IMLebanon

وسيط حاول المصالحة فردّ عون : «ما تجبلي سيرة قهوجي»

وسيط حاول المصالحة فردّ عون : «ما تجبلي سيرة قهوجي»

منع إعلانـات الكحول في طرابلس تمهيداً لتطبيق الشـريعة

ايران وأميركا والسعوديّة أزاحت المالكي

فهل تحصل صفقة بينها في لبنان؟

نبدأ من العراق حيث كانت السعودية مع ازاحة نور المالكي من رئاسة الجمهورية بأي ثمن، وايران داعمة المالكي لاقصى الحدود. اما اميركا فهي التي ازاحت اياد العلاوي زعيم الاكثرية منذ 4 سنوات واتفقت مع ايران على المجيء بالمالكي بدلا من علاوي.

اليوم، انقلبت الامور. كانوا يقولون المالكي في بغداد مقابل الحريري في بيروت، لكن الان انقلبت الامور، «فطار» المالكي وعاد الحريري الى بيروت بحجم رئيس حكومة.

لكن السؤال هو: هل يؤدي الوفاق الايراني – السعودي الى حل على الساحة اللبنانية لانتخاب رئيس للجمهورية يكون متفقا عليه بين ايران والسعودية وتباركه اميركا؟

هذا هو السؤال المطروح في الساعات الاخيرة. والامور تتغير تغيرا جذريا. فالمالكي الذي كان «يتكل» على دعم ايران، اصيب بضربة قاضية بتسمية حيدر العبادي لتشكيل الحكومة الجديدة.

وفي لبنان، يمكن ان تنقلب الامور رأسا على عقب وتتغير التحالفات بشكل يتم فيه الاتفاق على رئيس جمهورية جديد، قد يكون واحداً من اربعة وهم: العماد ميشال عون، الحاكم رياض سلامة، العماد جان قهوجي والوزير جان عبيد.

}عون ـ قهوجي}

على صعيد الاتصالات السياسية، قام وسيط هام بزيارة العماد ميشال عون وفاتحه بموضوع المصالحة مع العماد جان قهوجي، فكان رد عون: «ما تجبلي سيرة العماد قهوجي»، رافضا اكمال الحديث الذي انتهى عند هذه النقطة.

لا احد يعرف سبب الخلاف العنيف بين الرئيس عون والعماد قهوجي، فالرئيس عون يرفض البحث في الموضوع او النطق بأي كلمة في هذا المجال. اما العماد قهوجي فيقول ليس هنالك من سبب عندي للخلاف مع عون، وانا لا اعرف سبب الخلاف.

}الكحول في طرابلس}

تغيرت طرابلس، والمناخ «الداعشي» مع «جبهة النصرة» بدأ يسيطر على المدينة، واول قرار جاء من بلدية طرابلس بعد ضغط القوى الاصولية لازالة اعلانات الكحول، فانحسر بيع الكحول بشكل كبير جدا، حتى ان اصحاب المحلات توقفوا عن بيعها، خوفا من تفجير محلاتهم.

وقد افادت مندوبتنا في طرابلس دموع الاسمر ان ردود الفعل لا تزال تأخذ حيزا من النقاش في طرابلس على ازالة اعلانات الكحول من اللوحات الاعلانية، هذه الردود تتفاوت في الاوساط الشعبية بين مؤيد لقرار بلدية طرابلس ومستهجن لهذا القرار، وبعض الاوساط تعتبر ان خلفية القرار هي من نتاج الاجواء الاصولية المتطرفة التي تسود المنطقة من العراق الى سوريا والى لبنان، حيث تنسجم مع مناهج التكفيريين الذين يعملون على فرض احكامهم الشرعية طبقا لنظرياتهم في المناطق التي يسيطرون عليها.

وطرابلس مؤخرا بدأت تتجه نحو هذا المنحى بالرغم من نفي القيادات السياسية لواقع الحال الذي تسيطر عليه اجواء الفكر المتطرف ضد الاخر، لدرجة أن مجموعات اصولية بالرغم من حجمها الصغير تعمل على فرض مبادئها الاصولية، وقد كشفت احداث عرسال مدى انعكاس هذا الفكر المتطرف على الساحة الطرابلسية واخذ المدينة الى مسار يعاكس تاريخها الاسلامي الوسطي المعتدل وتاريخها المعروف بالتعددية واحترام الاخر.

