IMLebanon

نصرالله للبنانيين: لا تنتظروا رئيساً سعودياً ـ إيرانياً!

الكل مسؤول عن إنقاذ الامتحانات الرسمية

نصرالله للبنانيين: لا تنتظروا رئيساً سعودياً ـ إيرانياً!

لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الرابع عشر على التوالي.

لا جديد سوى الدعوات والصلوات، لكن بالملموس سيكون مصير جلسة الاثنين المقبل الرئاسية كسابقاتها من الجلسات، في انتظار وحي خارجي لن يأتي، وهي النقطة التي ركز عليها الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، أمس، داعياً إلى مغادرة وهم الفرصة الآتية من وراء الحدود لأن الخارج «مش فاضي للبنان».

وعلى مسافة أيام من الجلسة التشريعية المخصصة لمناقشة مشروع «سلسلة الرتب والرواتب» (الثلاثاء)، لم ترتق «شبه المشاورات» القائمة بين الكتل النيابية إلى مستوى البحث الجدي عن حلول كفيلة بإقرار المشروع الذي ينتظر منذ ثلاث سنوات، في ظل حالة من الضياع تسود الكتل النيابية التائهة بين مقاطعة المجلس لاعتبارات سياسية ـ رئاسية، وضغط الشارع ومواعيد الامتحانات الرسمية.

وإذا كان الرئيس نبيه بري قد دخل بكثافة في سياق البحث عن الحلول منذ عودته من إجازته، فإن وزير التربية الياس بو صعب الذي التقاه أمس لم يجد أمامه سوى مناشدة النواب النزول إلى الجلسة لإنقاذ مستقبل الطلاب، وإعطاء الموظفين حقوقهم، من دون أن ينسى تكرار تهديده بإجراء الامتحانات بطريقة «غير مسبوقة».

في المقابل، سعى تيار «المستقبل» لإعادة تعويم اللجنة الفرعية التي شُكّلت لدرس المشروع، بالرغم من إنهائها مهمتها، حيث أعلن النائب جمال الجراح أنها في صدد الاجتماع قبل الثلاثاء، وهو ما نفاه أكثر من عضو فيها، إضافة الى وزير المال علي حسن خليل.

وفي السياق نفسه، استمر توجيه أصابع الاتهام إلى الرئيس فؤاد السنيورة، الداعي إلى إقرار مشروع اللجنة الفرعية من دون أية تعديلات، أي من دون إعطاء الأساتذة الدرجات الست. ومع ذلك، فقد تردد أمس أن «المستقبل» سعى إلى تسويق صيغة تقضي بإعطاء الأساتذة درجتين مقابل رفع الضريبة على القيمة المضافة إلى 11 في المئة على كل السلع، إلا أن الرئيس بري و«حزب الله» رفضا السير بها.(ص3)

نصرالله: لننتخبحيثية مسيحية قوية

في الشأن الرئاسي، بدا السيد حسن نصرالله، حاسماً بدعوته اللبنانيين إلى عدم التعويل رئاسياً على نتائج مفاوضات سعودية ـ إيرانية لا موعد لها حتى الآن، وليس معلوماً إذا كان ذلك سيحصل في موعد قريب أم لا، وإذا حصل فلا وضوح في جدول أعمال التفاوض، واذا حددوا مادة تفاوضهم «فمن قال إن الملف الرئاسي سيكون موضع تفاوض إيراني ـ سعودي»، مؤكدا أن إيران لا تفرض شيئا على حلفائها أو أصدقائها.

من هذه الزاوية، قال نصرالله اننا نترقب نتائج الحوار بين «المستقبل» و«التيار الوطني الحر»، داعيا الى بذل جهد داخلي جدي متعدد الأطراف لإنجاز الاستحقاق الرئاسي، وقال مخاطباً الفريق الآخر الذي يتهم «حزب الله» وحلفاءه بتعطيل الانتخابات: تعالوا لننتخب وننهي الفراغ الرئاسي أو الشغور… اقبلوا بالرئيس.. بالشخصية القوية التي لها حيثية وطنية ومسيحية وتفضلوا. كلنا نناشد رئيس مجلس النواب ونعقد جلسة وننتخب رئيساً، وبذلك تقطعون الطريق على المثالثة، نحن جاهزون، لكن من يمنع صاحب الحق من الحصول على حقه.. معروف.

