IMLebanon

نصرالله: نتابع معركة غزة بدقة

قال الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله: «إننا نتابع بدقة وبالتفاصيل كل مجريات المعركة القائمة الآن في قطاع غزة ونواكبها بكل تطوراتها الميدانية والسياسية وسنقوم بكل ما نرى من الواجب أن نقوم به وعلى كل صعيد»، بعدما اعتبر أن «المقاومة في غزة التي تشيع شهداءها انتصرت بمنطق المقاومة». ودعا إلى «وضع كل الحساسيات والخلافات والاختلافات حول القضايا والساحات الأخرى جانباً، لنقارب جميعاً ما يحصل في غزة كمسألة شعب ومقاومة وقضية عادلة لا اختلاط فيها بين حق وباطل، ويجب أن تكون فوق كل اعتبار». (للمزيد)

وأوضح نصرالله، الذي أطل شخصياً في مهرجان «يوم القدس العالمي» الذي أقامه «حزب الله» في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، أن «هناك عملاً على اختراع قضايا مركزية لكل شعب وكل دولة لتغيب مركزية فلسطين والقدس، وهذا وفقوا فيه لدرجة كبيرة جداً، وعدونا ليس فاشلاً دوماً، واليوم وغزة تذبح، هناك في بلدان عربية أولويات أخرى».

ورأى أن ما «نشهده هو تدمير للشعوب والجيوش والدول وتفكيكها وإيجاد قضايا لا تمكن معالجتها بمئات السنين، فسورية كانت الجدار المتين، وستبقى إن شاء الله، في وجه المشروع الصهيوني، وكانت الحضن الكبير للمقاومة والقضية الفلسطينية، والعراق الذي دخل النفق المظلم للأسف باسم الإسلام وباسم الخلافة تهجر فيه آلاف العائلات المسيحية، والسنة الذين يختلفون مع داعش ليس لديهم خيار، إما البيعة أو الذبح، والشيعة ليس لديهم أي خيار إلا الذبح، والأقليات أيضاً».

وإذ دان ما يتعرض له المسيحيون والمسلمون في العراق، أبدى خشيته من أن يجهّز مشهد تدمير الكنائس ومراقد الأنبياء والجوامع النفوس لتدمير المسجد الأقصى، ومن أن يصبح ذلك أمراً عادياً».

وأشار إلى أن «أميركا والغرب ومجلس الأمن يغطون الحرب، إضافة إلى تواطؤ بعض الأنظمة العربية، لكن في نهاية المطاف الذي يحسم الموقف هو ثلاثية الميدان والصمود الشعبي والصمود السياسي».

وزاد: «في هذه الحرب المستهدف كل المقاومة في فلسطين، وعندما نصل إلى 18 يوما ويعجز الصهاينة ومعهم كل العالم عن تحقيق هدف واحد، يعني ذلك أن المقاومة انتصرت في غزة، وستنتصر ونجد أمامنا الفشل الإسرائيلي وإنجاز المقاومة. هناك فشل في المس بمنظومة القيادة والسيطرة وفي وقف إطلاق الصواريخ، وفشل في العملية البرية، ولذلك لجأوا إلى قتل الأطفال والمدنيين ليفرضوا على قيادة المقاومة أي تسوية». وامتدح الأداء المميز للمقاومة في غزة، وقال: «هناك صمود سياسي والمقاومة ترفض منذ اليوم الأول وقف إطلاق النار بينما العدو يريده، فيما هدفها واحد هو إنهاء الحصار، والأمور ستصل إلى فرض معادلات جديدة على العدو تحتاج إلى بعض الوقت، وليس من السهولة أن يستسلم نتنياهو، إذ هناك بعض الحكام العرب الذين يتصلون به ويطلبون منه إكمال الحرب، لكن المقاومة هي من سيفرض على الإسرائيلي الحل وسيصرخ الإسرائيلي طالباً من الأميركي الحل». وشبّه بين الحرب على غزة وبين حرب إسرائيل على لبنان عام 2006، وقال إن الإخوان في غزة بدأوا بقصف الصواريخ على تل أبيب بينما أقصى ما وصلت إليه صواريخنا في لبنان كان الخضيرة.

وانتقد بعض المواقف في الإعلام العربي التي تحمّل المقاومة مسؤولية ما يحصل، ودعا الحكومات العربية والإسلامية إلى تبني خيار رفع الحصار عن غزة وحماية القيادة السياسية للمقاومة من الضغوط التي تريد وقف النار من دون تحقيق هذا الهدف، وإلى الدعم المالي والسياسي والمعنوي وصولاً إلى العسكري. وذكّر بأن إيران وسورية ومعهما المقاومة في لبنان لم يقصروا في دعم المقاومة الفلسطينية بكل فصائلها.

وخلص: «أقول للصهاينة أنتم في غزة الآن تراوحون في الفشل في بيت العنكبوت، فلا تذهبوا أبعد من ذلك إلى دائرة الانتحار والسقوط».

من جهة ثانية، رأى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في احتفال في مقره في معراب لتدشين نموذج الزنزانة التي سجن فيها مدة 11 سنة، أن الشرق يكتب تاريخه اليوم في بعض الأماكن بأسوأ ثمن ممكن. وإذ اعتبر أن الشرق الأوسط في زنزانة، شبّه لبنان أيضاً بزنزانة، واعتبر أن «أسوأ ما فيها أن الطاسة ضائعة، والحكومة حكومات، والسلطة موجودة أينما كان لكن ليس في المكان الذي تريده».

وقال جعجع في حضور حشد سياسي، وزاري ونيابي، لقوى 14 آذار، إن «لا رئيس للزنزانة. هل تعرفون لماذا؟ كي يحافظوا على حقوق المسيحيين (متهكماً)». وتابع: «نقول لبنان أولاً والآخر يقول أنا أولاً وأخيراً».