IMLebanon

1 – الاتفاق التاريخي  

لا شك في أنّ قمة سنغافورة التي فاجأت العالم لا يمكن القول إلاّ أنها انتصار لترامب رغم كل المشاكل التي يتسبّب بها في العالم حتى وصل الأمر الى حد اتهامه بالجنون، فإذا كان فعلاً مجنوناً كما يدّعون فيصح فيه القول: خذوا الحكمة من أفواه المجانين.

 

ما كان شبه مستحيل طوال سنين وعقود طويلة أصبح اليوم ممكناً، ويبقى السؤال: كيف اقتنعت كوريا بأن تغيّر رأيها وتعقد اتفاقاً مع الاميركي؟

بكل بساطة يبدو أنّ الصين هي التي كانت وراء هذا الاتفاق، خصوصاً أنّ هناك علاقات إقتصادية بين الصين وأميركا توصف بأنها أكثر من قوية.

أولاً- في الميزان التجاري أهم مستورد من الصين هي الولايات المتحدة الأميركية، فبأي لحظة ترفع أميركا الرسوم على البضائع الصينية المستوردة يصاب الاقتصاد الصيني بنكسة كبرى.

ثانياً- كان ترامب بحاجة لهذا الانتصار لأنه يعاني من تصاعد المعارضة الداخلية القوية ضدّه في المجلسين: النواب والشيوخ.

ثالثاً- خروج ترامب من الاتفاق النووي مع إيران أعطاه المزيد من قوة الموقف، وأضْعَف الموقف الاوروبي.

2- الحديدة

تقوم الدنيا ولا تقعد تخوّفاً من المجازر في الحديدة إذا هاجمها الإئتلاف، وهؤلاء الندّابون لماذا لم يرفعوا العقيرة عندما كان (ولا يزال) الشعب السوري يتعرّض للمجازر اليومية… وما نسبة الموجودين في الحديدة قياساً إلى عدد سكان سوريا؟

إنّ مرفأ الحديدة مفتوح أمام تدفق السلاح الايراني الى الحوثيين تحت ستار الغذاء والمواد الطبية و…

لقد وجّه محمد بن زايد انذاراً زمنياً لسكان الحديدة ليغادروها حقناً للدماء، ولكن التحريض الايراني لم يسمح لهم بالمغادرة.

اليوم الحوثيون في تقهقر…

وفي المبدأ والمطلق: هل مسموح لإيران أن تتدخل وتصعّد وتشعل الصراع في اليمن، وبالذات عبر مرفأ الحديدة، وغير مسموح الاحتجاج على هذه السياسة الايرانية…؟!

ومعلوم أنه لولا المال الايراني والسلاح الايراني لما كان في مقدور الحوثيين الصمود أكثر من أيام قليلة، ولكن التدخل الإيراني هو وراء المأساة اليمنية المتمادية من خلال تدفق السلاح والمدّ بالمال للميليشيات الحوثية التي رفعت السلاح في وجه الشرعية اليمنية ومارست التحرّش الدائم بالمملكة العربية السعودية… ما أدّى الى ردّ الفعل المتمثل بـ”عاصفة الحزم” والتي اقتربت من إكمال مهمتها في المدى المنظور.

عوني الكعكي