IMLebanon

يرضى القتيل وليس يرضى القاتل

لم أجد أوقح من هؤلاء الذين ينتقدون قائد الجيش لأنّه لم يرتكب مجزرة في عرسال.

جان قهوجي، مع حفظ الرتبة واللقب، مجرم سفّاح لأنّه كان عليه أن يقتل 120 ألف مواطن، ثلثهم لبنانيون والثلثان الآخران سوريون هاربون من القتال في بلدهم. ولدينا، في هذا المجال، بضعة أسئلة:

أولاً- ما سبب مجيء هؤلاء المهجرين السوريين الى لبنان؟ ألَيْس لأنّهم بحثوا عن مكان آمن بعيداً عن القتل؟!.

ثانياً- مَن يعرف الجغرافيا وحروب القلمون والقُصير والنبك ودير عطية وسواها… من يعرف هذه المناطق يطرح على ذاته الآتي:

أ- ماذا يفعل «حزب الله» هناك ولماذا يقتل الشعب السوري؟

ب- أمِن أجل حماية مقام الست زينب؟.. وقتال «حزب الله» تجاوز ذلك المقام بمسافات ومناطق بعيدة جداً!

ج- كان واضحاً من القتال أنّ النظام السوري و»حزب الله» تعمّدا ترك باب مفتوح أمام الثوار الذين كانوا يدافعون عن أرضهم وأهلهم… وهذا الباب يقود حكماً الى عرسال… والهدف إفتعال مشكلة في لبنان.

ثالثاً- ارتكب العماد قهوجي جريمة لأنّ الجنود والعسكر من الجيش والقوى الأمنية ألحّوا على ضرورة انسحاب «حزب الله» من سوريا! ألَيْست هذه جريمة يرتكبها قهوجي وعسكره؟ وألَيْس الجريمة تبلغ ذروتها بأن يعصي «حزب الله» أوامر قاسم سليماني والحرس الثوري الإيراني وينسحب من سوريا؟

رابعاً- «الغيارى» على مصلحة لبنان كثيراً يرفعون الصوت رفضاً للتفاوض مع الخاطفين… وكأنّ هناك باباً آخر لحل معضلة الأسرى من الجيش وقوى الأمن الداخلي. فبالرغم من قرار مجلس الوزراء الذي قال بعدم الحوار والتفاوض مع الذين أسماهم الإرهابيين التكفيريين… بالرغم من ذلك لا بدّ من حلّ… والحل لا يسقط بقفة من السماء…

فهل نسينا مخطوفي أعزاز؟ وهل نسينا الراهبات السوريات؟

وفي الحالين لم يكن ثمة حل إلاّ نتيجة التفاوض مع الذين كانوا يحتجزون الطرفين في أعزاز ومعلولا. إنّ أفلام الڤيديو التي عرضت أجمع العسكر فيها على ضرورة سحب «حزب الله» قواته… لأنّه في نتيجة المشكلة هي هناك وليست في مكان آخر.

ومع هذا يستمر «حزب الله» في مزايداته على اللبنانيين، بمناسبة وبغير مناسبة، إذ كان لافتاً، بشكل خاص، كلام رئيس «كتلة الوفاء للمقاومة» محمد رعد، الذي منّـن اللبنانيين بـ»حزب الله» ومقاومته إسرائيل، وكأنّه يدعوهم الى شكر ربّ العالمين على وجود هذا الحزب ودوره.

والسؤال: هل باتت مقاومة العدو الإسرائيلي تستحق هذا التبجيل؟

ألَيْس «حزب الله» فريقاً لبنانياً معنيّاً بواجب تحرير وطنه؟ ولا شكر على واجب.

أم هو فصيل إيراني يمد يد العون من الخارج ليستحق الشكر والحمد؟

إنّها فعلاً إحدى البِدَع الجديدة التي نسمعها ونشاهدها باستمرار عملاً بالقول المأثور: عش رجباً ترَ عجباً.

فكفى مزايدات.