ومن زاوية تأكيد «حزب الله» حرصه الشديد على الأمن والسلم والاستقرار والهدوء، دعا نصرالله الى استثمار نعمة الإرادة الدولية والإقليمية باستمرار الاستقرار في لبنان، بالعمل على تعزيزه وإنجاح الخطط الأمنية «والتواصل والتعاون في أي مستوى من المستويات»، في إشارة موجهة الى «تيار المستقبل»، وخصوصا على خلفية سياسة الأبواب المفتوحة بين الجانبين منذ ولادة حكومة تمام سلام حتى الآن، منوهاً بانكفاء الخطاب الطائفي والمذهبي.

نصرالله الذي تحدث، أمس، في احتفال تأبين عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ مصطفى قصير في مدرسة المهدي في الحدث، أثار قضيتين بالغتي الحيوية والخطورة بالمعنى الاجتماعي، وهما سلسلة الرتب والرواتب وتفريغ أساتذة الجامعة اللبنانية المتعاقدين، وحمّل الطبقة السياسية مسؤولية وضع الأساتذة في مواجهة الأهل والطلاب على عتبة الامتحانات الرسمية، ورأى أنه من واجب الكتل النيابية الأخلاقي والإنساني والوطني التوجه الى مجلس النواب لحسم هذه المسألة في جلسة أو أكثر، إنصافاً للموظفين والأساتذة وإنقاذاً للطلاب وللامتحانات الرسمية «ومن يتخلف فهو من يتحمل المسؤولية»، وحمل مجلس الوزراء منفردا مسؤولية معالجة ملف أساتذة الجامعة اللبنانية المتعاقدين.

واحتل الحدث الرئاسي السوري مساحة بارزة في خطاب السيد نصرالله، واعتبره «إنجازا وانتصارا»، ربطاً بالضغوط الكبيرة التي تعرض لها النظام لمنع إجراء الانتخابات، ورأى أن الانتخابات أعادت تثبيت وحدة سوريا في مواجهة من كانوا يخططون لتقسيمها وأثبتت بقاء الدولة وقدرتها على إدارة الانتخابات، مثلما بيّنت المشاركة الشعبية «أن القيادة تتمتع بحاضنة شعبية كبيرة جدا».

ومن الخلاصات، قال السيد نصرالله «ان من يريد أن يحقق حلا سياسيا في سوريا لا يستطيع أن يتجاهل الانتخابات»، ورأى أن النتائج «تقول إن أي حل ليس صحيحا انه يستند الى جنيف 1 و2 والى صيغة استقالة الرئيس بشار الأسد وتسليمه السلطة أو مفاوضات تفضي إلى استقالته. الانتخابات تقول لكل المعارضة والدول الإقليمية والدولية ان الحل السياسي يبدأ وينتهي مع الرئيس الدكتور بشار الأسد… ومن يريد أن ينجز حلا سياسيا «بدو يعمل حل معه ويتناقش معه (الأسد)».

ورأى أن الحل السياسي يقوم على مقدمتين، الأولى، الأخذ بنتائج الانتخابات، والثانية، وقف دعم الجماعات التكفيرية، وقال: «لا يكفي أن تقوم بعض الدول العربية أو الإقليمية بوضع هذه الجماعات على لائحة الإرهاب لأن هناك دولا وضعت أو قد تضع هذه الجماعات على لائحة الارهاب لكنها ما زالت تقدم الدعم لها».

وتوجه نصرالله للبنانيين قائلا: «لا تقلقوا إذا انتصرت سوريا. إذا لم تهزم، اذا لم تقسّم.. اقلقوا إذا قُسّمت، إذا هُزمت، إذا سيطرت عليها تلك الجماعات المسلحة. لا تقلقوا إذا انتصرت سوريا وتعافت، لأن انتصارها ستكون بركاته عليها وعلى لبنان وكل المنطقة»(ص3).