IMLebanon

ورقة رئاسة الجمهورية تُسحب من أيدي المسيحيين هل يدعو الراعي المسيحيين للاعتصام دفاعاً عن حقهم في المنصب الاول؟

«في ظل ما يحصل في المنطقة من نزاعات سياسية وامنية ومشاهد انسانية مؤلمة تتنقل من لبنان الى غزة والعراق وسوريا، مع ما يرافقها من تهجير للمسيحيين الذين يدفعون الثمن دائماً وكأنهم ليسوا ضمن مواطنيّ هذه البلدان، يبقى لبنان الملاذ الآمن لمسيحيي المنطقة الذين يعتبرونه بلدهم الثاني، لان مسيحييه حملوا لواء الدفاع عنه، لكن اليوم تتراجع هذه الفرضية لان الدفاع عن الوطن ليس فقط بحمل السلاح، بل بالدفاع عن حقوق مواطنيه ومؤسساته الدستورية والمناصب التي اعطاها الدستور لكل فئة منهم»، الكلام لوزير سابق خائف على هوية المنصب المسيحي الاول في لبنان، ويعبّر عن هذا الخوف قائلاً:« العيون شاخصة على هذا المنصب، وبالامس كان احدهم يطرح افكاراً غريبة ويتدّخل في شؤون هذا المنصب فيما نحن لا نتدخل في شؤونه، سائلاً عن دور الاقطاب المسيحييّن اليوم في هذا الاستحقاق الذين لا يرون سوى مصالحهم الشخصية قبل اي شيء آخر، خصوصاً ان بعضهم لا يرى إلا نفسه في هذا المنصب، فيما وصلت اوضاع المسيحيين الى الهلاك، وها هو تنظيم «داعش» الارهابي يتحصّن في السلسلة الشرقية في البقاع الشمالي مع تواجد ما لا يقل عن ثمانية الاف مسلح في الجبال والكهوف هناك، ما لا يُطمئن بالنسبة الى اوضاع مسيحيي تلك المناطق، بينما الاقطاب المسيحيون يتناحرون بهدف وصول احدهم الى الرئاسة، وسأل: «ألم يشاهدوا ما حصل لمسيحيي الموصل؟، ألم يروا مشاهد هدم الكنائس هناك وتهجير الاف المسيحيين الذين وصلوا الى لبنان قبل ايام؟

وابدى الوزير السابق أسفه الشديد من مشهد شد الحبال والنقاش والجدال بين الأطراف اللبنانية، وقال: «هو استحقاق مسيحي اساسي يكتسب اهمية كبيرة اليوم بسبب الفراغ الكبير على مستوى المركز المسيحي الوحيد المتبقي لمسيحيّي لبنان، ويعتبر أننا نحتاج الى الضمانة التي يشكلها موقع الرئاسة ومدى بقائه في ايدي المسيحيّين، لكي يبقى رسالة مطمئنة الى كل الاقليات في هذه المرحلة بالذات»، وأضاف:«على الرغم من ان هذا الاستحقاق يحظى باهتمام خارجي، فإنه من الضروري ان تعود الكرة لتؤدي دورها بإتقان داخل الملعب المسيحي اكثر من اي طرف آخر، وأن يناقش الزعماء المسيحيون هذا الاستحقاق من دون مساومات او تنازلات»، مبدياً أسفه لان البعض لا يستمع الى خطابات البطريرك الراعي لان الورقة تسحب اليوم وبعجلة من ايديهم، فيما هي الوحيدة المتبقية لهم بعد الطائف، مشدداً على ضرورة ان يتعالوا ويتناسوا الخلافات السياسية التنافسية في ما بينهم كي لا يساهموا بأيديهم في القضاء على الدور المسيحي، فيما المطلوب اليوم ان يتحّد المسيحيون من خلال زعمائهم ويتفقوا على تسمية مرشح قوي لا ينتمي الى اي فريق سياسي، مهمته إنقاذ الوطن في أسرع وقت لاننا وصلنا الى النهاية، وإلا سيبقى الموقع الرئاسي يفتقد دائماً الى دعم الطائفتين الشيعية والسّنية، فيما الطائفة الاساسية مغيّبة بسبب تناحراتها السياسية التي لا تنتهي، والمطلوب يقول الوزير السابق تزكية الاقطاب المسيحيين الذين يصعب فوزهم بالرئاسة للاعتبارات السياسية المعروفة لمرشح قوي وسطي، وهنا تؤدي بكركي الدور الابرز من خلال الدخول في لعبة الأسماء المرشحة لهذا المنصب، بعد ان افتقدت لذلك منذ أواخر الثمانينات، خصوصاً ان مصادر الصرح البطريركي لطالما رددّت أن البطريرك الراعي يعمل للمصارحة ولوضع الخطوط العريضة لحماية المسيحيين ولمّ شملهم من دون التطرق الى الملفات السياسية الخلافية في هذه الفترة الحساسة، في ظل تكاثر الاسئلة في الشارع المسيحي عن سبب عدم تكرار تجربة اللقاء في دار البطريرك الراعي، واتخاذه مواقف جريئة كدعوته المسيحيين مثلاً للنزول الى الشارع والاعتصام حتى انتخاب رئيس للجمهورية لان هذا من حقهم واساس وجودهم في هذا البلد، وختم بالتمني على بكركي ان تدعو الى ذلك في أسرع وقت.