منع اعلانات الكحول في طرابلس هو حديث الساعة، حتى ان بعض الاوساط تقول ان خطوة تنظيم «داعش» نحو الالف ميل لانشاء امارة تبدأ بالخطوة الاولى وان هناك من يعمل على تطبيع الطرابلسيين مع الفكر الداعشي بحجة ان الكحول من المحرمات، وان جميع المسلمين يعتنقون هذه الافكار، حتى ان بيع الكحول في المدينة انحسر بشكل غير مسبوق، وقد لاقت خطوة البلدية تأييدا من كل الحركات والمنظمات الاصولية الاسلامية لانها تتناغم مع مشروعهم الديني، غير ان المسلمين الوسطيين يرفضون هذه الممارسات لانه لا اكراه في الدين وان الاسلام يحترم الرأي الاخر على مبدأ «لكم دينكم ولي ديني» وان العلاقة هي بين الانسان والخالق، والله غفور رحيم.

لا يمكن لاحد في طرابلس ان يخفي الحالة الداعشية في المدينة وان عدة خلايا ترتبط اما بالنصرة واما بداعش وقد تحركت هذه الخلايا بأمر من القيادة العليا للتنظيم القاعدي وشكلت ارباكا للجيش والقوى الامنية تضامنا مع هذه التنظيمات التي دخلت الى عرسال. وتشير المعلومات الى ان خلايا نائمة في المدينة تنتظر مسار التطورات الاقليمية لتنقض في الوقت المناسب وتمسك بمفاصل طرابلس امتدادا الى المرفأ، وهذا ما اشار اليه قائد الجيش العماد جان قهوجي حين قال «اننا احبطنا مؤامرة بدأت في عرسال وكانت ستنتهي في بحر عكار والشمال».

}الجيش والارهاب}

واكدت مصادر متابعة لملف العسكريين المخطوفين ان الحرب الارهابية على لبنان لا تزال مستمرة، وهناك جنود لبنانيون لا يزالون رهائن بيد المسلحين الارهابيين، وهذا يتطلب من الجميع ان يستخدموا علاقاتهم الخارجية للمساهمة في تحرير الرهائن العسكريين، ولفتت الى انه يجب على الرئيس سعد الحريري ان يتواصل مع تركيا وقطر كما فعل مع مخطوفي اعزاز.

وقد علم في هذا الاطار، ان الاتجاه هو نحو تعيين لجنة سياسية – امنية لمتابعة موضوع العسكريين المخطوفين مع دول لديها «مونة» على المسلحين من «نصرة» و«داعش».

واكدت المصادر ان البؤر والخلايا الارهابية ما زالت موجودة داخل لبنان وعلى حدوده وتشكل خطرا داهما مستمرا على كافة المناطق والمدن والقرى اللبنانية.

}تكفيريون تسللوا من عرسالالى جرود عكار والضنية}

هذا واشارت المعلومات الامنية الى ان الجيش اللبناني نجح في ضبط الحدود الشمالية وخاصة في منطقة وادي خالد وحيث تنتشر تجمعات النازحين السوريين التي تضم اعداداً كبيرة من نازحي القصير والزارة وقلعة الحصن وحمص، ايضا بعد تمكن عدد من مقاتلي جند الشام من التسلل الى مناطق عكار بعد سقوط قلعة الحصن وتغلغلهم بين النازحين السوريين، ونقل مندوبنا في عكار جهاد نافع عن الاهالي انه تم رصد حركة غير طبيعية لهؤلاء في مناطق حدودية تمتد من وادي خالد الى مناطق قريبة من العبودية وجرت محاولات وصفها بعض الاهالي بالصبيانية وغير محمودة العواقب باقدام البعض على اطلاق رشقات نارية باتجاه المواقع العسكرية السورية، وذكرت مصادر مطلعة ان هؤلاء يدرسون كيفية تأسيس خلايا لشن هجمات على المناطق السورية الحدودية وان انظارهم تتجه الى استعادة ما خسروه من هذه المناطق بالرغم من المتغيرات التي طرأت على مسار الاحداث في سوريا برمتها. وحتى الان لم يقتنعوا بهذه الهزيمة.

الجيش اللبناني تحرك فورا باتجاه هذه المجموعات التي كانت تنتشر في اكثر من منطقة حدودية وخاصة في وادي خالد فانسحبت هذه المجموعات باتجاه المناطق الجبلية ولا يعني ذلك ان أخطارها قد زالت، بل حسب المصادر ان هناك إعداداً لأعمال امنية وتنتظر الفرصة المناسبة، لتنفذ عمليات عسكرية على المواقع السورية.

وفي هذا السياق تتخوف مصادر شمالية من احتمالات تمكن بعض العناصر التكفيرية من التسلل من عرسال الى جرود عكار والضنية وتسري شائعات في الشمال. ان عناصر مسلحة تمكنت بالفعل من الفرار نحو هذه الجرود لتنضم الى مجموعات نائمة وتشكل خطرا على امن الشمال، وسرت شائعات في الكورة ان راهبات دير كفتون سمعن حركة غير طبيعية في الاراضي الزراعية حول الدير.

واثيرت شكوك حول هذه الحركة المشبوهة التي استدعت انتشاراً واسعاً للجيش اللبناني حول الدير والاراضي الزراعية فيها.

