هل طالب المسلحون بسجناء من رومية لإطلاق المخطوفين؟
فصيل ثالث يدخل على الخط.. و«الهيئة» تترقب «خبراً جيداً»
توقفت، أمس، وساطة «هيئة علماء المسلمين» لإطلاق سراح مخطوفي القوى الأمنية لدى الجماعات المسلحة التي اصطحبتهم الى مكان مجهول قد يكون خارج الاراضي اللبنانية، أو في جرود عرسال. وقال عضو «الهيئة» الشيخ سميح عز الدين، الذي ترأس أخيرا وفد الوساطة مع المسلحين، لـ«السفير»، إن «الوساطة مع هؤلاء تتم عبر وسطاء وليس بطريقة مباشرة، اذ لا وسائل لذلك. كما ان الوسطاء يتغيرون، اذ على سبيل المثال، فإن وسطاء أمس كانوا غيرهم وسطاء أمس الأول!». ويؤكد على هذا الصعيد ان «المخطوفين بخير، كما انهم لم يتعرضوا لأي تعذيب أو أذية، وهم نقلوا الى خارج عرسال في اليوم الثاني للأزمة».
من جهته، قال أمين سر «الهيئة» حسام الغالي لـ«السفير»، إن ظروفا معيقة للوساطة، من بينها «الصعوبات اللوجستية واستمرار القصف على الجرود»، حالت دون التواصل مع المسلحين أمس. وأضاف ان الهيئة بانتظار «خبر ايجابي» من المسلحين ستبلغ به بعد ظهر اليوم، ذلك ان وفدا من الهيئة سيغادر نحو جرود عرسال صباح اليوم للحصول من المسلحين على إجابة حول مطلب الجيش بالإفراج عن المخطوفين. وأشار الغالي الى ان ثمة احتمالاً كبيراً ان يتم اطلاق سراح العسكريين على دفعات، ومن المحتمل ان يتم اطلاق أعداد قليلة، يوما بعد يوم، «وكل إطلاق سراح لأي عنصر أمني، سيشكل إنجازا نبني عليه».
وردا على سؤال، أشار عز الدين الى ان «الهيئة لا تعلم أين يتواجد مخطوفو الجيش، هل في جرود عرسال أم في منطقة القلمون السورية».
لكن يبدو ان المسألة ليست بهذه السهولة، إذ ان المسلحين قد تقدموا بمطالب لإطلاق سراح نحو 20 موقوفا في سجن رومية! ونقلت وكالة «رويترز» عن قائدين عسكريين مقربين من الجماعة التي تحتجز العناصر، في مكالمة هاتفية، إن «هذا المطلب قد أرسل الى الحكومة اللبنانية والجيش»، وقال مصدر أمني إن المسلحين قدموا أسماء نحو 20 إسلاميا في رومية. وقال أحد المسلحين «الأمر بسيط: جنودهم مقابل الرهائن الإسلاميين». وقال القياديان «إن قائمة السجناء الإسلاميين الذين يريدون إطلاق سراحهم ضمت عماد جمعة الذي أدى القبض عليه يوم السبت الماضي الى اندلاع الأزمة. ومن بين هؤلاء الاسلاميين، هناك موقوفون في قضية نهر البارد». وقال قيادي آخر: «هذا الأمر (إطلاق موقوفي رومية) استغرق وقتا طويلا والحكومة غير مستعدة على ما يبدو للإنصات والفهم. ربما يستمعون ويفهمون هذه المرة». وتابع «ليس لدينا ما نخسره. الآن فقدنا أناسا وشعبنا لاجئ ومرة أخرى لم يعد لدينا ما نخسره».
إلا أن مصدراً حكومياً أبلغ «رويترز» أن «الحكومة لم تتلقّ أي طلب من المسلحين لمبادلة موقوفين إسلاميين بالعسكريين المخطوفين».
كما أكّد عز الدين من جهته لـ«السفير»، ان «الهيئة لم تتسلم أي مطلب من هذا النوع»، مشيرا الى انه «من المنتظر في الفترة المقبلة ان تتسلم الهيئة مطالب خطية لنقلها الى الدولة اللبنانية». وأعلن ان «فصيلا ثالثا قد دخل على الخط أثناء الازمة واحتجز بعض العناصر.. إلى جانب جبهة النصرة وداعش! من هنا، تتمثل صعوبة التفاوض في عدم وجود مرجعية واحدة للمسلحين تقدم مطالب موحدة».
في هذه الأثناء، استمرت قوات الجيش اللبناني في تعزيز انتشارها في محيط عرسال، وتابعت وحداتها التمركز على التلال والمرتفعات المحيطة بالبلدة من الجهة الغربية، وأقامت حاجزا على المدخل الغربي لها عند تقاطع المهنية ـ المستوصف.