IMLebanon

وحدة المسلمين تنتصر للإعتدال والتسامح: دريان مفتياً للجمهورية

وحدة المسلمين تنتصر للإعتدال والتسامح: دريان مفتياً للجمهورية

الحريري يستعيد زمام المبادرة .. ومجلس الوزراء يدرس برمجة صرف الهبة السعودية  

.. وفي اليوم الثالث لعودته الى بيروت «تغيّر جو البلد». (والتعبير للوزير نهاد المشنوق)، وتمكن الاعتدال الاسلامي من التقدم، بخطى ثابتة من الواجهة، لابعاد شبح «التطرف والارهاب» والتأكيد على خيار العيش المشترك.

ولعّل الخطوة التاريخية والكبيرة التي أتت غداة او بالتزامن مع وصول الرئيس الحريري الى لبنان، انتخاب قاضي المحاكم الشرعية الشيخ عبد اللطيف دريان (61 عاماً) مفتياً جديداً للجمهورية اللبنانية، واعلن الرئيس تمام سلام بصفته رئيساً للهيئة الناخبة فوز القاضي دريان بـ74 صوتاً من اصل 93 ناخباً، فيما حصل الشيخ احمد درويش الكردي على 9 اصوات، وسجل وجود 7 اوراق بيضاء، وورقتان لاغيتان.. في عملية انتخابية سيحفظها تاريخ دار الفتوى، بأنها ديمقراطية واسدلت في 10 آب 2014، بوصفه يوماً تاريخياً الستارة عن مرحلة سابقة من الانقسامات والخلافات، ولتعيد وحدة المسلمين، كانتصار للاعتدال والتسامح، مع انتخاب المفتي الجديد الذي يتسلم مهامه رسمياً في 15 ايلول المقبل.

ومن خطاب المفتي الجديد الى خطاب الرئيس الحريري الذي اولم في بيت الوسط للمناسبة، جامعاً القيادات السياسية والروحية مع رؤساء الحكومات والنواب واعضاء المجلس الشرعي الاسلامي، تولدت مرحلة جديدة من لمّ الشمل الاسلامي والوطني، من شأنه ان يسهّل المعالجات للملفات العالقة.

واكد المفتي دريان، الذي زار فور انتخابه المفتي محمد رشيد قباني في منزله، ان لا مجال بعد اليوم للانقسام بين المفتي والمجلس الشرعي الاعلى.

وقال: اننا محتاجون الى «مكافحة التشدد والتطرف والعنف باسم الدين في اوساطنا.. ونحن محتاجون الى تواصل اكبر في العلاقات الاسلامية – الاسلامية، والاسلامية المسيحية، في فكر اصلاحي ومبادرات اصلاحية كبرى».

وأكد «المصارحة بقصد المصالحة تقتضينا القول إن العلاقات بين الشيعة والسنة بداخل الإسلام وبداخل لبنان أقل ما يقال فيها أنها ليست على ما يرام، وأنا على يقين أن أحدا منا سواء أكان رجل دين أو سياسيا ما قصد الإساءة إلى وحدة المسلمين أو اللبنانيين».

وتابع «لكن وقعت الواقعة، وتفاقمت النزعة المذهبية والطائفية، وظهر عندنا وعندهم غلو كثير، وحدث استخفاف كبير بالأنفس والأعراض والممتلكات».

وأكد انه سيتشاور «مع القيادات الدينية اللبنانية والعربية فيما يمكن عمله لمواجهة هذا الشر المستطير، فهذه مهمة دار الفتوى ووظيفتها من أجل الدين ووحدة المسلمين والانتماء العربي، وإنقاذ لبنان».

واعتبر الرئيس الحريري في خطابه في المأدبة التكريمية التي اقامها لمناسبة انتخاب الشيخ دريان مفتياً ان المسؤولية الملقاة على دار الفتوى، وعلى كل العلماء المسلمين في هذه المرحلة من حياة الامة هي مسؤولية كبرى، لا تحتمل التردد، او التخلف عن مواجهة التطرف، وانقاذ رسالة الاسلام والمسلمين من السقوط في هاوية الارهاب.

