أكد الأمين العام لحزب الله عدم الرضوخ للضغوط في الاستحقاق الرئاسي، داعياً إلى انتخاب الأقوى مسيحياً، فيما جدد دعوته إلى وقف القتال في سوريا لأنه لا أفق له، مكرراً الدعوة إلى حل سياسي. لكنه أشار، استناداً إلى الانتخابات الرئاسية، إلى أن هذا الحل يبدأ وينتهي مع الرئيس بشار الأسد
نفى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، سعي الثنائي الشيعي إلى المثالثة في الحكم، لافتاً إلى أن فرنسا هي التي طرحت هذا الأمر مع إيران، لكن الأخيرة رفضته ونحن أيضاً. ورأى أن نتائج الانتخابات السورية تعني أن القيادة تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة جداً، هي إعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب على سوريا.
وقال نصرالله في كلمة متلفزة خلال احتفال تأبيني للشيخ مصطفى قصير أمس، إن «المقاومة تحضر في ساحة الصديق في سوريا لتسقط مشروعاً على مستوى المنطقة يستهدف مقدساتها ومقوماتها». وأكد أن «المقاومة تستند إلى قاعدة شعبية كبيرة وليست رد فعل موقتاً وإنما تنتسب وتنتمي إلى جذور راسخة في هذه الأرض وتاريخها وعقيدتها».
وفي الشأن السياسي، أعرب نصرالله عن «أسفه الشديد لكلام البعض الذي اتهم فيه فريقنا خصوصاً الثنائي الشيعي بالسعي إلى المثالثة»، مشيراً إلى أنه «وصل الأمر إلى أن هناك من يحاول القول إننا نعطل الانتخابات الرئاسية لأننا نريد الوصول إلى المثالثة»، مؤكداً أن «هذا الاتهام لا أساس له، وهو من أجل الضغط في موضوع الاستحقاق الرئاسي». وأشار إلى أن أول من طرح المثالثة هم الفرنسيون، لافتاً إلى أن وفداً منهم «زار إيران وطرح أن اتفاق الطائف لم يعد صالحاً وما رأيكم باتفاق جديد على أساس المثالثة؟». وأكد «أن الإيرانيين رفضوا وقالوا لنا هذا الأمر وأكدنا لهم رفضنا له».
وتوجه إلى فريق 14 آذار قائلاً: «إذا كنتم ترون أننا نمنع انتخابات الرئاسة لأننا نريد المثالثة، فإذا أردتم اقبلوا بإجراء الانتخابات وبالشخصية المسيحية الأقوى، لكنه معروف من يمنع الأقوى من الوصول»، مشدداً على عدم الرضوخ للضغوط.
ودعا إلى بذل جهود داخلية لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، لافتاً إلى أن «الخارج اليوم «مش فاضي» للبنانيين، وهذا الخارج يقول كل يوم إنه لا يريد التدخل»، متسائلاً: «فلماذا تنتظرون الخارج؟». كذلك دعا إلى «عدم انتظار العلاقات الإيرانية – السعودية ولا المفاوضات بين هذين البلدين»، موضحاً أنه «أولاً، لا موعد. ثانياً، ليس معلوماً إذا كان سيحصل موعد قريب. ثالثاً، إذا حصل موعد من غير المعلوم فيما سيتفاوضون»، سائلاً: «من قال إنّ الملف اللبناني سيكون موضع تفاوض إيراني سعودي؟». وأكد أن «إيران لا تفرض شيئاً على حلفائها ولا أصدقائها»، مشيراً إلى أنه «حتى السعوديون يقولون إنهم لا يتدخلون، وبالتالي كل الدول التي كانت تساعد في الماضي اليوم هي منشغلة».
وأشار إلى وجود توافق إقليمي ودولي على الاستقرار في لبنان «وهذه نعمة»، لكنه شدد على أن «الأمن والاستقرار لا يحتاجان إلى حل سياسي جذري بل إلى إرادة في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار»، مشيراً إلى أن «المهم انكفاء وتراجع الخطاب الطائفي لأنه من أهم الأمور لحفظ الاستقرار والأمن والهدوء في لبنان».
