IMLebanon

وماذا عن النظام السوري والنظام العراقي؟

عجيب غريب أمر بعض أصحاب النظريات التافهة الذين يحاولون أن يصوّروا أنّ القضية اليوم في العالم العربي اي قضية الثورات ضد الأنظمة التي يقوم بها هؤلاء المساكين المطالبين بالعدالة وبالحرية الإعلامية والحريات العامة وبالذات حرية الرأي… كل هؤلاء المساكين أصبحوا «داعش»؟

إنّ النظام السوري، منذ اللحظة الأولى لاندلاع التظاهرات في كل أنحاء سوريا التي كانت تنادي بالحرية فتصدّى لها النظام بالقتل والتدمير والقصف والإعتقال.

6 أشهر والتظاهرات السلمية يقابلها النظام بالنار والحديد، ويزعم أنّه يحارب الإرهاب. إنّ مَن صنع الإرهاب هو النظام السوري والنظام العراقي المأجوران عند النظام الإيراني، نظام ولاية الفقيه.

جاء الأميركيون بالإمام آية الله الخميني الى إيران لكي يحضّروا للفتنة بين المسلمين وتحديداً بين أهل السُنّة والشيعة.

البند الأوّل الذي رفعه آية الله الخميني هو تصدير الثورة الدينية… يريد أن تكون كل البلدان العربية شيعية. ولم يكتفِ بالدعوة بل ذهب الى أبعد من ذلك عندما توجّه الى بعض القرى في سوريا ودفع الأموال الى بعض العائلات الفقيرة لكي يتشيّعوا… وهذا ما حصل فعلاً في الرقة وفي دير الزور.

قبل مجيء الخميني الى حكم إيران لم يكن أحد يتحدّث في الموضوع المذهبي: هذا سنّي وهذا شيعي… هذه المعادلة لم تكن مدار مداولة أو بحث.

في الحرب التي دامت 8 سنوات مع العراق والتي بدأها الخميني (هكذا يقول صدّام حسين) كان عناصر الحرس الثوري يلبسون أكفانهم ويذهبون الى قتال الجيش العراقي لأنّ الخميني وعدهم ببيوت في الجنّة!

هذا التطرّف الشيعي لم يكن موجوداً قبل قيام نظام الخميني… واليوم تأكدنا لماذا جيء بالخميني الى إيران.  ونعود الى الأنظمة التي تنكّل بشعوبها وتدّعي أنّها تحارب الإرهاب… بشار الأسد قتل نحو 300 ألف مواطن سوري مستخدماً جميع أنواع الاسلحة بما فيها السلاح الكيميائي والبراميل المتفجرة والمدفعية الثقيلة والصواريخ والطائرات والدبابات…

اعتقل النظام أكثر من 300 ألف مواطن لا يعلم أحد عنهم شيئاً.

11 مليون مهجّر من أصل 25 مليون نسمة عدد سكان سوريا.

تهديم البيوت والمدارس والمستشفيات وكل مظاهر الحياة.

ويقول النظام إنّه يحارب الإرهاب.

لا أدافع عن «داعش» وأرفض كل أعمال القتل والسلب والخطف التي تقوم بها جماعة «داعش»… وأقول أكثر من ذلك إنّه لا مستقبل لهم في الوطن العربي وسوف يرفضهم المجتمع العربي، لأنّ هذا ضد الدين الإسلامي وضد المبادئ السماوية وضد الشريعة وضد الإنسانية. ولكن ما يفعله «داعش» أقل بكثير ممّا فعله ويفعله النظام السوري والنظام العراقي بتشجيع وأوامر آية الله الخامنئي والحرس الثوري الإيراني.

إنّ العالم كله اليوم، ضد «داعش»، وهذا شيء عظيم، ولكن السؤال ماذا عن النظام السوري؟ وماذا عن النظام العراقي؟