تباين إقليمي ـ دولي حول 4 مرشحين
هل يكون طرف أيلول بالرئاسة مبلولاً؟
لم يكن النائب ميشال المر ليقول بأن هناك شيئا ما سيحصل في ايلول حول الاستحقاق الرئاسي، لو لم تكن لديه معطيات او مؤشرات معينة بأن ايلول سيكون فعلا «طرفه مبلولا»، ولو انه لم يحدد اي طرف الاول او الثاني، فالرجل يملك معطيات يتم التداول بها بصمت منذ فترة، عن مساعٍ لايجاد تسوية لانتخاب رئيس للجمهورية متوافق عليه محليا واقليميا ودوليا خلال شهر تقريبا، اي في النصف الثاني من ايلول، وهذه المعطيات يتم الكلام عنها ايضا في اوساط رسمية وسياسية أخرى منها عين التينة والسرايا الحكومية وبعض الاوساط الوزارية من فريقي «8 و14 آذار»، فيما يحاول رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط عبر جولاته على القيادات الكبرى للقوى السياسية تدوير زوايا الاستحقاق الحادة، والتمهيد لاجواء توافقية بين الاركان.
وتشير التقديرات الى ان الاتفاق على انجاز الاستحقاق الرئاسي سيبدأ تبلور ملامحه في هذه الفترة، وقد تمتد الاتصالات لإنهائه حتى تشرين الاول المقبل، فيما تفيد المعطيات المتداول بها ان هناك اربعة مرشحين جديين اساسيين يمكن ان يحصل توافق حولهم اذا سقطت التحفظات السياسية والشخصية حول اي منهم، وهم: النائب روبير غانم والوزير السابق جان عبيد وقائد الجيش العماد جان قهوجي وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، لكن هناك تباينا في الرؤية حول اختيار واحد من الاربعة بين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا والسعودية بشكل اساسي، فيما لا يمكن اسقاط حجم وتأثير الدور السوري والايراني ايضا، والذي هو من يمثل فعلا ما سمي «بيضة القبان». لكن بعض المعطيات تشير الى ان ثمة تقاطعاً بين اثنتين او ثلاث من الدول الخمس المعنية على اختيار العماد قهوجي، باعتباره الاقرب الى ان يكون هو المرشح التوافقي المقبول من معظم الاطراف الداخلية اللبنانية.
ولهذا السبب تشير الاوساط المتابعة للاتصالات الى ان كلام الرئيس نبيه بري اكثر من مرة عن ان الدور الاساسي لاختيار رئيس الجمهورية هو دور لبناني اكثر مما هو خارجي، ما يفترض التركيز اكثر على اقناع الاطراف المعرقلة للتوافق باختيار الشخصية المناسبة لتولي الكرسي الاولى، ليتم ابلاغ الدول المعنية به لتجري العملية الانتخابية، لكن مشكلة التباين الداخلي حول الموضوع هي التي تعرقل التوصل الى التفاهمات الكبرى. وثمة من بات يعتقد ان العامل الاقليمي ـ الدولي سيعود هو المؤثر الاول في الاستحقاق الرئاسي اذا ما فشلت التحركات الداخلية لتعبيد الطريق امام المرشح التوافقي، خاصة ان لبنان بات في صلب الحسابات الخارجية الكبيرة بعدما توسعت التنظيمات الارهابية من حدود سوريا والعراق الى الحدود اللبنانية عبر بوابة عرسال مؤخرا، ولو نجحت في الدخول الى لبنان لتغير الكثير من الامور والتوازنات، وهذا الامر هو الذي استعجل ربما الحركة الاميركية باتجاه لبنان سياسيا وامنيا وعودة الرئيس سعد الحريري الخاطفة والمفاجئة، لتثبيت الاستقرار وتعود عجلة الحركة السياسية الى التركيز على الاستحقاق الرئاسي.
ويبدوان المسعى الجاد للتمديد للمجلس النيابي ولو لفترة قصيرة وليس بالضرورة سنتين ونصف السنة، بات يعتبر من عدة شغل تمهيد الطريق للتفاهمات الهادئة والباردة على الاستحقاق الرئاسي، وكانت «زيارة الحريري» الى لبنان من ضمن المسعى الجاد للتمديد للمجلس، وان كانت لها اسباب اخرى تتعلق بترتيب البيت الداخلي سريعا لـ«تيار المستقبل» وجمهوره وحلفائه واعادة الانضباط اليه بعدما تفلت من بعض الضوابط.