IMLebanon

نكبة فلسطين في عروبتها؟!

 

ماذا بعد المجازر الاسرائيلية في غزة المدمرة الى حد اعتبار ما جرى ويجرى فيها حرب ابادة طاولت البشر والحجر فساوت فيها المنازل بالارض قبل ان يغادرها سكانها الذي قضوا فيما كانت مدافع العدو تلاحقهم، بالتزامن مع تظاهرات تعدى عدد ضحاياها المئات، حيث اصبح من المستحيل معرفة ما يجري نظرا لشمولية العمليات العسكرية المفتوحة من جانب جيش الاحتلال الاسرائيلي على مدار الساعة جوا وبرا وبحرا في ظل صمت عربي ودولي مخيف من دول المنطقة والعالم اجمع، باستثناء تظاهرة من هنا وتظاهرة من هناك، لاسيما تظاهرات يوم القدس التي جرت في مناطق عربية وايران وتخللها اطلاق مواقف لم يفهم منها ما اذا كانت ستؤثر على العدو الاسرائيلي الذي يستهدف غزة؟!

اشارة الى ان الضفة الغربية تحركت امس بتظاهرات تصدى لها العدو الاسرائيلي الذي استخدم مختلف انواع الاسلحة لتفريق المتظاهرين وتخلل ذلك سقوط شهداء وعشرات من الجرحى الى اضرار في عدد كبير من المناطق التي نزل اهلها الى الشوارع دعما لانتفاضة غزة التي لا تقاس بكل ما سبق، لاسيما ان العدو لم يتورع عن توجيه رصاصه وصواريخه مستهدفا سيارات الاسعاف والمدارس من غير ن يتوقف عن الرمي على تجمعات الاهالي في الاماكن المكشوفة؟!

وما يثير السخرية والرعب في آن، هو صمت المجتمع الدولي والعربي عما يجري في غزة من جرائم يستحيل السكوت عنها مهما اختلفت الاعتبارات السياسية والامنية، لاسيما ان الحرب الاسرائيلية تجري باسلحة غير متكافئة حيث هناك من يرى في عيون سلبية ان الخطأ يقع على المقاومة الفلسطينية التي تعرف الرد الاسرائيلي على قذائفها الصاروخية من غير ان تتوانى عن توجيهها الى مناطق العدو، و هي لا تزال تفعل ذلك ولو بنسبة غير متوازنة قياسا على مختلف المواجهات التي سبق ان حصلت وتحصل في مختلف مناطق القطاع (…)

رب قائل ان الحق يقع على المقاومة الفلسطينية، لاسيما بالنسبة الى عدد من الاحداث التي ادت الى اشعال الحرب على غزة مرارا لكن العدو الاسرائيلي لا ينتظر مقاوما فلسطينيا يستفزه في هذه المنطقة وغيرها ليرد بمختلف انواع الاسلحة وقد اثبتت التجارب ان اسرائيل مستعدة دائما لاستخدام طيرانها الحربي ومدافع الميدان لافهام الفلسطينيين وسواهم انها لن تقبل اي استفزاز ولو طفيف يؤثر على سلامها الداخلي، وهذا ما تأكد من خلال التطورات القتالية في اكثر من مكان وزمان، الى حد اعتبار رد الفعل الاسرائيلي منتظرا على مدار الساعة؟!

يفهم مما صدر عن معظم الدول الكبرى، باستثناء روسيا والصين ان رد الفعل الاسرائيلي على الصواريخ الفلسطينية كان منتظرا ما دفع اميركا والدول العظمى الى القول ان المقاومة الفلسطينية مسؤولة عن جر اسرائيل الى تصعيد قتالها، فيما لم يصدر عن الدول الغربية والشقيقة سوى «اعلانات كلامية» لا تؤثر في مجريات الاحداث الجارية في قطاع غزة، من غير ان ننسى ما يقال عن استعداد لتقديم مساعدات عاجلة من الضروري ان تكون انسانية ليس الا (…)

والاسئلة لا تحصى عن صمت ايران عما يجري في غزة الجريحة، ليس لانها لم تقدم معونة تذكر الى الفلسطينيين بقدر ما صدر عنها كلام يزيد الحرج الفلسطيني والعربي حيث يخيم الصمت على جامعة الدول العربية التي اكتفت الى الان بالقول ان «اسرائيل تشن حرب ابادة ضد الشعب الفلسطيني». اما الاعمال فلا تزال مقتصرة على بيانات لا توفر رصاصة واحدة للمقاوم الفلسطيني بحسب كل ما صدر حتى الان من بيانات، من غير ان ننسى مساعي مصر الداعية الى وقف النار وتجنب المزيد من اعمال القتل والابادة عن شعب فلسطين الذي يعاني ابشع مظاهر القتل والتدمير قياسا على ما لحق بغزة ابادة في نختلف مناطقها؟!

ما يثير التساؤل ان مضمون مساعي التهدئة العربية والاجنبية لا تزال تدور حول وقف النار واستعادة اسرائيل جثث جنودها، فيما لن يجد الفلسطينيون من يعوض على ضحاياهم وجرحاهم الذين فاق عددهم العشرة الاف ويقال في هذا السياق ان ثمة مسعى ايراني – روسي وصيني لوقف النار من دون معرفة مضمونه الانساني والعسكري كما ترى مصادر عربية واجنبية مطلعة ضرورة القول ان اسرائيل مطالبة مع المجتمع الدولي بالتعويض عن الخسائر البشرية والمادية لاهالي غزة وهذا الشرط يستحيل تصديقه لانه يفيد اسرائيل ويضع الغزاويين امام أمر واقع من شأن الخوض فيه استمرار الحرب بقدر ما يبدو العدو بحاجة اليها؟!