؟
المعطيات برمتها أشارت الى أن لا شيئاً محسوماً على صعيد مشاركة نواب 14 آذار في جلسة سلسلة الرتب والرواتب غداً الثلاثاء، والمعطيات على الصعيد التربوي تؤكد أن هيئة التنسيق تحشد لإحباط خطة الوزير في إجراء الامتحانات وتجاوزها يوم الخميس المقبل، والوزير بو صعب ماضٍ في خطته، وإن كان «يصلّي» كما يُقال، لتقرّ السلسلة وتجري الامتحانات الخميس، وعندها يمر استحقاق الامتحانات الرسمية بلا خسائر كبيرة، ويجري «تحرير» 108 آلاف طالب هم «محتجزون» لدى هيئة التنسيق، وفقاً لتعبير عضو لجنة السلسلة النيابية، النائب العوني آلان عون.
نيابياً، وفقاً لمعلومات وزير التربية، فإن كتلة النائب وليد جنبلاط ستشارك في الجلسة، الأمر الذي يعني أن نصاب جلسة السلسلة سيتأمّن غداً حتى لو لم تشارك كتل 14 آذار، لكن السؤال: هل تقرّ السلسلة كتشريع بغياب كتل وازنة «كالمستقبل» وكتلتي الكتائب و«القوات» مجتمعتين؟
الجواب عند نتائج المشاورات التي ستتكثف طوال نهار اليوم، والتي ساهم فيها الوزير بو صعب بدور فاعل، حيث سمع كلاماً مطمئناً من حزبي «القوات» و«الكتائب»، وفي الوقت نفسه، لم يكن جواب الرئيس فؤاد السنيورة سلبياً على حدّ وصف عضو كتلة «المستقبل» النائب غازي يوسف، والذي شارك في اللقاء الذي عقد أمس الأول بين الاثنين، مؤكداً أن موضوع حضور الكتلة جلسة الثلاثاء ما زال قيد النقاش.
وإذا كانت وزارة المالية، متمسكة ببتّ الأرقام في مجلس النواب، حيث ستدلي بموقفها كاملاً، فإن النائب يوسف يعتبر أن البون ما يزال شاسعاً ما بين 2100 مليار السقف الذي يمكن أن تبلغه أرقام السلسلة، وسقف الرقم الذي يمكن أن يتوفّر للخزينة والمقدّر بـ 1500 مليار ليرة، أي ما مجموعه 600 مليون ليرة، وهو يتجاوز ثلث كلفة السلسلة الإجمالية، فإن الاتصالات تتركز على كيفية التعامل مع هذا الرقم قبل اتخاذ القرار، وإن كانت المكاتب التربوية لتيارات 14 آذار تضغط للمشاركة في جلسة الغد.
وفي إطار مواجهة خطة الوزير، دعت هيئة التنسيق، على وقع أضراب عام دعت إليه اليوم وغداً رؤساء المراكز والمراقبين العامين والمكلفين بأعمال المراقبة الى عقد جمعيات عمومية عند الرابعة من بعد الظهر، إضافة الى دعوة رؤساء ومقرري وأعضاء اللجان الفاحصة لاجتماع بعد الظهر في مقر رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي، للتباحث، وعقد مؤتمر صحافي عند الرابعة بعد الظهر في مقر الرابطة.
مجلس الوزراء
اما على صعيد جلسة مجلس الوزراء، فقد أفاد مصدر مقرّب من الرئيس تمام سلام الذي عاد من اليونان بعد ظهر أمس، ان الحكومة تتابع الاتصالات المتعلقة بالجلسة المخصصة للسلسلة غداً، ولم يتحدد بعد أي موعد جديد في ما خص جلسة مجلس الوزراء، وإن كان هناك من يتوقع ان تعقد الجلسة ما بين الخميس أو الجمعة.
وكشف المصدر أن القوى السياسية من المفترض أن تكون انجزت مواقفها الأخيرة من جهة آلية عمل الحكومة، لا سيما كيفية التصويت والتوقيع على المراسيم.
