IMLebanon

“يوم الشوف” وداع حاشد وتتويج المصالحة لقاء الراعي و”حزب الله” كرّس التعارض

 

قبل أسبوع تماما من انتهاء ولايته الرئاسية باحتفال سيقام ظهر السبت المقبل في قصر بعبدا بخطاب وداعي لجأ رئيس الجمهورية ميشال سليمان للمرة الاولى خلال ولايته الى تفعيل صلاحيته بتوجيه رسالة الى مجلس النواب استنادا الى الفقرة 10 من المادة 53 من الدستور حضّه فيها على انتخاب رئيس جديد للبلاد في ما تبقى من المهلة الدستورية. وطلب سليمان في رسالته من المجلس “العمل بما يفرضـــه الدستور وما توجبه القوانين لاستكمال الاستحقاق الدستوري تفاديا للمحاذير والمخاطر التي قد تنشأ جراء عدم انتخاب رئيس للجمهورية قبل 25 ايار الجاري”.
وشكلت هذه الخطوة في توقيتها الدراماتيكي ما يمكن اعتباره انذاراً رئاسياً متقدماً حيال الاحتمال المتعاظم لحلول مرحلة الفراغ الرئاسي بعد 25 أيار والذي بدا واضحا أن مجمل الحمى السياسية التي تطبع المشهد الداخلي باتت تدورحول التكيف الاستباقي معها من غير ان يعني ذلك تقليل الفرصة الضئيلة المتبقية لمفاجأة انتخابية.
وعلمت “النهار” ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يتجه الى الدعوة الى عقد جلسات متتالية للمجلس ابتداء من 22 أيار وخلال يومي 23 و24 منه لانتخاب رئيس جديد للجمهورية اذا لم تنته جلسة 22 الى نتيجة. ولم يعرف ما اذا كان بري يعتزم ابقاء الجلسات مفتوحة بحيث تتكرر عمليات الاقتراع تلقائياً.

يوم الشوف
ومن المتوقع ان يكون الاستحقاق الرئاسي حاضرا في “يوم الشوف” الذي تشهده اليوم محطات ثلاث رئيسية في بريح والمختارة ودير القمر والذي سيكون بمثابة مناسبة مزدوجة لاقامة وداع حاشد للرئيس سليمان وانجاز آخر مراحل المصالحة التاريخية في الجبل. وقد اعد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط استقبالات حاشدة للرئيس سليمان والبطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي كما فعلت فاعليات دير القمر والقوى الاخرى في الشوف.
وأكد مفوّض الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي رامي الريّس مساءً لـ”النهار” أن “ما سيحصل اليوم في الجبل إنما يأتي لتكريس المصالحة التاريخية التي حصلت في المختارة مع البطريرك صفير في العام 2001”، مشدداً على أن النائب جنبلاط سيؤكد “طي صفحة الحرب العبثية التي كانت بلدة بريح احد رموزها”، مضيفاً أن “المختارة ستجدد مشهداً يوازي بأهميته مشهد العام 2001 من خلال استقبال رئيس الجمهورية ميشال سليمان والبطريرك الراعي مع ما يحمله ذلك من دلالات سياسيّة عميقة تعكس حرص النائب جنبلاط على توجيه تحية خاصة الى الرئيس سليمان الذي التقى وإياه في الموقع الوسطي وحققا معاً ومع آخرين توازناً سياسياً كبيراً في البلد”. واوضح أن “التحية موصولة إلى البطريرك الراعي الذي يسعى جاهداً لتعزيز المصالحة الوطنية والجبل أحد عناوينها الأساسيّة”، مؤكداً أن “كلمة جنبلاط ستحمل مواقف مهمة على أكثر من مستوى”.

الراعي و”حزب الله
في غضون ذلك، اتسم لقاء البطريرك الراعي ووفد “حزب الله” الذي زار بكركي أمس برئاسة السيد ابرهيم امين السيد بتعارضات واضحة في موضوع زيارة البطريرك للاراضي المقدسة في فلسطين المحتلة والذي استـأثر بالقسم الاكبر من النقاش بينهما كما ان موضوع الاستحقاق الرئاسي لم يبلور الكثير من القواسم المشتركة في ما عدا التشديد المشترك على ضرورة تجنب الفراغ. وافادت المعلومات المتوافرة لدى “النهار” ان كلا من البطريرك والوفد لم يقنع الآخر بوجهة نظره من زيارة الاراضي المقدسة التي شدد وفد الحزب على تخوفه من تداعياتها السياسية، فيما طلب البطريرك حصر التعامل مع اطارها الراعوي، معرباً عن تصميمه على القيام بها. واشارت المعلومات الى ان الوفد ابدى ثقته بنيات البطريرك ومقاصده ومواقفه، وتخوف من ان تستغل اسرائيل الزيارة لتبييض صفحتها في المحافل الدولية متمنيا على البطريرك، اعادة النظر في موقفه. اما البطريرك فشرح وجهة نظره مكرراً انها ستكون زيارة راعوية لاستقبال البابا فرنسيس في الابرشية المارونية ولتفقد ابناء الطائفة “ومؤاساة هذا الشعب المقهور والمتروك”، متمنيا على الوفد عدم اعطاء الزيارة أي ابعاد سياسية. ولم يغب الاستحقاق الرئاسي عن اللقاء، فلمح الوفد الى ضرورة انتخاب رئيس “لا يشكل تحديا” فيما شدد الراعي على “اننا لن نقبل بالفراغ “ داعيا الى تأمين النصاب للجلسة الانتخابية وحتى اذا تعذر ذلك فيجب عدم خلو منصب الرئاسة، الامر الذي فسر بموافقة ضمنية على بقاء الرئيس سليمان الى حين انتخاب رئيس جديد.

