النواب أضربوا. هم توقفوا عن الإضراب يوم جددوا لأنفسهم. كل النقابات أضربت. النقابات كثيرة في لبنان، ويرأسها دائماً طَموح، يحلم بمركز نائب إن صار له شعبية حقيقية، أو وظيفة راقية أدناها كرسي وزاري، لإسكاته فقط.
معالي وزير التربية محشور بين خيارين، إما أن يطنّش على هياج النقابيين الذين يطالبون بحقوقهم، وإما أن يجد حلاً للتلاميذ الذين هم بحاجة الى إجراء الامتحانات.
أنا متأكد من أنه يصعب عليكم إحصاء عدد النقابات في لبنان. فلكل أربعة مواطنين نقيب. وللبنانيين اللبنانيين، وأنا واحد منهم، نقابة.
الله رحمنا أن لا نقابة لبائعي قناني المياه المعدنية التي معدّل عددها شركة لكل مواطن. مياه نبع المعادن الشافية من جميع الميكروبات، وهي في خدمة المواطنين من جميع الطوائف.
حكاية شركات المياه المعدنية تشبه حكاية الأدوية العجائبية، التي حبةٌ منها تشفي الأمراض مهما كانت عصيّة. لا أقصد فقط أدوية الأعشاب العجائبية التي إن كانت من دون فائدة فهي على الأقل لا تتسبب بالموت السريع. بل أقصد أيضاً الأدوية الأخرى.
رجائي الى معالي وزير الصحة الذي أظهر جدية في ممارسة مسؤوليته، أن يستمع الى نصيحة مواطن يعيش منذ عقدين من الزمن على الادوية، أن يفرض رخصة من وزارة الصحة لكل إعلان دواء عشبي أو كيميائي، فيبرهن أنه أقوى من كل النقابات المتوفرة حالياً، والتي ستتوفر لاحقاً، لكي لا نغار من الأموات الذين ليس عندهم نقابة، ربما لأن أوضاعهم المعيشية والصحية حيث هم هي أفضل من أوضاعنا.
فارحمنا يا معالي الوزير في الأيام المتبقية لنا قبل أن يخترع أحدٌ نقابة للأموات الذين سوف نصبح منهم. وشكراً