IMLebanon

هل يصبح المسيحيّون الطائفة 19؟

علقت احدى المرجعيات السياسية بالقول بانها ليست ضد مظاهر الفرح والبهجة او ضد اقامة المهرجانات السياحية والفنية التي تدخل السرور الى نفوس المواطنين المتعبين من كاهل الحياة المعيشية المتأزمة التي يمرون بها على اختلاف طوائفهم وشرائحهم الدينية. لكنها توقفت بالقول بان هؤلاء المواطنين باتوا يعيشون حالة من اليأس السياسي او القرف ممن يسمون انفسهم قادة سياسيين والذين يملأون الشاشات الفضية بتصريحاتهم اليومية التي باتت تأتي قبل النوم وبعده خاصة حول الاستحقاق الرئاسي الشاغر منذ فترة طويلة وكأن البلاد قد تسير بشكل طبيعي سواء بوجود رئيس للجمهورية او عدم وجوده. وحذرت هذه المرجعية بان كل يوم اضافي يمر وقصر بعبدا مغلقة ابوابه حيث يتربع على عرش كرسيه «الفراغ» قد يفقد منصب رئيس الجمهورية، هذا في حال تمّ انتخاب رئيس للجمهورية، من صلاحياته ويصبح هذا المنصب المسيحي فخريا ما دام المواطنون المسيحيون تحديدا لم يقفوا بوجه زعاماتهم وقياداتهم وحثها سواء بالتظاهرات او الاعتصامات او بشتى الوسائل الاخرى على انتخاب رئيس للبلاد حتى لا يفقد الكيان اللبناني دوره في الشرق الاوسط ويحل بالمسيحيين تحديدا ما حل بهم في الموصل في العراق وبعد المناطق العراقية الاخرى او كما حل بهم في صيدنايا ومعلولا وبعض المناطق السورية الاخرى او ما حصل لهم في زمن الرئيس المصري المخلوع مرسي من قبل الجماعات الاصولية المتطرفة التي هاجمت دور العبادة والكنائس وحطمت تماثيل السيدة العذراء ومنعت من اقامة الصلوات وحمل الصلبان في تلك المناطق كافة، وكأن المسيحيين قد اصبحوا اهل ذمة او هم من الخوارج.

وتابعت المرجعية بان الاختلاف على الكرسي بين ما يسمون انفسهم قادة ومرجعيات قد يفقدهم قريبا هذه الالقاب في حال استمرت الحال على ما هي عليه اذ ليس من المنطقي او المعقول ان تكون البلاد بدون رئيس ماروني مع العلم ان هذا العرف قائم منذ العام 1943. ولكن التباطح والكباش على كرسي الرئاسة قد اطاح بهذا العرف وهو يساهم يوميا بتعريض الطائفة المسيحية اللبنانية تحديدا للتشتت والتفكك مما يدفع المرء للسؤال، هل ان هؤلاء الذين يسمون انفسهم سياسيون هم شركاء في المؤامرة التي يتعرض لها الشرق الاوسط الجديد الذي وعدت به كونداليزا رايس او هم شركاء في ما يسمى بالربيع العربي وتطيّر الكيان المسيحي اللبناني عن الخارطة الجغرافية لهذا الشرق؟

وتشير المرجعية الى ان العلة ليست في السياسيين ولكن في المواطنين الذين يسيرون خلف زعمائهم كالقطعان وهم لا يعلمون ماذا يحل بهم من مؤامرات قد تصل بهم لحد جعلهم من الطائفة التاسعة عشرة في لبنان، او لحد ارغامهم على السفر الى كندا كما وعد هنري كسنجر في مخططه السابق قبل ان تعلن كونداليزا رايس عن مشروعها وهذا ما كان يحضر سابقا للمسيحيين لطردهم عن الاراضي اللبنانية وجعل القيادة السياسية في لبنان لبعض الطوائف الاخرى . وتسأل المرجعية اذا تنبه هؤلاء القادة لكل المسلسل الجهنمي الذي يحاك لمنطقة الشرق الاوسط قبل احداث سوريا ومنذ اعدام صدام حسين في العراق والاطاحة بزين العابدين في تونس ومعمر القذافي في ليبيا وخلع مرسي وجماعاته في مصر وصولا الى اعلان الدولة الكردية في اربيل الى زعزعة النظام السوري واعادة النازحين السورين الذين باتوا يشكلون عبئا اضافيا على الدول المضيفة كما يشكلون عبئا اخر على النظام نفسه. فهل تعلم هؤلاء القادة الدرس واخذ العبر مما حصل، ام انهم شركاء في الجريمة؟