الحريري وجعجع
أما في التحركات السياسية المتصلة بالاستحقاق الرئاسي، فبرز أمس سفر رئيس حزب “القوات اللبنانية “ سمير جعجع الى الخارج للمرة الاولى منذ مدة طويلة، في تحرك تردد انه يشمل باريس والمملكة العربية السعودية. وافاد مراسل “النهار” في باريس ان جعجع وصل ظهرا اليها والتقى كادرات حزب “القوات “ في فرنسا ثم اجتمع ليلا مع الرئيس سعد الحريري. وسيجري محادثات مع مسؤولين فرنسيين يتابعون الملف اللبناني.

مجلس الوزراء
وسط هذه الاجواء، عقد مجلس الوزراء جلسة طويلة مساء أمس في السرايا برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام تناولت ثلاثة ملفات رئيسية هي ملف اللاجئين السوريين في لبنان وملف تعريفات الخدمات الهاتفية والانترنت واصدار دفعة من التعيينات الادارية. وانعقدت الجلسة في السرايا بعدما تعثر التوافق على اصدار تعيينات المراكز الشاغرة في المجلس العسكري التي قالت مصادر وزارية ان الاتصالات التمهيدية في شأنها اصطدمت بتوجه لدى وزراء التيار العوني الى تجاوز اطار التعيينات المطلوبة بما يشمل اثارة تعيين قائد جديد للجيش على خلفية انتخابية الامر الذي لم يوافق عليه أي طرف أو فريق آخر معني.
وفي ما عدها وزير الاتصالات بطرس حرب “جلسة تاريخية” على صعيد الاتصالات، اصدر مجلس الوزراء ثلاثة قرارات تتعلق بالتخابر والانترنت واستعماله وسرعته. فأقر بناء على مشاريع رفعها حرب تعديل وخفض بعض التعريفات والرسوم العائدة الى بعض الخدمات الهاتفية على الشبكة الثابتة وكذلك تعرفة ورسوم خدمات الانترنت وخفض تعرفة التخابر على شبكتي الهاتف الخليوي.
وفي موضوع التعيينات مددّ تعيين الدكتور معين حمزة امينا عاما للمجلس الوطني للبحوث العلمية سنتين، وتعيين ياسر ذبيان رئيسا لمجلس الادارة ومديرا للمؤسسة العامة للاسواق الاستهلاكية، وفيصل شاتيلا رئيسا لمجلس ادارة مستشفى رفيق الحريري الحكومي، ويحيى خميس مديرا عاما لتعاونية موظفي الدولة .
وعلمت “النهار” أن مجلس الوزراء خلال بحثه في ما انتهت اليه اللجنة الوزارية المكلفة ملف اللاجئين السوريين، لم يتحد في الموافقة على مسودة بيان اعدته اللجنة والذي يتضمن البنود الاتية:
1 – ضبط الحدود، 2 – تحديد مفهوم النازح، 3 – اقامة مخيمات اما داخل الاراضي السورية واما على الحدود الفاصلة واما داخل الاراضي اللبنانية عند الحدود مباشرة، 4 – اجراء اتصالات مع الامم المتحدة من اجل تنفيذ هذه التوصيات. وخلال البحث تبين ان هناك تحفظات من وزراء “حزب الله” و”جبهة النضال الوطني” فارتؤي تأجيل الامر الى الجلسة المقبلة لمجلس الوزراء لاعداد صيغة جديدة للبيان. وقد سجل الوزير سجعان قزي ملاحظة مفادها ان امر اللاجئين يتفاقم ولا يتحمل الانتظار.
أما ملف الاتصالات، فقد شهد تجاذبا بين الوزير حرب ووزير الخارجية جبران باسيل، وبين حرب ووزير المال علي حسن خليل الذي تحفظ عن خفض التعريفات وقت يجري البحث عن موارد لتمويل سلسلة الرتب والرواتب. وانتهى الجدل الى التصويت فانقسم مجلس الوزراء بين مؤيد لمشروع حرب ومعارض له مع ارجحية صوتين لمصلحة المشروع.