ووفقاً لمصدر مطلع، فان جلسة التشريع غداً – إذا عقدت – من شأنها أن تحمل جواباً من الكتلة العونية في ما خص جلسات مجلس الوزراء وجدول الأعمال، حيث يفترض أن تخصص الجلسة المقبلة ليس لمناقشة آلية عمل الحكومة، بل لجدول أعمال يفترض ان يوزع على الوزراء قبل 72 ساعة، لكن هذا الأمر متعذر كون الكتلة العونية في الحكومة لا تزال غير قادرة على حسم موقفها من انطلاق عمل الحكومة، لاعتبارات تتصل «بالكباش السياسي»، والذي يأخذ ابعاداً طائفية.
وشكل موقف البطريرك الماروني بشارة الراعي في قدّاس أحد العنصرة «نقزة» على الصعيد الحكومي، عندما اعتبر أن «قيام الحكومة بالحلول محل رئيس الجمهورية لمدة غير محددة انتهاك خطير للمحبة والميثاق، إذ يقصي المكون المسيحي – الماروني عن الرئاسة الأولى»، مما دفع بوزير البيئة محمّد المشنوق إلى الرد بصورة غير مباشرة، مؤكداً ان الدستور هو الذي اعطى الحكومة الوكالة الشرعية، وان الحكومة شرعية وحائزة على ثقة مجلس النواب، وتتمتع بكامل الصلاحيات، مشيراً الى ان القرارات العادية تحتاج الى تصويت ثلثي الوزراء، معتبراً انه يجب ان يكون لدى الحكومة صلاحية البت بالقضايا الأساسية ولدى المجلس النيابي صلاحية التشريع.
الاستحقاق الرئاسي
اما على الاستحقاق الرئاسي، فيبدو أن مصير الجلسة السادسة والمقررة اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، سيتكرر مشهدها، مثل الجلسات السابقة، من حيث حضور نواب 14 آذار، ومقاطعة نواب 8 آذار (باستثناء كتلة التحرير والتنمية) مع الإبقاء على ترشيح الدكتور سمير جعجع من الفريق الاذاري، وعدم تقديم اي مرشح من الفريق الآخر، الذي ما زال يُصرّ على مقولة التوافق على ترشيح العماد ميشال عون كغطاء واضح للتعطيل، في ظل عدم تقديم البديل، بانتظار جواب «المستقبل»، في حين حسم النائب وليد جنبلاط موقفه لجهة عدم قبوله سحب ترشيح النائب هنري حلو بغض النظر عن اي نتائج قد تصدر عن تقارب «المستقبل» والتيار العوني، مشدداً بأنه لن يقبل بتسوية على حساب حلو، لافتاً الى أن تدخل «حزب الله» في سوريا خطأ تاريخي وأخلاقي في حق الشعب السوري، ولا بد من إعادة تصويب البوصلة، مشيراً إلى اننا في بداية الحرب في سوريا، وعلى المدى الطويل سيعاد رسم خريطة الشرق الأوسط.
وفهم أن جعجع سيطرح في حواره اليوم مع الزميل وليد عبود على محطة M.T.V مبادرة «حوار الأقوياء» مع النائب عون، على غرار ما فعله مع وفد المؤسسات المارونية، عندما زاره في الاسبوع الماضي، عندما اقترح على عون عقد لقاء ثنائي بينهما للتفاهم على مرشح ثالث لا يكون أحدهما، او ان يعلن الاثنان ترشحهما في المجلس النيابي، ومن يفز يهنئ الثاني الأوّل، لكن عون يومذاك لم يشأ التعليق على اقتراحي جعجع الأمر الذي فسّر بأنه رفض.
وفي مقابلة مع تلفزيون «الجديد» استبعد النائب العوني آلان عون انتخاب رئيس للجمهورية في القريب العاجل نظراً لتمسك الفريق الآخر بمرشحين لا إمكانية للتوافق عليهم، نافياً أن يكون التيار العوني يعرقل عملية الانتخاب.