IMLebanon

هل أخذت عرسال من فرص قهوجي السياسية؟

هل أخذت عرسال من فرص قهوجي السياسية؟

حزب الله ينظر بإرتياح لعودة الحريري إلى لبنان..

عاد الرئيس سعد الحريري من البوابة العرسالية زعيما للمستقبل وعلى المليار دولار، لكن من مفارقات الصدف السياسية اللبنانية ان لا شيء بلا مقابل، فعودة الحريري المفاجئة اتت على انقاض المصير السياسي لقائد الجيش العماد جان قهوجي.

المراقبة عن بعد لمشهد ابتعاد القائد وعودة الزعيم لا تبشر ابدا بامكانية حدوث اي خرق يذكر على الساحة الرئاسية وحتى السياسية والامنية… الا ان دراماتيكية هذا المشهد لا تعني بأي شكل من الاشكال ان الجيش لم يقم بعمل رائع في عرسال وان عودة الشيخ سعد لم تترك اثرا ايجابيا في الشارع اللبناني..

وفي هذا المعنى تحديداً.. ينقل عن قيادي بارز في «حزب الله» تأكيده بأن الحزب ينظر بارتياح لعودة الحريري الى لبنان، فالرجل قطب اساسي يمكنه ادارة جزء كبير من الساحة السنية بشكل مباشر.

التفاؤل بعودة الحريري يعود ربما لما سمعته قيادة الحزب حتى الآن عن اتخاذ الشيخ سعد قرارا سياسيا لمواجهة التكفيريين ودعم الجيش اللبناني.. وهو ما تؤيده هذه القيادة وتشجع عليه.

اما في ميزان علاقة حزب الله بالحريري فتبقى الامور قيد الانتظار.. وعلى ما يقول القيادي، فإن تحديد علاقتنا بالمستقبل رهن تقارب وجهات النظر حول الاستحقاقات والرؤى السياسية في البلد.

في مطلق الاحوال فان عودة الحريري لم تحجب الضوء عن خيبة امل المراهنين على قهوجي.. خاب ظن هؤلاء على اعتبار انه لم يكن يجدر بقائد الجيش اللبناني القبول بفك الطوق عن المسلحين والسماح لهم بالخروج من عرسال قبل تحرير كل العسكريين.

لا يتحمل قهوجي وحده مسؤولية ما جرى في عرسال، ثمة أطراف اساسية في البلد من بينها حزب الله تعتبر بأن الطبقة السياسية السنية شريكة في ما حصل، لأنها لم تعط الغطاء الكافي لقائد الجيش ليدير معركته بشكل جيد، ويتفادى مشكلة بقاء العسكريين مع الجماعات الارهابية(!).

مثل هذا الكلام لا يلغي واقع ان ما قام به الجيش اللبناني عمل رائع جدا ، فهو بحسب هذه الأطراف دافع عن لبنان وليس عن عرسال وحدها لأن ما جرى كان مقدمة لتهديد كل الوطن.