IMLebanon

هل يتأثّر النفوذ العسكري للسيسي برئاسته؟

ضحك المسؤول نفسه، المتابع أوضاع مصر وتطوّراتها في “الإدارة” الأميركية الثالثة اياها، عندما قلت له: إن حامدين صباحي مرشح رئاسي رداً على سؤاله: أين النخب والليبيراليين الذين قاموا بالثورة، ثم قال: “نعرف انه قد يبلي حسناً في الانتخابات لأن الناصريين سينتخبونه، ولأن إسلاميين قد ينتخبونه، وربما “اخوان” أيضاً نكاية بالسيسي. على كل حال، يجب عدم الاستهانة بالذي حصل في 30 يونيو 2013. صحيح ان الجيش اتخذ موقفاً أوصل ثوار هذا التاريخ إلى تحقيق هدفهم، وهو التخلّص من حكم محمد مرسي و”الاخوان”، لكن لا يمكن القول إن التظاهرات الشعبية التي سارت في الشوارع مطالبة بذلك لم تكن كبيرة الحجم، بل هائلة الحجم، ولم تضم أطيافاً وفئات كثيرة من المجتمع المصري”. علّقت: “الاخوان” قدَّموا، قبل أن يصلوا إلى الحكم وبعد أن وصلوا اليه، ضمانات بأمرين، هما: التزام معاهدة السلام الموقّعة مع اسرائيل ومحاربة الإرهاب. هل قدم السيسي ضمانات مماثلة؟ سألت. أجاب: “دور الجيش عندما كان السيسي جزءاً منه ربما كان أكبر من الدور الذي سيمارسه السيسي فيه وبواسطته بعد استقالته منه، تمهيداً لترشحه لرئاسة الجمهورية، وتالياً الفوز بها. هناك خشية عند البعض من ذلك. لكن، في أي حال، عندما كان وزيراً للدفاع وقائداً للجيش، جرى البحث معه في هذه الأمور وفي غيرها. هناك التزام مصري بالسلام مع إسرائيل، وبمكافحة الإرهاب الذي يعرف السيسي والمصريون جيداً أنه يؤذيهم شعباً ودولة”. علّقت: لكن هناك فرق بين إرهاب سيناء وارهاب الداخل المصري، ألا ترى ذلك؟ أجاب: “سؤال مهم. لكن حقيقة لا نعرف بدقة عن هذا الأمر، ربما يكون هناك فرق”. علّقت: سمعت كثيراً، وأحياناً من مصريين، أن معاملة إسرائيل لأهل سيناء في أثناء إحتلالها لها، وخصوصاً البدو منهم، كانت أفضل من معاملة “النظام المصري” بعد تحرّرها من الاحتلال. وحصل أن عدداً مهماً من شباب سيناء سافر إلى السعودية وغيرها للعمل، فصاروا إسلاميين، وأحياناً وهّابيين، وصاروا جاهزين للعمل والتحرّك تأميناً لحقوقهم. ردّ: “سننتظر ونرى. أما موضوع معاملة إسرائيل الجيَّدة لهم فقد يكون صحيحاً، لكنه من الماضي، ولم يعد أحد يناقشه الآن أو يثيره”. سألت: متى ستستأنف أميركا تقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لمصر بعدما جمّدتها؟ هل يمكن أن يحصل ذلك قريباً؟ أجاب: “المساعدات الاقتصادية نحن نقدّمها. أما المساعدات العسكرية فإن الإدارة برئاسة أوباما تدرس وضعها.. لم يُتخذ قرار في شأنها حتى الآن. على كل، سلّمنا مصر 30 طائرة هليكوبتر أباتشي، وسيعلن ذلك قريباً. علماً أن الطوّافة قد لا تكون مفيدة كثيراً في محاربة إرهاب سيناء، إذ أسقط القائمون به واحدة منها على الأقل حتى الآن. على كل، الاتصالات المصرية – الأميركية مستمرة وجيّدة”. سألت: ماذا عن أقباط مصر؟ هناك الدياسبورا (أي المغتربون)، ويقال إن لديهم رغبة انفصالية بسبب القمع الذي مورس منهجياً على الأقباط من زمان، تارة ضغط وتارة قمع وتارة قتل وتارة إذلال وتارة منع بناء كنائس أو إصلاح كنائس، ودائماً غياب المشاركة السياسية. ماذا عن أقباط الداخل المصري؟ أجاب: “البطريرك القبطي الجديد تواضروس أكثر تعبيراً، لا سيما بالصوت والكلام، من سلفه، وخصوصاً في تأييده للثورة، وتحديداً للعسكريين ودورهم فيها. مصريو الخارج (الأقباط) ليسوا واحداً. هناك انقسامات عدة بينهم، ولا قيادة واحدة لهم (عددهم قرابة ثلاثة ملايين). أما أقباط الداخل فينقسمون إلى أجيال، جيل قديم يريد البقاء في الماضي وعدم التحوّل، وجيل جديد يؤمن بالتحرّك والنشاط. لكن أكثرية أقباط مصر تركّز على مصريتها، إي على أنها مصرية، وهي تدعم العسكر والسيسي”.

ماذا عن “فلسطين” وإسرائيل في “الإدارة” الأميركية الثالثة المهمة أياها؟

قلت لمسؤول متابع مباشرة لملف كل منهما، والمفاوضات السلمية بينهما، المتعثّرة حالياً: قُلتَ لي رداً على سؤال وجهته إليك قبل بدئنا الاجتماع إن مساعي وزير الخارجية جون كيري لحل النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي حققت تقدماً. هل نستطيع أن نحكي عن هذا التقدُّم، وان نفصَّله؟ أجاب: “لن أحكي بالتفاصيل، أي لن أقول ما هي نقاط التقدم، وما هي نقاط التعثّر. سأتكلم عن الموضوع بكليته وعموميته”. علقت: كل وسائل الإعلام تتحدّث عن اتفاق إطار وبنوده، وعن الذي منه يوافق الإسرائيليين والفلسطينيين، كما عن الذي يرفضه كل منهم فيه. حتى قيادات اسرائيل والسلطة الفلسطينية تتحدّث عن ذلك. بماذا ردّ؟