وفي الشأن السوري، رأى نصرالله أن أهم حدث حصل في الآونة الأخيرة هو الانتخابات الرئاسية، ورأى أن «الإقبال الشعبي إنجاز وانتصار لسوريا وشعبها»، مشيراً إلى أن «أميركا والغرب وغيرهما بذلوا جهوداً لمنع حصول انتخابات في سوريا». ولفت إلى تهديدات الغرب والضغوط التي مورست على سوريا «لكن الموقف السوري كان حاسماً في إجراء الانتخابات».
ووصف الكلام على أن الذين انتخبوا بالسفارة السورية في لبنان هم عناصر في حزب الله، بـ«السخيف» وقال: «وزارة الداخلية بيدكم فعودوا وشاهدوا الصور».
من قال إنّ الملف اللبناني سيكون موضع تفاوض
إيراني سعودي؟
وأكد أن «الملايين شاركوا في الانتخابات، وهذا أمر لا يمكن أحداً أن ينكره»، مشيراً إلى أن «الشعب السوري في هذه الانتخابات ثبّت وحدة سوريا، فكل الذين كانوا يخططون لتقسيم سوريا جاءت الانتخابات لتثبت أن سوريا واحدة، ثانياً، الشعب ثبّت بقاء الدولة وأنها قادرة على إدارة انتخابات، ثالثاً، أكد الشعب إرادة الصمود عند السوريين وعدم اليأس وعدم التخلي عن مستقبله لتصنعه دول العالم. رابعاً، قالت الملايين إن المعركة ليست بين النظام والشعب، لو كانت كذلك لوجدنا فقط بضعة آلاف تتوجه إلى صناديق الانتخاب، وعند توجه الملايين فهذا يعني أن القيادة تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة جداً».
ورأى نصرالله أن «الانتخابات إعلان سياسي وشعبي بفشل الحرب على سوريا (…) وهي تدل على أن أي حل لا يستند إلى جنيف 1 أو جنيف 2، وليس صحيحاً أن الحل يستند إلى استقالة الرئيس الأسد». وقال: «هذا الأمر لم يعد وارداً بعدما أعاد الشعب انتخاب الرئيس بشار الأسد، والانتخابات تقول لكل المعارضة والدول الإقليمية والعالمية إن الحل السياسي في سوريا يبدأ وينتهي مع الأسد». ورأى أن «الحل السياسي يقوم على مقدمتين أساسيتين: الأولى الأخذ بنتائج الانتخابات، وثانياً، وقف دعم الجماعات التكفيرية بما يساعد على وقف القتال والحرب، ولا يكفي أن تقوم بعض الدول العربية أو الإقليمية بوضع هذه الجماعات على لائحة الإرهاب، لأن هناك دولاً في المنطقة وضعت أو قد تضع هذه الجماعات على لائحة الإرهاب، لكنها ما زالت تقدم الدعم لها».
وتوجه إلى «كل الجماعات المقاتلة في سوريا»، مؤكداً أنه «من خلال الوقائع الميدانية والسياسية أن لا أفق لقتالكم سوى المزيد من سفك الدماء وتدمير البلاد». ودعا إلى «ذهاب الجميع إلى المصالحة والحوار ووقف نزف الدم والقتال المتواصل الذي لم يعد يخدم أي أهداف داخلية سورية».
وبارك نصرالله «للشعب السوري بهذا الإنجاز وللأسد هذه الثقة المتجددة بقيادته»، متوجهاً إلى اللبنانيين بالقول: «لا تقلقوا إذا انتصرت سوريا، بل اقلقوا إذا هُزمت، انتصار سوريا سيكون مباركاً عليها وعلى المنطقة».
وتطرق نصرالله إلى موضوع سلسلة الرتب والرواتب، ورأى أن «كل الكتل النيابية واجبها الأخلاقي والإنساني والوطني أن تتوجه إلى مجلس النواب لحسم هذه المسألة في جلسة أو أكثر، ويُنصفوا الموظفين وينقذوا الطلاب والامتحانات الرسمية، ومن يتخلف فهو من يتحمل المسؤولية».
وفي ما يعني الجامعة اللبنانية وأساتذتها، أكد أنه يمكن مجلس الوزراء معالجة هذا الموضوع.