IMLebanon

نصرالله: الحل في سورية يبدأ وينتهي مع الأسد

رد الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله على الاتهامات الموجهة الى «فريقنا وخصوصاً الثنائية الشيعية بتعطيل انتخابات الرئاسة اللبنانية للوصول الى المثالثة» واصفاً اياها بأنها باطلة. وقال: «إذا أردتم قطع الطريق على المثالثة تفضلوا لننتخب رئيساً الليلة واقبلوا الشخصية القوية التي لها حيثية وطنية ومسيحية…»، داعياً الى عدم انتظار المفاوضات السعودية – الإيرانية، ولافتاً الى ان «السعوديين أعلنوا أنهم لن يتدخلوا». وأشاد نصرالله بالانتخابات الرئاسية السورية معتبراً أن ثمرتها الأساسية هي ان الحل لا يستند لا الى جنيف – 1 ولا الى جنيف – 2، بل يبدأ وينتهي مع الرئيس بشار الأسد.

الى ذلك ورداً على الجدل الذي أثاره تصريح وزير الخارجية الأميركي جون كيري في لبنان ودعوته «حزب الله» الى استخدام تأثيره على النظام السوري للوصول الى حل متفاوض عليه، أكد مسؤول في الخارجية الأميركية لـ «الحياة» أن الموقف الأميركي «لم يتغير من حزب الله وهو مدرج كمنظمة إرهابية».

وأوضح المسؤول ان كيري «أعاد في بيروت موقفاً ثابتاً لنا بأن هؤلاء الذين لديهم تأثير على النظام السوري بحاجة لاستخدامه لدفع النظام نحو حل سياسي تفاوضي وليس تشجيع سفك الدماء وحملة النظام الوحشية ضد شعبه». وقال المسؤول ان «موقفنا من حزب الله ودوره التخريبي في سورية لم يتغير» وان الحزب «بإرساله مقاتلين الى سورية ينتهك التزام اعلان بعبدا وسياسة لبنان النأي النفس عن النزاع السوري». واعتبر ان على «حزب الله سحب قواته فوراً من سورية كونها تمدد وحشية النظام وتهز استقرار لبنان».

وتناول نصرالله في احتفال تأبيني أقامه «حزب الله» مساء أمس للشيخ مصطفى قصير في منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية، الشأنين اللبناني والسوري «على قاعدة وحدة المصير»، وقال: «المقاومة حضرت في ساحة سورية لتسقط مشروعاً على مستوى المنطقة يستهدف مقدساتها ومقوماتها، واليوم هناك استحقاق رئاسة الجمهورية ومعضلة يعيشها البلد كله، هي سلسلة الرتب والرواتب»، مشيراً إلى «أننا وصلنا إلى لحظة حساسة جداً، من الخطأ أن نضع موظفي القطاع العام والأساتذة وجهاً لوجه مع الطلاب والأهالي والقول إن الدولة لا علاقة لها، فإيصال الأمر إلى هذا الحد أمر سيئ وغير مسؤول». وسأل: «من الذي أوصل الأمور إلى هذه اللحظة؟ هي الطبقة السياسية، وعليها هي معالجة هذا الوضع في الأيام القليلة المقبلة». وقال: «كل الكتل النيابية واجبها الأخلاقي والإنساني والوطني، مع احترامنا لموقع رئاسة الجمهورية والشغور فيه، أن تتوجه إلى المجلس النيابي لحسم هذه المسألة في جلسة أو أكثر، وتنصف الموظفين وتنقذ الطلاب والامتحانات الرسمية ومن يتخلف هو من يتحمل المسؤولية»، داعياً إلى «معالجة هذا الأمر، وهي ممكنة ومتاحة».

وأضاف: «كذلك في ما يعني الجامعة اللبنانية وأساتذتها، رأينا كأن هناك من يريد وضعهم مقابل الطلاب، الدولة هي من تتحمل المسؤولية، وتحديداً مجلس الوزراء، لماذا لا يعالج هذا الموضوع؟ يجب أن يتنازل ويضحي الكل لمعالجة هذا الملف الحيوي والخطير».

