IMLebanon

هل أعدَّ «حزب الله» العدّة لمواجهة «داعش» حتى.. دفاعاً عن المسيحيين؟

هل أعدَّ «حزب الله» العدّة لمواجهة «داعش» حتى.. دفاعاً عن المسيحيين؟

مخاوف من «غزوات داعشيّة» جديدة للإمساك بأوراق جديدة

حين يزور مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم، تركيا للبدء في فكفكة ملف العسكريين من جنود الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي المخطوفين لدى «داعش» في جرود عرسال، فان تركيا «تمون» على الجهة الخاطفة، تماما كما الحال في ملف اعزاز الذي نجح اللواء ابراهيم في ايصاله الى نهايته السعيدة، خاصة وان الثمن المقابل في صفقة اعزاز، دفعه النظام في سوريا، حين قدم «هبة» لمصلحة احد عشر لبنانيا، اختطفتهم جماعات معادية للنظام السوري نفسه.

وحين «تتوارد» الافكار بين رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة تمام سلام، حول اللجوء الى تركيا، للافراج عن العسكريين اللبنانيين، فان تركيا «تمون» على الجهة الخاطفة، تقول اوساط مطلعة على الملف، وتضيف.. المسألة في ملف اختطاف العسكريين من عرسال تختلف مع ملف اختطاف المواطنين اللبنانيين في اعزاز، فأي ثمن سيُدفع ؟، ومن هي الجهة التي ستدفع؟، وما هو الثمن؟، وهل لبنان قادر على ان يسجل سابقة في تاريخه، بشأن تبادل بين العسكريين اللبنانيين وسجناء وموقوفين اسلاميين متطرفين ينتمون الى جماعات ارهابية؟، كل هذه الاسئلة برسم المقبل من الايام.

وتعرب الاوساط عن خشيتها من المناورات التي يقوم بها المفاوضون في هيئة علماء المسلمين التي كلفتها المجموعات الارهابية التي كانت تحتل عرسال تولي التفاوض مع السلطات اللبنانية، واشارت الى ان هذه المناورات تتمثل بعدد العسكريين المخطوفين، حيث برز تفاوت في عددهم، وقالت.. ربما تريد «داعش» و«النصرة» ان تحتفظ برهائن من العسكريين للابقاء على عمليات ابتزاز تجريها لاحقا، تتعلق باجراء «تبادل» بينهم وبين موقوفين اسلاميين ينتمون اليهما، فالساحة اللبنانية، ترى الاوساط، ستبقى تحت المجهر الامني، انطلاقا من اعتبار ان القوى الاقليمية والدولية التي تقف وراء تمويل «داعش» و«النصرة» لتفجير الاوضاع الامنية في لبنان، لن تستثمر بعد، ما وضعته من مخططات وامكانيات لدى هذه القوى الارهابية، لاستيراد الفوضى الامنية الى لبنان، الذي بات يشكل قاعدة صلبة وحيوية لـ«حزب الله» وايران، وفق تصنيفاتها، وان كانت هذه القوى تعاني من مشكلات حقيقية في تحقيق اختراقات امنية داخل لبنان، تكون في مستوى ما يجري في سوريا والعراق، والسبب في ذلك يعود الى الانجازات العسكرية الميدانية التي حققها الجيش السوري بمؤازرة من حزب الله في مناطق واسعة من القلمون السورية، فضلا عن الجهوزية القتالية المرتفعة لدى «حزب الله» عند الجانب السوري من جرود عرسال، والتي تواكبها جهوزية مماثلة في القرى الشيعية والمسيحية المجاورة لعرسال في الداخل اللبناني.

وتقول الاوساط.. حين اجتاز حزب الله، بعدته العسكرية والبشرية، الحدود اللبنانية، متوغلا عشرات الكيلومترات في العمق السوري، فانه انطلق اولا للدفاع عن نفسه من جبهات قتالية كان يمكن ان تقام في مواجهته، في مناطق القصير ومعلولا ويبرود، كما يرى في سياق الحجة التي سبق غيره من القوى في ابصارها، فان حزب الله جاهز في اي زمان ومكان لخوض المعركة مع اية غزوات داعشية محتملة، وهي معركة وضعها في اولى اولوياته، وفي حسابات «حزب الله»، فان المعركة ستُخاض اكان المستهدف قرى وبلدات شيعية ام مسيحية، فالخطر المصيري الذي يتهدد لبنان، لن يكون في منطقة شيعية دون المسيحية، وبالتالي فان «حزب الله» اعد العدة لمواجهة «داعش» وكل المنظمات الارهابية، والامر عنده سيان، اكان المستهدف ساحة بيئته الشيعية ام الساحة المسيحية.

فالحزب كان يرى في الخطر التكفيري تقول الاوساط خطرا تفرض الضرورة مواجهته في عقر داره، ليقطع الطريق امام تمدده الى الداخل اللبناني، وفي هذه الحالة لن تكون مواجهته لهذا الخطر مستحيلة، لكنها غير مريحة له ولا يفضلها، فكيف هي الحسابات بعد «غزوة عرسال»؟، تقول الاوساط، لن يستطيع احد ان يؤكد ان «غزوة عرسال» الداعشية، ستكون خاتمة الغزوات الارهابية التي تستهدف الداخل اللبناني، لان الطريقة التي اديرت بها الاستهدافات الخطيرة التي طالت الجيش اللبناني، لا تُبشّر بالخير، وربما مضي الحكومة في الحفاظ على «خيط التواصل» بينها وبين المجموعات التكفيرية التي انكفأت الى جرود عرسال، والتورط في استلام طلباتها وشروطها، خير دليل على حال الارباك والتخبط الذي تعيشه الحكومة.. تقول الاوساط، وتضيف، المخاوف كثيرة من غزوات داعشية جديدة، للامساك بأوراق جديدة، تُضاف الى ورقة المخطوفين العسكريين، لابتزاز الحكومة في انتزاع مكتسبات، وهي بالتأكيد تنتظر في سجن رومية، الذي بات «الخزان البشري» للقوة الضاربة للقوى التكفيرية. ويأتي في هذا السياق ما اعلنته قيادة الجيش اللبناني التي تحدثت عن ان الجيش احبط في عرسال مخططا لـ«داعش» يهدف الى عمليات امتدادية نحو مناطق شمالية وساحلية تشكل منفذا بحريا، فضلا عن معلومات وصلت الى مخابرات الجيش عن نوايا كانت ستلي غزوة عرسال، وتستهدف قرى وبلدت شيعية ومسيحية مجاورة لعرسال.

وترى الاوساط.. ان حزب الله سبق غيره من القوى السياسية في لبنان، في استشعار «المخاطر الوجودية والمصيرية» القادمة من تخوم الحدود الشمالية، وما يعزز هذه الحقيقة تبني رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، بعد زيارته امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله هذه الحقيقة، وهو حمل في جعبته معطيات ميدانية عن واقع هذه القوى واجندات عن عملها واستهدافاتها، حيث اسقط جنبلاط كل المفاهيم التي بنتها قوى الرابع عشر من اذار التي سوّقت لمسؤولية «حزب الله» باستجلاب او استدراج «داعش» والمجموعات التكفيرية والارهابية الى لبنان «مع كل حادث امني او انفجار انتحاري استهدف الداخل اللبناني والجيش، الذي وقف كالحاجز الحامي لوضع حدا لمرور قوافل الانتحاريين الى الداخل اللبناني، فضلا عن الهمس السياسي الذي صدر خفية، عن اطراف وازنة في قوى الرابع عشر من آذار، تحدثت عن انجاز حزب الله العسكري في منطقة القلمون السورية، والنتائج الامنية التي حققها للداخل اللبناني.