يمكن اختصار ما قاله الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، لبنانياً وسورياً، بجملة قالها بحزم، وهي: «توصيف الواقع بغير الواقع، لا يُبدل هذا الواقع»، ونقطة على أول السطر.
أخرج نصر الله «قاموس التضليل»، وراح ينقل عنه، فهو يشعر بـ«ألم» من يريد سلسلة الرتب والرواتب، لكنه لا يريد أن يشعر بـ«ألم» وقف الهدر والفساد الذي يرعاه «حزب الله» في المرفأ والمطار، والذي يكفي لتمويل ألف سلسلة، وتضميد جراح آلاف المعلمين والموظفين!
أخرج نصر الله «قاموس التضليل» وراح ينقل عنه، فهو براء من تهمة السعي إلى المثالثة، ولم تخطر يوماً بباله، ويريد دليلاً واحداً أو شاهداً واحداً، لكنه لم يقدم أي دليل على أنه يريد عكس ذلك، سوى «المهاترات الكلامية» من نوع «على مهلكم لتقتنعوا» و«اصطفلوا»، وما انطوت عليه من رسالة مباشرة إلى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي الذي نُقل عنه أن «حزب الله» يريد «المثالثة»!
يدرك نصر الله قبل غيره أن «المهاترات الكلامية» في موضوع «المثالثة» لا تعطيه «صك براءة» أبداً. يكفي أن يستذكر أن كل «عراضاته الإعلامية» في موضوع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وبالأدلة حتى، لم تُبعد عن «قديسيه» التهمة في اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ولم تُبعدها عن اعلامييه حتى، المتهمين بفعل «عضلاتهم الصحافية» بتحقير هذه المحكمة.
لو كان نصر الله صادقاً بالفعل، كان بإمكانه أن يُسخّر فصاحته الخطابية في تأكيد تمسكه بـ«اتفاق الطائف» على الهواء مباشرةً، لإبعاد تهمة «المثالثة» عنه، وأن يقول مثلاً: «من يفكر بالمساس باتفاق الطائف، إنما يمسّ بالمقاومة، وعليه سنقطع اليد التي ستمتد إليه»، لكنه فعل العكس تماماً، وحاذر من أن يُشهر تمسكه بـ«اتفاق الطائف»، الذي خصص لإسقاطه، أياماً «مجيدة»، وقمصاناً سوداً، ودعوات خبيثة إلى «مؤتمر تأسيسي»!
ما دام «المؤتمر التأسيسي» ليس «وهماً» في حسابات نصر الله، معناه أن «المثالثة» ليست «وهماً» في حسابات الحريصين على «المناصفة»، بالفعل لا بالكلام، الذي اعتاد نصر الله أن يقوله في الهواء، وهو «سيد» المدرسة التي تعتبر المواثيق التي تحمي لبنان، كـ«إعلان بعبدا» حبراً على ورق!
في كل ما قاله نصر الله، لم يكن هناك إلا حقيقة واحدة وساطعة، ألا وهي أنه يطمح الى أن يكون وزيراً لخارجية بشار الأسد، أي «خليفة» وليد المعلم، في مرحلة ما وصفه بـ«الإنتصار العظيم» الذي حققته «سوريا الأسد»، والذي أسهب في شرحه بـ«معلمية» فاقت قدرة المعلم، لكن على قاعدة جملته التي انقلبت عليه: «توصيف الواقع بغير الواقع، لا يُبدل هذا الواقع»، بأن ما جرى في سوريا «انتخابات مسخرة وهزيلة وسوداء وحقيرة ومفبركة ودموية وساقطة ومقيتة»، كما وصفها الرئيس سعد الحريري، ونقطة على أول السطر!
() منسق عام الإعلام في «تيار المستقبل»