وقال نصرالله: «للأسف الشديد في الآونة الأخيرة حكي كثيراً عن اتهام فريقنا، وبخاصة الثنائي الشيعي، بالسعي للمثالثة، ووصل الأمر أخيراً إلى أن هناك من يحاول القول إننا نعطل الانتخابات الرئاسية لأننا نريد الوصول إلى المثالثة، وعلى رغم أننا نفينا هذا الأمر لكنهم عادوا إليه ليدخلوه في معركة انتخابات الرئاسة للضغط علينا، أي إذا لم تمشوا كما نريد وتخضعوا، أنتم متهمون بأنكم تريدون تغيير النظام، وتريدون المثالثة ونسف المناصفة، وهذا ما يُعمل عليه مجدداً. وأنتم تدّعون، أين دليلكم؟ اجلبوا واحداً من الثنائي الشيعي، أو أي منهم قال إننا نريد مثالثة في لبنان، هذا لا أساس له». ولفت إلى أن «فكرة المثالثة لم تخطر في بالنا، أو صيغة نظام قائمة على قاعدة المثالثة، وحتى لا ينجر بعض المرجعيات الدينية خصوصاً والوطنية إلى هذا الخطأ في الفهم أو التقدير أقول إن أول من طرح المثالثة هم الفرنسيون، فوفد منهم زار إيران وطرح أن اتفاق الطائف لم يعد مناسباً وتجاوزه الزمن في لبنان، ما رأيكم بصيغة جديدة على قاعدة المثالثة؟ الإيرانيون أجابوا من عند أنفسهم وسألونا وقلنا لهم هذا الأمر غير وارد إطلاقاً. اسألوا الفرنسيين، هم أصدقاؤكم وتوجد محاضر في ذلك. نحن خارج المثالثة ولم نفكر في هذا الأمر ولم نطالب به ولا نسعى إليه. وإذا كنتم تعتقدون أننا نسعى إلى فراغ رئاسي من أجل فرض المثالثة، وإذا أردتم قطع الطريق على المثالثة تعالوا ننتخب وننهي الشغور، اقبلوا بالشخصية القوية التي لها حيثية وطنية ومسيحية وتفضلوا الليلة لذلك، وكلنا ساعتئذ نناشد رئيس المجلس النيابي ونعين جلسة وننتخب الرئيس. لكن من يمنع صاحب الحق من الحصول على حقه معروف في البلد».

وأضاف: «أنا قلت هناك حوار بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبل، وما زلنا نترقب نتائجه، لكن اليوم نحن ندعو إلى جهود داخلية متعددة الأطراف للوصول بالاستحقاق الرئاسي إلى النهاية المطلوبة، الخارج اليوم «مش فاضي» للبنان لا للرئاسة ولا لغيرها، وهذا الخارج يقول كل يوم إنه لا يريد التدخل، فلماذا تنتظرون الخارج؟ وأقول لكم لا تنتظروا العلاقات الإيرانية – السعودية ولا المفاوضات بينهما، أولاً لا يوجد موعد، ثانياً ليس معلوماً إذا كان سيحصل موعد قريب، ثالثاً إذا حصل موعد من غير المعلوم على ماذا سيتفاوضون، ثم من قال إن الملف الرئاسي سيكون موضع تفاوض إيراني- سعودي؟ كما أن إيران لا تفرض شيئا على حلفائها ولا على أصدقائها، أنا أدعو إلى جهد داخلي لإنجازه، إذ هناك قادة في البلد قادرون على أن يأخذوا مبادرات ونحن اللبنانيين ننجزه. وحتى الذين ينتظرون السعودية فإن السعوديين يقولون، في العلن بالحد الأدنى، نحن لا نريد أن نتدخل، وكل الدول التي كانت تساعد في الماضي اليوم هي منشغلة، بدءاً بسورية إلى آخر دولة في العالم». ولفت إلى «الدعوات المتكررة من قبل قيادات لبنانية إلى الأمن والأمان، إذ يبدو أن هناك إجماعاً دولياً وإقليمياً على أن يكون لبنان هادئاً ومستقراً وآمناً، الإرادة الدولية والإقليمية مهمة ومؤثرة، لكن هذا يحتاج إلى تعاون اللبنانيين وإرادتهم أنفسهم، وأؤكد على رغم كل ما يجري في محيطنا وفي المنطقة، أننا حريصون على الاستقرار والأمن والسلم والهدوء، لما لها من آثار إيجابية على كل الصعد، ومسؤوليتنا جميعا أن نعمل على تعزيز هذا السلم والاستقرار، وإنجاح الخطط الأمنية والتعاون والتواصل على كل المستويات». وقال إن «الأمن والاستقرار لا يحتاجان إلى حل سياسي جذري بل إلى إرادة في الحفاظ على السلم والأمن والاستقرار، ومن أهم العوامل لذلك هو هدوء الخطاب السياسي ووقف التحريض، وخصوصاً الطائفي والمذهبي».