ونحن، من مواقعنا السياسية نتحمّل المسؤولية ايضاً، ولن نرضى لقلة من المتطرفين ان تأخذ الاسلام والمسلمين الى مواجهة مع باقي الشركاء في الوطن والامة. ان تلك الحفنة التي تقوم باقتلاع المسيحيين في العراق، من ارضهم وتاريخهم، هي فئة ضالة معادية للاسلام، شاكراً للمملكة العربية السعودية ولمصر دورها في دعم لبنان وتعبيد الطريق امام زمام اجراء الانتخابات (راجع ص 3-4)

الحريري في عين التينة

وحرّكت اتصالات الرئيس الحريري المياه الراكدة في التواصل بين القيادات السياسية، فبعد أن تلقى اتصالاً من رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون، هنأه فيه بسلامة العودة، وافق علي استمرار التواصل والمشاورات، على أمل عقد لقاء قريب بينهما.. زار رئيس تيّار المستقبل عين التينة، والتقى الرئيس نبيه برّي، الذي جدد تهنئته بالعودة بالسلامة، وجرى التطرق الى الأوضاع العامة والتطورات الراهنة في البلاد.

وتأتي زيارة الحريري عشية الجلسة العاشرة المخصصة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتي دعا إليها الرئيس برّي غداً، وهي المرة الأولى التي تصادف وجود الرئيس الحريري في بيروت.

وقالت مصادر مطلعة أن البحث تركز بين الرئيسين برّي والحريري على القيام بكل ما من شأنه أن يحول دون قيام الفتن، ويُعزّز الوحدة الوطنية.

الهبة أمام مجلس الوزراء

على صعيد برمجة صرف الهبة السعودية التي قدمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدعم الجيش اللبناني، والمقدرة بمليار دولار أميركي، توقع وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لصحيفة «اللواء» انعقاد جلسة لمجلس الوزراء هذا الأسبوع، واكد ان موضوع الهبة السعودية قد يعرض على جدول اعمال الجلسة من خلال بند يتصل بطلب وزارة الدفاع قبول هبة مقدمة من المملكة العربية السعودية لشراء أسلحة للجيش والقوى الأمنية، معلناً انه بموافقة المجلس على البند تدخل الهبة موضع التنفيذ الفوري.

إلى ذلك، أوضح الوزير درباس أن المفاوضات بشأن إطلاق العسكريين المخطوفين من عرسال متواصلة وبأشكال مختلفة، مشدداً على أن هيئة العلماء المسلمين تطوعت للقيام بالمفاوضات، وبالتالي عرضت نفسها كوسيط، لافتاً إلى أن ما من شيء رسمي يتصل بتفاوض الدولة والجيش مع المجرمين الذين خطفوا العسكريين.

وإذ رأى أن المفاوضات تأخذ وقتاً كما كان عليه الأمر بالنسبة إلى ملف مخطوفي اعزاز، وأن المسألة قد تخضع للابتزاز او المقايضات، أكّد أن المخطوفين اولادنا وليسوا وسائل للعب، داعياً إلى مؤازرة من يعمل في مجال المفاوضات وليس إلى التشكيك.

المشنوق: الهبة السعودية

ستصرف بشفافية

وحول هبة المليار دولار المقدمة من السعودية للجيش والأجهزة الأمنية، أوضح الوزير نهاد المشنوق انها جاءت لأن هناك حاجة ملحة وطارئة وهبة الـ3 مليارات التي سبقت هذه الهبة تنفيذها يتطلب وقتاً، والدول لا تسلم السلاح خلال أسابيع أو أشهر قليلة.

وأشار إلى أن «الرئيس الحريري أعلن أن لديه قراراً بتخصيص 15 مليون دولار لإعادة اعمار ما تهدم في عرسال، والهبة السعودية ستصرف وفق ما يحقق أعلى نسبة من الشفافية عبر الإدارات المختصة، سواء في الامن العام أو في قوى الامن الداخلي او في الجيش بموافقة رئيس الحكومة، وتذهب إلى البنك المركزي حيث ستكون الاموال موجودة».

الرئيس الدائم

وأكّد ان «هذه الهبة ستكون كأن اموالاً مخصصة من وزارة المالية، وستكون كل المعايير التي تحقق الشفافية بصرف الأموال متوفرة، الفرق أن الواهب اشترط (وهو صاحب حق في هذا الامر) أن يكون التوقيع المالي للمشرف على الهبة هو رئيس الحكومة السابق، والدائم برأيي، سعد الحريري».

جنبلاط إلى

بيت الوسط

تكراراً، لترحيبه، وتعويله على عودة الرئيس الحريري، كشف النائب وليد جنبلاط عن أن التحضير الى زيارة بيت الوسط، قد تسبق الجلسة النيابية المقررة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، كلقاء ديمقراطي.

