IMLebanon

وداعاً فخامة الرئيس

نواب 14 آذار لجلسة حتى منتصف الليل.. و«التغيير» نحو أداء حكومي «يعبّر عن الأزمة»
وداعاً فخامة الرئيس

 

إلى عمشيت ليلاقي غداً «كل الذين واكبوا مسيرتي ودعموا مشروع الدولة» حسبما أعلن الرئيس ميشال سليمان مغرّداً، يودّع قصر بعبدا اليوم رئيساً فخوراً بعهد أعاد للقصر هيبته وحزيناً لشغور كرسي الرئاسة الأولى مع انتهاء المهلة الدستورية منتصف هذه الليلة من دون تسليم خلفه.

وحتى ينتصف الليل سيحاول نواب الرابع عشر من آذار عقد جلسة مكتملة النصاب لانتخاب الرئيس العتيد، إذ قال النائب أحمد فتفت لـ«المستقبل»: «سنذهب عند السادسة مساءً إلى مجلس النواب حيث نطالب رئيس المجلس نبيه بري بعقد جلسة انتخاب مفتوحة حتى منتصف الليل لنحاول إنجاز الاستحقاق الرئاسي قبل انتهاء المهلة الدستورية»، داعياً في هذا السياق «جميع الكتل النيابية إلى المشاركة في هذه الجلسة المفتوحة لتأكيد الإصرار حتى اللحظة الأخيرة على انتخاب الرئيس وتجنب الشغور في سدة الرئاسة الأولى». في حين دعا حزب «الكتائب اللبنانية» إثر اجتماع برئاسة الرئيس أمين الجميل «نواب الأمة إلى التقاط الساعات المتبقية لانتخاب رئيس الجمهورية، والشعب اللبناني إلى حض النواب المقاطعين لا سيما المسيحيين منهم على القيام بواجبهم المقدس فيؤمنون النصاب وينتخبون رئيساً جديداً».

وفي الغضون، كشف النائب آلان عون لـ«المستقبل» أنّ وزراء تكتل «التغيير والإصلاح» يتجهون نحو اعتماد أداء حكومي «يعبّر عن الأزمة» خلال فترة الشغور الرئاسي. وإذ أوضح أنّ هذا الأداء «لن يصل بالضرورة إلى حد مقاطعة جلسات مجلس الوزراء»، آثر عون عدم الخوض في تفاصيل أكثر عن موقف التكتل بانتظار إعلانه رسمياً بعد غد الإثنين، مكتفياً بالتشديد على «عدم جواز الاستمرار في إدارة البلد طيلة فترة الشغور في رئاسة الجمهورية وكأنّ شيئاً لم يحصل، بل يجب أن يبقى العمل في تصريف أعمال الدولة مقتصراً على مفهوم الاستثناء أكثر من أي مفهوم آخر».

مراسم الوداع

وعشية انتهاء ولاية الرئيس سليمان، توالت مراسم الوداع في القصر الجمهوري حيث أعرب أمام العاملين والإعلاميين المعتمدين في القصر الجمهوري عن قناعته بأنّ «معالم الدولة بدأت ترتسم خلال الأشهر الأخيرة من خلال التعيينات التي أقرت» وعن خشيته من أن يعمد «متضررون من الاستقرار الأمني إلى الاصطياد في الماء العكر»، متسائلاً عشية عيد «التحرير والمقاومة» عن مغزى التحرير «إن لم يؤدِ إلى دولة ديموقراطية» ومشدداً على أنّ «هدف التحرير هو أن يتحرر الإنسان من عبودية الزعيم والوظيفة»، مع إشارته إلى أنّ «من حرّر ودفع دماءه لا يريد الاستغلال السياسي» لهذا التحرير.

ومساءً أقام الرئيس سليمان وعقيلته مأدبة عشاء على شرف رئيس الحكومة والوزراء وعقيلاتهم، وألقى كلمةً أشاد فيها بالإنجازات التي حققتها هذه الحكومة «بسرعة قياسية»، لافتاً إلى أنّ «الاستقرار الأمني هو في أفضل حالاته منذ عشرات السنين على رغم المصائب التي نعاني منها». كما أبدى في ملف الاستحقاق الرئاسي استعداده للعب دور مساعد في هذا الملف.

وكان سليمان قد ترأس جلسة لمجلس الوزراء طغت عليها أجواء وداعية استهلها بالتشديد على ضرورة انتخاب الرئيس الجديد «بسرعة»، بينما أشاد رئيس الحكومة تمام سلام بـ«الإنجازات والمواقف الوطنية» خلال هذا العهد، وتوجّه إلى سليمان بالقول: «حكومة المصلحة الوطنية مؤتمنة دستورياً على الوطن بالنيابة عن فخامتكم، وبالوكالة عن رئاسة الجمهورية»، آملاً إكمال مسيرة الرئيس سليمان «لتسليم الأمانة ويكون الوطن مع أبنائه بخير»، وقدّم سلام في ختام كلمته درعاً تذكارية باسمه وباسم أعضاء الحكومة للرئيس سليمان.

مقررات

على صعيد جدول أعمال الجلسة الأخيرة في قصر بعبدا ريثما يتم انتخاب الرئيس الجديد، أقر المجلس تشكيل خلية وزارية برئاسة سلام لمتابعة ملف النازحين السوريين ووضع توصياتها في سبيل مواجهة حالة تدفق النزوح بالتنسيق مع الإدارات المعنية. وفي هذا السياق تم تكليف وزير الداخلية نهاد المشنوق العمل على تنظيم هذه العملية وفقاً للمعايير الدولية، ووزير الخارجية جبران باسيل السعي من أجل إقامة مخيمات آمنة في سوريا وفي المنطقة الحدودية العازلة بين البلدين، ووزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس تحديد وتنظيم العلاقة مع سائر المنظمات المعنيّة دولياً وإقليمياً ومحلياً واتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من تدفق أعداد النازحين وتأمين حاجاتهم الملحة فضلاً عن تعزيز قدرات المجتمعات المضيفة لهم.

على أنّ طرح وزير التربية الياس بو صعب ملفي تعيين مجلس الجامعة اللبنانية وتفرغ الأساتذة من خارج جدول الأعمال اصطدم باعتراض عدد من الوزراء باعتبار أنهم لم يطلعوا مسبقاً على هذين الملفين، وأوضح وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ«المستقبل» أنّ «ملفاً ضخماً وحساساً من هذا النوع لا يمكن اتخاذ القرار فيه بسرعة»، مضيفاً أنّ «الجميع يقر بضرورة معالجة هذا الملف لأننا حريصون على الجامعة اللبنانية، لكن ما حصل هو تسرّع أكثر منه تفرّغ في الجامعة».

من جهته، أكد وزير الدولة محمد فنيش لـ«المستقبل» أنّ «حزب الله»، كما الجميع، حريص على الجامعة اللبنانية، لافتاً الانتباه إلى أنّ «وزير التربية حاول طرح هذا الملف من خارج جدول الأعمال لكن لم يتم التوافق عليه خلال الجلسة».