لا نبالغ في شيء ولا نزيد او نقلّل من قسوة مشهد اقتحامي – هجومي بكل المعايير النفسية والمعنوية والوطنية، اذا كان من لا يزال يقيم اعتبارا للوطنية الحقيقية، كان من شأنه ان أشعل عنصرية نارية بإزاء الاجتياح المسمى انتخابيا لعشرات ألوف اللاجئين السوريين في لبنان. لذا فالاجدى الذهاب فورا الى الأسئلة الباردة برسم حلفاء النظام السوري في لبنان “الى الابد” الذين فركوا أيديهم طربا وهللوا لواقعة الهزيمة النفسية في مرمى خصومهم اللبنانيين.
ما رأيكم أيها الشركاء في كون هذه المهزلة المدبرة الفاقعة على يد النظام وأيدي بعضكم بالذات قد ارتدت فتحا لملف اللجوء السوري على غاربه بعدما تبين بالوقائع المثبتة ان مئات ألوف اللاجئين يمكنهم العودة الى سوريا بالتدبير نفسه الذي سخّروا من اجله لتوظيف مأرب النظام وثأره من لبنان؟ هل بينكم من يقول كلمة حق واحدة في مشهد الاربعاء؟
وما رأيكم في ان الشماتة من الخصم في كارثة اللجوء مرتدة عليكم كما عليه سواء بسواء وان توظيفا سياسيا رخيصا لأزمة اللاجئين اليوم سينقلب بكاء وصريف أسنان غداً متى واجهتم بمسؤولياتكم الجماعية داخل “الحكومة الرئاسية ” اخطر تداعيات الكارثة المتدحرجة عند أبواب الصيف اللاهب؟
وما رأيكم بعدما هلل بعض منابر “الممانعة” للاجتياح المدبر لبيروت بكل الرسائل التي تولى سفير النظام إعلانها متحديا الشعور الوطني السيادي للبنانيين بشكل غير مسبوق من الاستفزاز في الخطوة التي يتوجب على الحكومة ووزارة الخارجية تحديدا ان تتخذها حيال انتهاك موصوف للأصول؟ ام تراكم ستتصرفون على غرار فعلتكم المجيدة حيال ملف سماحة – المملوك الذي دفعكم الى مناهضة الرئيس ميشال سليمان ومناصبته العداء حتى نهاية عهده؟
ثم، وهنا الأهم، ما رأيكم لو ارتدت هذه الواقعة تفجيرا لعنصرية بشعة يقع ضحيتها اللاجئ الحقيقي غير المزور واللبناني الفاقد الأمل منكم ومن سواكم في تحمل اكبر وأخطر مسؤولية وطنية؟
هل ثمة بينكم من ذهب به الشطط المخيف الى تصور أوهام قاتلة من نوع توظيف ما جرى لتعبيد الطريق لانتخاب رئيس لبناني يأتي على صهوة انقلابية كاملة ليكمل مشهد التجديد للأسد؟
لم يعد لبنان يحتمل انتفاضات جديدة لانها قد تكون اقرب الطرق الى تفجيره نهائيا هذه المرة. لكن على حلفاء النظام السوري في لبنان، ولا نقول أبدا النظام، ان يتوقفوا بلا غطرسة او مكابرة امام اعتمال عميق خرجت معه صور شهداء الانتفاضة اللبنانية على الوصاية السورية بأشد مشاعر الغضب والاحتقان في يوم الحشر المزعوم انتخابيا. اما الفراغ عندنا في مقابل “انتخابات” كهذه فهو اكتسى حلة الوقار!