وسبق وأشرنا وبوضوحٍ شديد، بأنّ ما نعيشه اليوم: «هي «لعبة قذرة» تُمهّد لنسف انتخابات الرئاسة وإدخال لبنان في الفراغ، وفرط المجلس النيابي الممدّد له بعد تطيير متقنٍ للحليفيْن «بري/ حزب الله ـ جنبلاط» للانتخابات النيابيّة (…) تمهيداً لشلّ لبنان نهائياً والسعي لإسقاط الطائف ورهن الحلّ بـ»المثالثة» و»بثلث معطل إيراني» قبيل انهيار بشار الأسد على عتبة انتخابات رئاسية سوريّة!! هي «لعبة قذرة» وبامتياز، والأقدر على لعبها ومنذ 6 شباط العام 1984 «الشريك الشيعي» لصالح النظامين الأسديْ والخمينيّ معاً!!
وسبق وناشدنا اللبنانيين في العاشر من نيسان الماضي بأن: «أيها اللبنانيون: استيقظوا يرحمكم الله من هذا الصمت الذي دخلتموه منذ أسلمتم قياد ثورة الأرز لكثيرين خيبوا أملكم مراراً وتكراراً بدءاً من وليد جنبلاط «وساعة التخلّي» وانتهاءً بـ»أمين الجميّل» المشتاق إلى كرسي بعبدا بعدما دمر اقتصاد لبنان في سنوات حكمه، هل هناك من يتذكر اليوم فضيحة بنك المشرق واسم روجيه تمرز، أو اسم «سامي مارون» العائد إلينا من بوابة شركات النفط الروسية ـ وختم حكمه بتسليم لبنان إلى ميشال عون ليهدّه حجراً على حجر.. استفيقوا أيها اللبنانيّون؛ علّنا جميعاً يرحمنا الله من كيد ومكر رئيس المجلس النيابي والمبادرة الجنبلاطيّة «المفاجئة»، ومن حزب الله وإيران وبشار الأسد، ويجعل كيدهم في نحورهم وصدورهم، ومكرهم السيء محيقاً بهم».
في السادس والعشرين من آذار حذّرنا في هذا الهامش في مقالة تحت عنوان: «رئاسة الجمهوريّة.. حزب الله النّاخب الأكبر»، بالأمس تأكّد الجميع أن «الطائفة الشيعيّة» المخطوفة من حزب الله باتت تتحكم بالرئاسات الثلاث في لبنان، والأخطر أنها ستبقى كذلك إلى حين، وسبق وحذّرنا من أنّ: «من يملك السّلاح يملك القرار، وهذا هو الكلام الفيصل في لبنان، ولأنّ حزب الله كان يملك السلاح عطّل بالقوة انتخابات رئاسة الجمهورية بعد رحيل «الزلمي.. المقاوم الأول»، وأخذ البلاد إلى فراغ مخيف إلا في سُدّة الرئاسة الثانية والتي يضع الحزب يده عليها سواءً اعترف بذلك «شاغلها» منذ ما يقارب «ربع قرن» مكافأة له على وفائه للنظام السوري»…
مرّة جديدة يتكرّر السيناريو بعد ست سنوات، والحال ستبقى على ما هي عليه، وسبق وحذّرنا من أنّ: «حزب الله لا يملك مرشحاً مارونياً سوى إميل لحود، وهو يتحسّر على أيامه، وسيعارض التمديد للرئيس ميشال سليمان إن اقتضت الضرورة، ولا نظنّه سيُكرر التجربة مع قائد الجيش العماد جان قهوجي، فأكثر ما يُناسب حزب الله وإيران هو «الفراغ.. والفراغ.. والفراغ (…) ومنذ 7 أيار المشؤوم عام 2008 والذي أفضى إلى ما سُمّي آنذاك بـ»اتفاق الدوحة»، ويومها قدّمت 14 آذار «تنازلاتها التاريخية» للمرة الأولى، فأخذ حزب الله بقوّة السلاح ما لم يأخذه بقوّة التعطيل والاعتصام، فأعطوه الثلث معطّل وتمّ تكريس «المثالثة» من خارج الطائف المُعَطّل، وبقوّة السلاح القادر على نسف أي قرار»!!
وسيبقى حزب الله قابضاً على خناق لبنان لأنه حتى الآن لم يتمّم نجاح مشروعه الإيراني في لبنان، و»المثالثة» غاية مرحلية لحزب الله تشلّ كلّ مؤسسات الدولة في انتظار تمكّن حزب الله من إعلان هدفه ومشروعه وسبب قيامه الأساسي:»الجمهورية الإسلاميّة في لبنان» لتكرّ سبحة «جمهوريات إيران» في المنطقة العربية عن بكرة أبيها!!
ميرفت سيوفي