IMLebanon

نصر الله يتجاوز الخلافات: غزّة فوق كل الحساسيات

نصر الله يتجاوز الخلافات: غزّة فوق كل الحساسيات

إجماع نيابي على إدانة العدوان .. وارتياح طرابلسي لإلغاء وثائق الإتصال

القرارات المتصلة بالأمن والرواتب وشؤون الجامعة التي صدرت عن مجلس الوزراء في جلسته الخميس الماضي أراحت الأجواء السياسية في البلاد، وأنهت ملفات متفجّرة، كان ميدانها الرئيسي الشارع، سواء عبر حركة الاحتجاجات في الشارع الطرابلسي على خلفية عدم التوازن في تطبيق الخطة الأمنية، أو الاعتصامات المتنقلة لأساتذة الجامعة اللبنانية بالتعاقد التي ضجّت بها الأماكن من ساحات القصر الجمهوري الى رياض الصلح والإدارة المركزية.

وفيما كان الرئيس تمام سلام يتابع الفاجعة الإنسانية التي أصابت اللبنانيين بفقدان 19 مواطناً على متن الطائرة الجزائرية المنكوبة، فضلاً عن القرارات الأخيرة وانعكاساتها الإيجابية سواء على الخطة الأمنية في طرابلس، وشؤون المواطنين، وملف انتخابات مفتٍ جديد للجمهورية، كان الوزراء المعنيون بالقرارات يتولون شرحها والتركيز على أهميتها لجهة النتائج الإيجابية المترتبة عليها:

1- وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق كشف أن قرار إلغاء وثائق الاتصال الصادرة عن مخابرات الجيش اللبناني ولوائح الإخضاع الصادرة عن الأمن العام صدر بإجماع المكونات السياسية لمجلس الوزراء، وهو يعيد الحق للسلطة القضائية في ممارسة دورها، ويحرر القوى العسكرية والأمنية من المشكلات والكلام، ويوفّر لها مظلة ووقاية من الإساءة والتجريح.

وأكد أن هناك إرادة لإلغاء إجراءات مرحلة الهيمنة التي تركت تداعيات سلبية على الحرية الشخصية في مرحلة الوصاية.

2- وزير العدل اللواء أشرف ريفي وصف إلغاء «وثائق الإتصال» بالإنجاز الهام، كاشفاً عن أن العمل عليه استغرق شهرين، وساهم فيه الرئيسان سلام وسعد الحريري والوزير المشنوق، مستبعداً حصول هزات سلبية في طرابلس، لأن أبناء المدينة حريصون على الأمن والاستقرار.

3- وزير التربية يجتمع اليوم مع رئيس الجامعة اللبنانية عدنان السيد حسين، بحضور العمداء المعيّنين، كاشفاً أن الموافقة تمت على الملف كاملاً، وأن لا إرادة بنشره قبل تسليمه الى رئاسة الجامعة، كاشفاً أن ما حصل سيوفّر له الفرصة لمتابعة سلسلة الرتب والرواتب بعد عيد الفطر السعيد.

تسوية تؤسّس

 لحلول جديدة

 وقالت مصادر وزارية لـ«اللواء» إن التسوية التي أخرجت ملفّي الجامعة اللبنانية الى النور، فضلاً عن صرف رواتب موظفي القطاع العام من شأنها أن تؤسّس الى تفاهم شامل حول سائر المواضيع الخلافية، لا سيّما التعيينات في مجالس الإدارة والمستشفيات الحكومية.

وأضافت المصادر أن المرحلة المقبلة تحتاج الى استمرار التفاهم، والحوار الكفيل بمعالجة التباين في وجهات النظر.

ومن المؤكد أنه بالنسبة للملفات الأخرى العالقة، فإن الاتصالات حولها ستتجدد، لا سيما بين الوسيط الاشتراكي والرئيس نبيه بري وكتلة المستقبل، للتفاهم على أرقام السلسلة وإيراداتها المضمونة.

لكن مصادر مقرّبة من مرجع رفيع استبعدت حصول انفراجات سريعة في ما خصّ التفاهم على قوننة الإنفاق الإضافي وسلسلة الرتب والرواتب.

جلسة التضامن

 واليوم، يتوّج التوافق السياسي بجلسة التضامن النيابية مع الشعب الفلسطيني في غزة، والتضامن كذلك مع المسيحيين العراقيين في الموصل، بوجه العدوان الاسرائيلي على غزة والضفة الغربية، وممارسات تنظيم داعش في العراق.

وكشف مصدر نيابي لـ «اللواء» أن الجلسة ستتضمن كلمات لكل من رئيس المجلس ورئيس الحكومة، ورؤساء الكتل النيابية، الذين سيعربون عن إدانتهم للوحشية الاسرائيلية ويشيدون ببطولات الشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده بوجه الدمار والبطش الذي لم يوفّر البشر والحجر والأطفال والنساء والمستشفيات والمدارس.

