سيكتب التاريخ قريبا أن أكثر زعيم سياسي في العالم تسبب بالكوارث والاضطرابات هو باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة، أكثر من أي رئيس أميركي سابق، بمن فيهم المكروه الأول لدى اليساريين والمتسايرين والإسلاميين و«إخوانهم» الأدنين والأبعدين. سياسات أوباما، ليس في سوريا المأساة فقط، بل في أوكرانيا وكوريا الشمالية والصين وروسيا وأفريقيا، التي يتغزل بها دوما.
سياسات أوباما كارثية ليس في الخارج فقط، بل في الداخل، بشهادة أحد محبي أوباما والمنافحين عنه في الإعلام الأميركي وهو ديفيد إغناتيوس حين قال في وقت سابق، وهو يتحدث عن سياسة أوباما الداخلية، حول أزمة الضرائب والتجسس على الصحافيين، ومقتل سفيرهم في بنغازي، ملخصا مشكلة إدارة أوباما بالقول: «العامة تخشى من الحكومة الضعيفة أكثر مما تخشى من الحكومة القوية». المتردد الذي يظن أنه يخفي تردده بالبلاغة مضر، لو كان فردا عاديا، فكيف إذا كان رئيس أميركا؟! من هنا كان رأي الزعيم السياسي اللبناني، الخبير برياح السياسة، وليد جنبلاط، دقيقا وهو يتحدث عما تسبب به أوباما من كوارث في سوريا، أوباما لا بوتين وخامنئي!
في حوار مع جنبلاط نشر أمس في «الشرق الأوسط» متحدثا عن حمص، وكيف دخلت قوات الأسد إليها بعد كل هذا الوقت. ولماذا لم يستطع الجيش السوري الحر هزم النظام الفاقد للعمق الشعبي والشرعي، يقول: «النظام لم ينهزم عسكريا، لأن كل من ادعى أنه من أصدقاء سوريا من الدول المحيطة، أي تركيا والأردن بالتحديد، يدور في فلك الولايات المتحدة التي لم تسمح منذ اللحظة الأولى بتمرير سلاح نوعي مضاد للطائرات»، مضيفا: «لم يسمحوا (أميركا والغرب) عندما كان الجيش السوري الحر موحدا إلى حد ما، وكانت هناك قيادة مركزية، لم يسمحوا بمرور هذا السلاح النوعي. وأنا أذكر عندما ساعدت، متواضعا بطريقتي، الثورة السورية، طالبت بسلاح نوعي في عام 2012 من تركيا وفرنسا وبريطانيا. وأذكر أن أحد وزراء دولة كبرى، عندما ركزت على أهمية حمص اضطر: إما عن جهل – لأنني لا أعتقد أنه يجهل أين حمص – وإما عن خبث، إلى الطلب من مساعده إحضار الأطلس للاطلاع على جغرافية سوريا. وهذا أمر مضحك، لأننا ننظر أين حمص، وهي في غاية الأهمية الاستراتيجية. حمص تقطع سوريا إلى قسمين».
ويحاول البيك وليد، المعجون بتاريخ وحاضر بلاد الشام تفسير التخاذل الغربي تجاه السوريين، من البداية. فيشرح: «شخصية أوباما فيها ازدواجية المعايير والحسابات الباردة الخبيثة، التي ترجمت على حساب ملايين من الشعب السوري وطموحات الشعب الفلسطيني». في وقت سابق أيضا وبعد تحول سوريا إلى أزمة للعالم كله، انتقد وزيرا الدفاع الأميركيان السابقان غيتس وبانيتا، في إدارة أوباما نفسه، انتقادا حادا نهج أوباما حيال سوريا وطلبه موافقة الكونغرس على الضربة دون أن يكون ملزما.
ما سلف يخبرنا كم هو مرّ حصاد التذاكي والتردد حين يصبحان سياسة أهم دولة في العالم.