IMLebanon

واشنطن مع «داعش» أو ضده؟

السؤال الذي يطرح ذاته هو: ماذا قدّمت دول العالم الى المعارضة السورية؟ ولنكن أكثر دقة وتحديداً: ماذا قدمت تلك الدول الى الجيش السوري الحر؟

الجميع يعلم أنّه عندما بدأ «الجيش الحر» يتكوّن بقيادة رياض الأسعد ورئيس الأركان سليم ادريس كان يأمل تزويده بالاسلحة الفعالة ليواجه النظام… وكان الكثير من كبار الضباط يتريثون في الإنضمام الى «الجيش الحر» ريثما يوفرون الحماية لذويهم خوفاً من انتقام النظام.

بداية تلقوا الاسلحة الخفيفة: مجرّد بنادق، حتى المدافع حجبت عنهم، أمّا الأموال فشحيحة، وما وصل إليهم منها فكان قليلاً بسبب الفساد الضارب أطنابه في المخابرات التركية فلم يصل من الجمل سوى أذنه.

وبالرغم من هذا الواقع المرير حقق «الجيش الحر» إنتصارات مهمّة، ولكن كان هناك ملاحظات سُجّلت في مؤتمرات أصدقاء سوريا وسواها، وكانت العناوين الآتية:

أن تفرض حظراً جوياً على الطيران العسكري السوري الذي كانت له الأرجحية في مواجهة الثوار، ولا يفوتنا أن نذكر بأنّ حرب 1967 ربحتها إسرائيل بالطيران («الميراج» الشهيرة)، ولم يكتفِ العالم بعدم فرض الحظر على طيران النظام بل فرض حظراً على المعارضة فمنع تزويد «الجيش الحر» بالصواريخ المضادة للطائرات.

وكانت الذريعة هي لمنع وصول السلاح الثقيل الى المتطرّفين، ولكن واشنطن والغرب لم يحركا ساكناً عندما أطلق النظام السوري وحكومة نوري المالكي الاسلاميين المتطرّفين من سجونهما! فأي منطق يتحكم بهذه المفارقة؟!.

والواقع أنّ «داعش» تمكن أخيراً من ضرب الجيش العراقي ومعنوياته، ما يعني أنّ السلاح يصل الى «داعش» وسائر المتطرّفين أكثر بكثير ممّا يصل الى «الجيش الحر»، وبذلك سيطر «داعش» على مناطق إنتاج النفط في سوريا والعراق ودفع «الخليفة» أبا بكر البغدادي الى التباهي بأنّه أسقط «سايكس بيكو».

الكثير من الوعود والقليل من التنفيذ أُعطي الى «الجيش الحر»، ولو كانت الدول تريد حسم هذه المعركة لكانت مدّت «الجيش الحر» بالأسلحة النوعية منذ ثلاث سنوات… وتم القضاء على النظام…

مرّة ثانية أقامت واشنطن الدنيا ولم تقعدها لأنّ النظام السوري استخدم السلاح الكيماوي ثلاث مرّات، كما قيل سابقاً، ثم ذكرت الأمم المتحدة أنّه استخدم الكيماوي في 12 موقعاً على الأقل، إلاّ أنها لم تحدّد هذه المواقع، المهم قامت الدنيا ولم تقعد مع الكثير من التهديدات للنظام وتحديد موعد الضربة… السلاح الكيماوي حُصرت القصة فيه… فجرّدوا سوريا منه تجاوباً مع مصلحة إسرائيل.

الخلاصة: ليس المطلوب عند الدول الكبرى مصلحة الشعب السوري ولا ديموقراطية شعوب المنطقة بل القضاء على الشعب السوري والشعب العراقي وسائر الشعوب العربية أو تركها في معاناة القهر والفقر!