وأكّد المصدر أن بياناً سيصدر عن الجلسة يعبّر عن وحدة الموقف اللبناني من هذين الموضوعين: العدوان على غزة والتضامن مع أطفالها ومقاومتها، وتهجير مسيحيّي الموصل، والتنديد بهذه الممارسات وإدانتها، ودعوة العالم للتدخل وإعادة المواطنين العراقيين الى بلادهم..

نصر الله

 وعشية الجلسة دعا الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الدول العربية والإسلامية الى تقديم كل أشكال الدعم الى «المقاومة الفلسطينية» في مواجهة الحرب الاسرائيلية على قطاع غزة، بما فيها التسليح، مؤكداً أن حزب الله لم يبخل بالدعم والمؤازرة.

وقال السيد نصر الله في خطاب ألقاه لمناسبة يوم القدس، وفي وقفة «تضامن مع غزة»، وظهر شخصياً من وراء ستار خشبي في مجمّع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، وهو الظهور الأول، والطويل من نوعه، منذ عدوان تموز عام 2006، وهي إطلالة علنية نادرة له، متوجهاً الى الحكومات «العربية والإسلامية»: من نافل القول أنه يجب تقديم الدعم السياسي والمعنوي والمادي وصولاً الى الدعم التسليحي، كلٌ بحسب ما يستطيعه «الى المقاومة الفلسطينية، بعيداً عن كل الحساسيات».

وقال: مسألة غزة «لا لبس فيها ولا غبار حتى لو بقيت الخلافات على الموضوعات الأخرى (بالإشارة الى الموقف من الحرب السورية ومشاركة حزب الله فيها ودعوة «حماس» لخروجه منها) فغزة اليوم يجب أن تكون فوق كل اعتبار وكل الحسابات والحساسيات».

وأكد نصر الله أن الحزب يتابع بدقة وبالتفاصيل كل مجريات المعركة القائمة الآن.

وأضاف: نقول لإخواننا في غزة: نحن معكم، وواثقون من ثباتكم وانتصاركم.

ووجّه رسالة للصهاينة بالقول: أنتم تراوحون الآن في دائرة الفشل، فلا تذهبوا الى موقع الانتحار والسقوط.

زنزانة الحكيم

 على صعيد سياسي آخر، احتفل رئيس حزب القوات اللبنانية بالذكرى التاسعة لخروجه من السجن في معراب بحضور سياسي ونيابي وحزبي من قيادات وكوادر 14 آذار، بعنوان «زنزانة الحكيم ذاكرة الحرية».

وفي كلمة ألقاها بالمناسبة قارن جعجع بين زنزانة الماضي وزنزانة الحاضر (الجمهورية التي لا رئيس فيها ولا سلطة قانون)، فهي زنزانة من دون جدران، بل مع ضغط كبير، وأسوأ ما فيها «الطاسة ضايعة فيها»، الحكومة حكومات، السلطة متواجدة في المكان الذي تريده، وأبواب الزنزانة مخلعة.. ولا رئيس لها، لماذا لا رئيس لها.. الجواب: للحفاظ على حقوق المسيحيين..

وانتقد جعجع النائب ميشال عون من دون أن يسميه وكذلك السيد حسن نصر الله واصفاً إياهما بالسجانين يتناوبون على دوامين: الدوام الأول: هواه ليس لبنانياً، تطلعاته ليست لبنانية (…)، أما الثاني (عون) فلا هوى له، أو بالأحرى هواؤه، يتغيّر مع مصالحه… نحن نقول: لبنان أولاً، بينما هو يقول: أنا أولاً.. وأخيراً..

فاجعة الطائرة

 على صعيد فاجعة اللبنانيين، استنفرت الحكومة اجهزتها لمواكبة فاجعة الطائرة الجزائرية المنكوبة التي كان على متنها 19 راكبا لبنانيا ، فشكلت وزارة الخارجية وفدا يضم ممثلين عنها وعن الهيئة العليا للاغاثة والامن العام سيتوجه اليوم الى مالي لمتابعة وقائع رفع جثامين ضحايا الطائرة من اللبنانيين واعادتهم الى لبنان.

  وتأتي هذه الخطوة، بعد العثور على أحد الصندوقين الاسودين التابعين للطائرة التي تحطمت الخميس وعلى متنها 118 شخصا، وعقب تأكيد الرئاسة الفرنسية فجر امس الأول، العثور في منطقة غاو في شمال مالي على حطامها. وأشار قصر الاليزيه في بيان الى انه تم العثور على الحطام «على مقربة من الحدود مع بوركينا فاسو» وأنه تم التعرف بوضوح الى الطائرة على الرغم من انها مدمرة كليا، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مقتل جميع ركابها. من جهته، اعتبر وزير الداخلية الفرنسي برنار كازنوف ان الاحوال الجوية تشكل «الفرضية الاكثر ترجيحا» لتفسير أسباب تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية.