يبدو أن قوى 14 آذار تتجه للتضحية بمرشحها حتى اللحظة سمير جعجع لمصلحة الوزير بطرس حرب، الذي بدأت تميل إليه الكفة بحسب ما تؤكد مصادر الفريق المذكور، فيما ما زال مستبعداً إنجاز الاستحقاق الرئاسي في موعده الدستوري، في رأي الأقطاب الفاعلين
فيما بقيت قوى الرابع عشر من آذار، مصرّة علناً على السير برئيس القوات اللبنانية سمير جعجع مرشّحاً لرئاسة الجمهورية، في الدورة الثانية من جلسات الانتخاب، بدأت جلساتها المقفلة تتحدّث عن احتمال أن تعود هذه القوى عن قرارها، وتذهب إلى تبنّي وزير الاتصالات بطرس حرب في الدورات اللاحقة. وما عزّز هذا التوجه الحراك الذي بدأه حرب، تحديداً في لقائه مع رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط. ويجري التسويق لحرب داخل فريق 14 آذار، على قاعدة انه قادر على نيل عدد من الأصوات أكبر مما حصل عليه جعجع. وبدأت بعض شخصيات فريق 14 آذار تتحدّث عن حرب «كمرشح توافقي من فريقنا، في مقابل جعجع، مرشّح المعركة».
لكن هذا التوجه لم يجرِ تبنيه من جميع مكونات الفريق المذكور. فالقوات اللبنانية ومؤيدوها يؤكّدون أن «مرشّحنا كان ولا يزال جعجع»، مشيرة إلى أن «المعركة ليست معركة أسماء، بل أصوات». وأكدت مصادر قريبة من معراب أن «هذا الجوّ موجود في فريق الرابع عشر من آذار، الذي ينسّق دورياً ويتحدّث في إمكان تبديل المرشّح، لكن ليس بالوتيرة التي يجري الحديث عنها». ولفتت إلى أن «المعركة ليست معركة جعجع، بل معركة 14 آذار التي لا تستطيع أن تحصل على أكثر من ذلك في أي دورة انتخابية، ولا سيما أن جنبلاط يسير بمرشّحه النائب هنري حلو حتى النهاية، وهو كان قد أكد لنا أنه لن يصوت لأي مرشح لا في 8 ولا في 14». وأكدت المصادر نفسها أن «جعجع سيبقى مرشح 14 آذار الوحيد، لكن حظوظه في الفوز قبل 25 أيار أكبر من حظوظه بعد هذا التاريخ، لأنه إذا دخل البلد حالة فراغ، فسيؤدي ذلك إلى خلط الأوراق، وربما إلى تهديد الاستقرارين السياسيّ والأمني، وبالتالي لن يكون في وسع جعجع حينها أن يفوز بعدد الأصوات نفسه الذي حازه في الدورة الأولى».
لقاءات المستقبل ــ الوطني الحر
من جهة أخرى، تتحدّث أوساط مقربة من الرابية عن لقاءات في الأيام القليلة المقبلة على مستوى نواب تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، وعلى مستوى القادة. وأشارت المصادر إلى ان لقاء جديدا قد يُعقد في باريس خلال الأيام المقبلة.
عودة العسيري تمهّد لقرار يرفع الحظر عن سفر الخليجيين إلى لبنان
لقاءات نيابية قريبة
بين تيار المستقبل والتيار الوطني الحر
وخلافا لما يعممه فريق 14 آذار، وخصوصاً القوات اللبنانية وبعض شخصيات تيار المستقبل، تقول المصادر إن الاجتماع الباريسي الأخير كان ايجابيا جدا، وأفضل من الذي سبقه. وتشير الى تركّز الحديث العوني في غالبيته على ضرورة تحقيق الشراكة كاملة، من خلال إتمام ما بدأ بحكومة مصلحة وطنية وخطة أمنية، عبر دعم وصول المسيحي الأقوى الى موقع الرئاسة. الحريري لم يعلق سلبا على ما سبق، بعكس ما يشاع، تضيف المصادر، وبناءً عليه جرى الاتفاق على متابعة المفاوضات. من جهة أخرى، تضيف مصادر الرابية أن عون يسعى إلى «تثبيت أرضية مشتركة مع النائب جنبلاط، بعد ما بات واضحا أن الأخير لا يحبذ لعبة جعجع». أما اذا جرت الأحداث بعكس ما يتمناه العونيون قبل موعد 25 أيار، «فعندها يكون الحريري قد رفض الشراكة الفعلية في السلطة، وسيكون عليه تحمل عواقب الاستئثار بالسلطة. وهنا لا خطة بديلة لعون اذا ما لم يصل الى الرئاسة سوى الفراغ، الى حين اقتناع قوى 14 آذار بضرورة تحقيق الشراكة»، بحسب المصادر ذاتها، لكن حتى الساعة لا تزال أجواء الرابية ايجابية، اذ يخرج كل زوار عون أخيرا بتطمينات منه إلى سير الأمور كما يشتهيها. وينقل هؤلاء عن عون قوله إن البيان الوزاري كُتب في 24 ساعة، ويمكن للتوافق على انتخاب رئيس أن يسلك المسار عينه.
و في السياق، أكد وزير الخارجية جبران باسيل في حديث إلى قناة «الميادين» ضمن برنامج «الجمهورية 2014»، أنه خلال لقائه الحريري «طُرحت المخاوف والهواجس، ومن ثم يمكن ان ينتقل الموضوع الى تطمينات في لقاءات مقبلة»، لافتا الى أنه «لم يجرِ الاتفاق على اجتماع آخر». وأشار الى أن «الوقت الضاغط والتجارب السابقة قد يدفعاننا اكثر إلى التفاهم».
وشدد على «ضرورة ما طرحه الحريري من احترام للارادة الوطنية المسيحية، فهناك خطر على الطائف، وهو لم يطبق كما يجب». ولفت إلى ان هناك حوارا إيجابيا يتخطى الرئاسة. وقال:«نحن لا نحاول الوصول إلى تفاهم وقتي، لأنه سيكون فاشلا»، وقال:« لم نكن لنربط انفسنا بتفاهم لولا رؤيتنا ان خلاص لبنان بالتفاهم، و لدينا شروطنا، وشروط النجاح للرئاسة اهم من الرئاسة».
وأضاف: « شروط النجاح أولها الوحدة الوطنية، والقضايا الاكبر من لبنان نحيد لبنان عنها، والمواضيع التي تخص اللبنانيين يجب أن نطمح إلى تحقيقها بمعزل عن التأثير الخارجي».
وأكد انه «لا يمكن أن نفك تحالفنا، لأن الشيعة مكون اساسي»، مشيراً إلى انه «لن تستمر المقاومة في غياب الدولة، والفساد الذي ينخر الدولة سيصل حتما إلى المقاومة ويضربها».
وأشار إلى ان السعودية « قالت إنها لن تتدخل في تسمية الرئيس بلبنان، وهذا مطلوب، وعظيم، وإنها تريد مساعدة الجيش، هذا عظيم، وتريد الاستقرار للبنان، هذا عظيم، واذا استمرت السعودية في ذلك فستجد اصدقاء كثيرين لها في لبنان، واي دور آخر مغاير قد يوجد لها خصوم».
وفرنجية يستبعد
من جهته، أطلق رئيس تيار«المردة» سليمان فرنجية جملة مواقف على صعيد الاستحقاق الرئاسي، مستبعداً حصول اتفاق لبناني- لبناني على انتخاب رئيس جديد للجمهورية خلال هذا الشهر، ورأى ان «المشكلة تكمن في طريقة انتخاب الرئيس، والدستور الذي انجز عام 1990 أُنجز على أساس وجود وصي، والمشكلة اليوم أن هناك 20 وصياً». وأعلن في حديث إلى قناة المنار ضمن برنامج «الحدث» أنه «مع تعديل الدستور بشأن نصاب انتخاب رئيس الجمهورية».
وأشار الى انه ابلغ البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي انه لن يؤمن النصاب لانتخاب رئيس من الفريق الآخر، وان رئيس تكتل التغيير والاصلاح النائب ميشال عون، ورئيس حزب الكتائب امين الجميل وافقا على أن من حق النائب الدستوري عدم تأمين النصاب.
ولفت الى ان الرئيس سعد الحريري ليس مع جعجع، ولا مع عون، بل مع رئيس ضعيف، وهو يريد تقطيع المرحلة من أجل استغلال هاجس البطريرك الراعي، والذهاب نحو رئيس تسوية، مشيرا الى ان «هناك تهويلا يمارس على البطريرك الراعي، من قبل بعض الدول، وهو حر وشريف، وأنا التزمت أمامه أن أي مرشح من 14 آذار للرئاسة لن أعطيه حتى لو احتاج إليه لينجح».
وأكد التمسك برئيس قوي، متسائلا لماذا يريدون دائماً الإتيان بأسوأ «رئيس للجمهورية» بحسب تعبيره.
وفي سياق أخر، رأى فرنجية ان«المحكمة الدولية مسيسة وغير ديمقراطية، وهي أداة للضغط على لبنان وحزب الله ومشروعنا السياسي»، مضيفا انه «على بعض الأفرقاء أن يحددوا ان كانوا مع حرية الاعلام أو ضدها، وعدم اتصال رئيس الجمهورية ميشال سليمان بجريدة «الأخبار» كما فعل مع قناة الجديد كيدية».
بدوره، أوضح رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، في حديث تلفزيوني انه لم يعترض على ترشح جعجع أو عون، للانتخابات الرئاسية، لكنه رأى انه «من الافضل الا يتحدى فريق بمرشح، الفريق الآخر». وشدد على ان «البلد لا يعيش إلا على تسوية ووفاق»، وأضاف «طرحت مرشحا وفاقيا هو النائب هنري حلو». ورأى أن المشكلة في الاستحقاق الرئاسي «هي عدم الترشح، والجميع ينتظر الكواليس وعبر السفارات والاتصالات ان يأتي متوجا». وأضاف: «فليتفضلوا ويترشحوا على نحو علني».
وبرز مؤشر على عودة السعوديين ومعهم الخليجيون الى لبنان، بعد مقاطعتهم إياه في ظل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وذلك بعودة السفير السعودي علي عواض عسيري الى بيروت. وقالت مصادر قريبة من العسيري لـ«الأخبار» إن عودته «عنوان دليل على اطمئنان الرياض إلى الوضع الأمني في لبنان، وتمهّد لرفع حظر سفر الخليجيين إلى لبنان».
في الموازاة، حذر جعجع «من أن الاستحقاق الرئاسي في خطر، باعتبار ان حجم التعطيل، الذي يعترضه، كبير، فضلاً عن أن التصرف الرسمي تجاه هذا الواقع ليس على قدر ما يجب أن يكون».
كذلك حضر الاستحقاق الرئاسي خلال لقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري في عين التينة،على التوالي، السفير الاميركي في لبنان ديفيد هيل، وسفراء الاتحاد الأوروبي. وشدد هيل بعد اللقاء على ان «الانتخابات الرئاسية والنيابية في لبنان عملية داخلية لبنانية». وقال «ليس لدينا دور ولا لأي قوة خارجية في اختيار المرشح للرئاسة، وهذا الامر من حق اللبنانيين وحدهم».
منصور يرد على باسيل
وفي سياق آخر، رد وزير الخارجية والمغتربين السابق عدنان منصور، على تصريحات خلفه الوزير جبران باسيل، بشأن عمل الوزارة. وقال منصور في تصريح أمس إنه لوحظ أكثر من مرة، أن تصريحات باسيل والمتعلقة بعمل الوزارة، «لا تتماشى في بعض الاحيان مع الاصول العريقة والقواعد واللياقات الدبلوماسية المتعارف عليها»، مشيراً إلى أنه «اذا كان الوزير باسيل يريد ان يحيط نفسه بهالة من «الانجازات» على حساب من سبقوه، فإنه لا يجوز الانتقاص من عمل من اتوا قبله على رأس الدبلوماسية اللبنانية، حيث جاء في آخر تصريحاته أنه: يريد انتزاع الوزارة من حالة الركود، فأي ركود هو هذا الذي يتحدث عنه الوزير باسيل؟».
وأمل منصور «الا يأتي اليوم على الوزير جبران باسيل وهو القائل: ان النفط في لبنان لم يكن قبلي، وأشك ان يكون بعدي، ليقول: ان الخارجية لم تكن قبلي، وأشك ان تكون بعدي».
الراعي مصرّ على زيارة القدس المحتلة
البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، ما زال عازماً على زيارة القدس المحتلة. هذا ما أكده لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، معلناً أنه «سيرافق البابا فرنسيس في زيارته للأراضي المقدسة» هذا الشهر.
وأوضح أن الزيارة «ليست سياسية، بل دينية، والبابا يزور الأراضي المقدسة والقدس، وسيذهب إلى أبرشية تابعة للبطريركية، ومن الطبيعي أن يستقبله البطريرك فيها».
وعلمت «الأخبار» أن مجموعة من السياسيين ستطلب لقاء الراعي لمحاولة إقناعه بالامتناع عن زيارة القدس، وهي رازحة تحت الاحتلال الاسرائيلي، لأن خطوة كهذه ستكون بموافقة قوات الاحتلال، ما يعني تطبيعاً مع المحتلين، وستستخدمها السلطات الإسرائيلية في إطار دعايتها.
جلسة لـ«الداخلية» في مجلس الوزراء
أفرج مجلس الوزراء عن تعيينات المحافظين، وأقر تعيين كلّ من زياد شبيب محافظا لمدينة بيروت، فؤاد فليفل محافظا لجبل لبنان، رمزي نهرا محافظا للشمال، عماد لبكي محافظا لعكار، بشير خضر محافظا لبعلبك ـــ الهرمل.
وأعلن وزير الاعلام رمزي جريج أن المجلس قبِل خلال جلسته امس برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، استقالة محافظ الشمال ناصيف قالوش. وكانت جلسة مجلس الوزراء أمس مخصصة في جزء كبير منها لبنود اقترحها وزير الداخلية نهاد المشنوق، فإضافة إلى تعيين المحافظين، وافق المجلس على تطويع 2500 عنصر في قوى الامن الداخلي، و500 مفتش وعنصر في الامن العام. كذلك وافق على مشروع قانون برنامج بقيمة 24 مليون دولار اميركي لتنفيذ عدد من المشاريع في البقاع الشمالي، أبرزها فتح طريق إلى بلدة الطفيل داخل الأراضي اللبنانية، إذ إن الطريق الوحيد الذي يصل إلى البلدة يمر داخل الأراضي السورية. ووافق المجلس على منح وزارة الأشغال سلفة خزينة بقيمة 6 ملايين دولار اميركي لهذا الغرض. وكان المشنوق قد اجرى اتصالات مع مخلتف القوى الممثلة في مجلس الوزراء، لتأمين موافقتها على اقتراحاته الثلاثة.
وبعيداً عن طلبات «الداخلية»، قرر مجلس الوزراء تخصيص مبلغ لا يتجاوز 58 مليون دولار اميركي لتحسين شبكة الطرق عند منطقة جل الديب، وكلفت لجنة وزارية برئاسة نائب رئيس مجلس الوزراء وعضوية الوزراء الياس ابو صعب وسجعان قزي وغازي زعيتر وارتور نظريان، مع مجلس الانماء والاعمار، تقديم الاقتراحات اللازمة الى مجلس الوزراء بشأن الخيارات المتاحة بهذا الشأن.