وتمكن الجيش في اليومين الماضيين من توقيف 53 سوريا نازحا لعدم حيازتهم اوراقاً ثبوتية وتم تسليمهم الى السلطات المختصة.

}اجواء بري}

على صعيد اخر، اصبح التمديد للمجلس النيابي الموضوع الابرز حتى في اجواء الجلسة المفترضة لانتخاب رئيس الجمهورية التي رُحّلت مرة اخرى الى 2 ايلول بسبب عدم بروز اي معطى ايجابي في هذا الشأن. وقد اكدت مصادر بارزة لـ «الديار» امس ان كل ما قيل من سيناريوهات وتحليلات مؤخراً مع عودة الرئيس سعد الحريري هي مجرد ارهاصات.

وعلم في هذا المجال ان حزب الله ابلغ مؤخراً من يهمه الامر انه ما زال على موقفه الى جانب العماد ميشال عون، وبدوره لم يعطِ الجنرال اي جديد ولم يبحث اي فكرة مع احد.

وبالعودة الى موضوع التمديد فقد برز امس كلام الحريري والرئيس فؤاد السنيورة الصريح مع التمديد، لكن الرئيس نبيه بري قد نقل لزواره مساء انه لا زال على موقفه الرافض للتمديد للمجلس.

وقال: «لقد مددنا للمجلس سنة ونصف السنة لكي لا يصادف مع انتخاب رئيس للجمهورية، وحتى الآن لم يتم انتخاب الرئيس، فمن يضمن بان التمديد سيؤدي الى انتخاب رئيس جديد، ولن يبقينا في نفس الدائرة»، مشيراً الى «ان المجلس الممدد له معطل ولا يشرّع، لا بل ان مفاعيل التمديد عطلت دور المجلس».

اضاف بري وبحسب زوّاره: «ان عدم التمديد يساعد على الاسراع بانتخاب رئيس للجمهورية». وقال: «فلينظروا الى الاحصاءات التي نشرت فان رأي اغلبية اللبنانيين من كل الطوائف هي ضدّ التمديد»، واشار الى «ان موضوع التمديد هو عند الحكومة لانها هي التي ستوقع قانون التمديد بعد اقراره وتصديقه من المجلس وبامكان اي وزير ان يوقف القانون»، اضاف: «انا ضد التمديد حتى لو قبلت الاكثرية».

وفي قراءته لنتائج الاستطلاع الاخير، قال: «الناس في واد، والطبقة السياسية في واد آخر»، والشعب اثبت انه ارقى من الطبقة السياسية لانها «غرقانة بالمشاكل والنكايات»، واشار الى انه اتفق مع الحريري «على العمل للاسراع في انتخاب رئيس وتفعيل المؤسسات».

اوساط نيابية اكدت ان موضوع التمديد للمجلس النيابي قائم خلافاً لما يُشاع عن عدم التمديد. واشارت الى ان هناك مراجع قانونية ودستورية كلّفت من قبل بعض المرجعيات لدراسة الموضوع قانونياً، واعربت الاوساط عن اعتقادها ان التمديد سيكون لاكثر من عام لا كما جرى التداول انه لستة اشهر فقط.

}اجواء بيت الوسط}

واكدت اوساط مقربة من بيت الوسط ان اللقاء بين الحريري والعماد ميشال عون قد يعقد في اي لحظة، وربما قبل نهاية الاسبوع، علما ان قنوات الاتصال بين الطرفين لم تنقطع، وتشير الاوساط الى ان موقف الحريري هو ضمن الموقف العام لقوى 14 اذار، لكن الموضوع الرئاسي سيناقش بشكل مفصل خلال لقاء سيُعقد قريباً جداً لقوى 14 اذار، في وقت ان مشاورات جارية في بيت الوسط لهذا الغرض بين القيادات المعنية.

ولفتت الاوساط الى ان زيارة الحريري الى بكركي هي ايضاً ستحصل في اي لحظة وسيكون الموضوع الرئاسي ضمن روحية لقاءي روما وباريس اللذين انعقدا بين الحريري والراعي.

ولا تستبعد الاوساط ايضاً ان يكون هناك لقاءات لاطراف سياسية غير واردة على أجندة لقاءات الحريري، وتحديداً مع قيادات ومرجعيات خارج قوى 14 اذار. واعتبرت الاوساط ان اللقاء مع حزب الله له ظروفه في هذه المرحلة في ظل الاختلافات السياسية، لكن الامور غير مقفلة والدلالة ان اللقاء مع الرئيس نبيه بري كان ايجابياً، حيث قال الحريري لبري انه لا يقبل بحصول الانتخابات النيابية قبل الانتخابات الرئاسية، وهذا الموضوع جرى التوافق عليه مسبقاً مع البطريرك الراعي.