وتحولت جولة جنبلاط، للأحد الثاني على التوالي على بلدات الجبل الى مناسبة لنقل رسائل بعضها يتعلق بالدروز، وبعضها الآخر بالوضع اللبناني، والسوري، في ضوء المخاوف التي فرضتها معركة عرسال، ومجيء مسلحين سوريين من سوريا الى لبنان.

درزياً دعاً إلى تهدئة الأمور رافضاً التسلح، معتبراً ان الدولة اللبنانية وحدها تحمينا، مشيداً بتضحيات الجيش اللبناني في عرسال.

سياسياً، دعا مع عودة الرئيس الحريري للانفتاح «لأن هناك الكثير من القواسم المشتركة التي تجمعنا»، معتبراً التدخل في سوريا غلطة «أتمنى أن تصحح بالحوار الداخلي».

رئاسياً، اشترط انتخاب رئيس جديد للجمهورية، للسير بالتمديد للمجلس النيابي «بضعة أشهر لأسباب تقنية»، آملاً، أن تساعد عودة الحريري مع الرئيس بري والدكتور سمير جعجع والعماد ميشال عون وكل الفاعليات، ومع السيّد حسن نصر الله «الأمين العام لحزب الله» الى التوصل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

عرسال: ميدانياً

في عرسال، وبعد أسبوع من اندلاع المعارك بين الجيش اللبناني والمسلحين المتطرفين وتوقفها الخميس الماضي، سيّر الجيش دوريات داخل البلدة، وأقام حواجز عند مداخلها، محكماً السيطرة ع لى التلال المحيطة، وسط ارتياح من فاعليات وأهالي عرسال لاستتباب الأمن في بلدتهم.

وقدّمت بلدة عرسال 16 شهيداً من أبنائها بعضهم استشهد أثناء الذود عن فصيلة الدرك والمواقع العسكرية، والبعض قضى على يد المسلحين الإرهابيين أثناء محاولته النجاة بعائلته ومغادرة البلدة التي كانت تحت قبضة المسلّحين الذين لا يمتّون للنسيج الاجتماعي والعقائدي لأبناء البلدة، ولا يلقون إلا دعما من قلة قليلة لا يعتد بها، فمعظم أهالي البلدة خيارهم الدولة ومؤسّساتها العسكرية والأمنية دون سواها.

واحترقت خلال المعارك 500 خيمة في مخيّمات النازحين السوريين، فتوزّع عدد كبير من النازحين السوريين وعائلاتهم على مدارس ومساجد البلدة.

وتعاني عرسال من انقطاع التيار الكهربائي، وما زالت بانتظار إحصاء الهيئة العليا للإغاثة للأضرار، والتعويض على الأهالي، في حين أنّ مصير الأسرى المختطفين من العسكريين وعناصر قوى الأمن الداخلي، لم يتضح بعد بانتظار حصيلة مساعي هيئة العلماء المسلمين التي تنتظر ما سيؤول إليه انتقال عدد من مشايخ سوريين إلى المنطقة الجردية.

ولكن غموض مصير أسرى الجيش والقوى الامنية وعددهم 22 عسكرياً و17 عنصراً من قوى الامن محتجزين لدى «جبهة النصرة» وداعش» يجعل من هذا الهدوء «هشّاً»، خصوصاً أنّ المفاوضات التي تجريها «هيئة العلماء المسلمين» مع المسلّحين «مشوشة» بسبب اشتراطهم الإفراج عن سجناء اسلاميين في سجن رومية في مقابل اطلاق الاسرى العسكريين.

وأشارت معلومات صحفية الى أنّ «الهيئة» تتفاوض مع امير «جبهة النصرة» في القلمون عبر ناشطين، للإفراج عن العسكريين.

ونفّ1 أهالي العسكريين في الجيش وقوى الأمن الداخلي المخطوفين لدى المجموعات الإإهابية، اعتصاماً على الطريق الدولية في دورس عند مدخل بعلبك الجنوبي، قطعوا فيه الطريق أمام السير في الاتجاهين لمدة نصف ساعة، ورددوا في خلاله شعارات مؤيدة للجيش «بدنا ولادنا إسلام سنّة ومسيحية، بدنا ياهم كلهم» ورفعوا الأعلام اللبنانية. (راجع ص 6).