واعتبر نصرالله ان أهم حدث في الآونة الأخيرة هو انتخابات الرئاسة السورية و «الاقبال الشعبي الكبير الذي يعتبر انجازاً تاريخياً وانتصاراً لسورية وشعبها وقيادتها».

وتحدث عن ضغوط مارستها أميركا والغرب ودول اقليمية لمنع حصول الانتخابات و «اعتبروها مسبقاً مهزلة ومسخرة وفاقدة الشرعية، وهم بذلك كانوا يصادرون ارادة الشعب السوري، وبعض الدول منع السوريين من الانتخاب ولم يسمح للسفارات فيها بأن تفتح أبوابها لأن معلوماتها كانت تؤكد أن السوريين سيأتون بكثافة للمشاركة، وهذه معلومات الاستخبارات العالمية كلها».

وأشار الى «فتاوى التكفير» والتهديدات بتحويل المناطق الى ساحات دم «وصولاً الى خروج رئيس ما يسمى الائتلاف المعارض للقول للسوريين الزموا منازلكم لأن النظام سيرسل سيارات مفخخة الى كل مراكز الاقتراع، وهذا دليل فشل وهزال…».

وتطرق الى المشهد أمام السفارة السورية في لبنان «الذي فاجأ الجميع، ليس 14 آذار فقط، بل أصدقاء سورية أيضاً»، نافياً الاتهامات الموجهة الى «حزب الله» بالمشاركة في الانتخابات.

واعتبر ان الأهم هو ما جرى في سورية و «إذا كان هناك من يقول ان الانتخابات صفر أقول له هذا صفرك أنت، هذه انتخابات الملايين». وقال ان هناك من أصدر بيانات شتيمة وليس بيانات سياسية في موضوع الانتخابات.

وقال ان السحر انقلب على الساحر وان الانتخابات ثبتت وحدة سورية في مواجهة مخطط تقسيمها، وسورية ستبقى واحدة موحدة، وأكدت ان الدولة متماسكة وقادرة على ان تدير انتخابات ومشاريع وبلداً، وكذلك ارادة الصمود عند السوريين والحضور في صنع المستقبل السياسي وعدم اليأس والإحباط، «فنحن من يصنع مستقبل سورية، لا أميركا ولا الغرب ولا جنيف-1 ولا جنيف-2، السوريون هم الذين يصنعون وطنهم ودولتهم ويصلحون نظامهم…». كما أظهرت ان المعركة ليست بين النظام والشعب، بدلالة ذهاب الملايين الى صناديق الاقتراع «ما يعني ان هذه القيادة تحظى بحاضنة شعبية واسعة». وقال: «يستطيعون في لبنان ان يزيلوا صفة نازح، لكنهم لا يستطيعون ازالة صفة مواطن سوري يحق له ان يختار وينتخب».

وإذ أعلن ان «الحرب العسكرية والتدميرية على سورية فشلت»، قال ان الثمرة الأساسية للانتخابات هي ان «من يريد حلاً سياسياً في سورية لا يستطيع تجاهل الانتخابات الرئاسية التي انتخبت الرئيس بشار الأسد رئيساً لولاية جديدة. نقول بالسياسة انه غير صحيح ان الحل يستند الى جنيف-1 أو جنيف-2 أو الى صيغة استقالة الرئيس الأسد وتسليمه السلطة بعدما أعاد الشعب انتخابه، أو كما يقول بعض المعارضة بمفاوضات تفضي الى استقالة الرئيس. هذا الشرط لم يعد بإمكانكم وضعه. هذه الانتخابات تقول للجميع: الحل يبدأ وينتهي مع الرئيس بشار الأسد، من يريد حلاً سياسياً عليه أن يتفاوض معه، ما هو هذا الحل؟ هذا شأن السوريين، نحن أصدقاء ونعتبر أنفسنا جزءاً من هذه المعركة ويمكن ان نقدم آراء بعيداً من الإعلام، لكن الحل بيد السوريين».

وقال ان الحل يقوم على مقدمتين أساسيتين: الأخذ بنتائج الانتخابات ووقف دعم الجماعات التكفيرية في سورية، معتبراً أن لا أفق للقتال وداعياً الى المصالحة والحوار.