Site icon IMLebanon

1000 يوم على خطف العسكريين ..متى يتوقف «عدّاد» الألم والانتظار؟

الأهالي لـ «المستقبل»: لن نكلّ ولن نيأس حتى عودتهم سالمين

1000 يوم على خطف العسكريين ..متى يتوقف «عدّاد» الألم والانتظار؟

ألف يوم، ألف دمعة، ألف غصة.. وألف موتة. هكذا هو واقع أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيم «داعش» الإرهابي مع دخول قضية أبنائهم يومها الألف، وسط غياب تام لأي أخبار أو معلومات عنهم على الرغم من المبادرة الأخيرة التي قدمتها حكومة «استعادة الثقة» برئاسة الرئيس سعد الحريري من أجل معرفة معلومات موثوقة حول مصير العسكريين مقابل 250 ألف دولار لمن يدلي بهذه المعلومات. سنتان وثمانية أشهر وسبعة وعشرون يوماً، والأهالي لم يتركوا خيمة اعتصامهم في رياض الصلح، هذه الساحة التي بات ترابها مجبولاً بدموع الأهالي وباتت تشهد على أوجاعهم في الليل كما في النهار.

ألف يوم والأهالي لم ولن يكلوا سعياً وراء أي خيط يمكن أي يرشدهم إلى مصير أبنائهم. وعلى قاعدة أن «حياتنا ليست أغلى من حياة أبنائنا»، عرضوا حياتهم للخطر وقصدوا الجرود أكثر من مرة وكذلك قصدوا الداخل السوري من أجل الوصول إلى أي معلومات من شأنها تبريد قلوبهم المشتاقة إلى فلذات الأكباد، خصوصاً وأن الأخبار انقطعت عنهم منذ أكثر من سنتين بعد الإتصال الأخير من قبل العسكريين بذويهم تحت تهديدات التنظيم من أجل حث أهلهم وذويهم على التحرك والضغط على الدولة.

وفي اليوم الألف، لا تزال الدمعة حاضرة في عيون الأمهات والغصة في قلوب الآباء والأخوة، الذين لم يتركوا أي مناسبة إلا وعمدوا فيها للتذكير بهذه القضية ولم يتركوا أيضاً منذ بداية قضيتهم وحتى اليوم أي باب إلا وطرقوه من أجل تحريك هذا الملف. وفي هذا اليوم، يجدد الأهالي في حديث إلى «المستقبل» أمس، بأنهم لن يكلوا ولن يتعبوا ولن يستكينوا ولن ييأسوا في سبيل الوصول إلى حل قضية أبنائهم «وعودتهم سالمين إلى حضن عائلاتهم وحضن مؤسستهم الأم التي تبذل كل ما تستطيع من أجل إنهاء هذا الملف وعودة أبنائها إليها بأسرع وقت»، متوجهين إلى الخاطفين بالقول: «الدولة مستعدة للتفاوض والحل وبأي ثمن، فاتقوا الله في عباده وكفى ظلماً، ومدوا يدكم للخير ودعوا العسكريين يعودون لأهلهم وأبنائهم وكفاهم ظلماً، إن الله لا يحب الظالمين».

وفي هذا السياق، يلفت حسين يوسف، والد العسكري المخطوف محمد يوسف، في حديث إلى «المستقبل»، إلى أن «ألف يوم من الألم والقلق والضياع»، مشيراً إلى أن «عدّاد أيام خطف العسكريين يزداد وبلغ اليوم رقمه الألف، هذه الأيام التي مرت علينا كالجحيم، عانينا فيها ما عجزت عن تحمله الجبال».

وشدد على «أننا لم نترك وسيلة اتصال ولا زيارة إلى الجبال من أجل معرفة أي معلومات إلا وقمنا بها، ولم نتوانَ عن رمي أنفسنا في الأخطار من أجل أبنائنا وفلذات أكبادنا، ولم نترك أي مسؤول خلال الألف يوم إلا وقمنا بزيارته سعياً لتحريك الملف وكان آخرها منذ يومين من خلال زيارتنا قائد الجيش العماد جوزيف عون ووزير الخارجية جبران باسيل»، كاشفاً عن «لقاء سيعقده الأهالي في الأيام المقبلة مع وزير الدفاع يعقوب الصرّاف من أجل الوقوف عند آخر التطورات في الملف».

ولفت إلى أن «اللقاء الأخير مع الوزير باسيل كان جيداً ووضعنا في أجواء الإتصالات والتحركات التي يقوم بها في هذا السياق»، مشيراً إلى «أننا حمّلناه كأهالي مسؤولية هذا الملف وطرحه أينما حل في المحافل الدولية، لعل وعسى نصل إلى اي خيط ممكن أن يساعدنا في هذا الملف».

وأوضح أنه «على الرغم من هذا كله، إلا أننا حتى الآن لم نصل إلى أي شيء يبرد قلوبنا ويطمئننا عن مصير أبنائنا ولا وجود لأي معلومات تؤكد أو تنفي أي معطيات حول مصيرهم، فما زلنا نعيش المجهول بآلامه وحسرته»، آملاً بأن «الحل من عند الله وحده».

وأكد «أننا عاهدنا أولادنا أمام الله منذ بداية الملف واليوم نعاهدهم بعد ألف يوم في أسرهم المجهول، وأجدد عهدي لهم بأنني لن استكين أنا وكل الأهالي ولن نيأس ولن نتخلى عنكم ولو سيكلفنا الامر حياتنا فهي ليست أغلى من حياتكم»، متوجهاً إلى الخاطفين بالقول: «نحن على يقين بأن الدولة مستعدة للتفاوض والحل بأي ثمن، فاتقوا الله في عباده وكفى ظلماً، مدوا يدكم لله وللخير ودعوا العسكريين يعودون لاهلهم وأبنائهم وكفاهم ظلماً، فإن الله لا يحب الظالمين».

من جهته، اعتبر نظام مغيط، شقيق المعاون الأول المخطوف لدى «داعش» إبراهيم مغيط، في حديث إلى «المستقبل»، أنه «لم يعد هناك من كلام نقوله بعد اليوم الألف، فعندما يرى أي شخص الرقم يشعر بالمعاناة التي يعيشها الأهالي، فهناك أمهات يمتن ليس فقط ألف موتة في اليوم بل ألف ألف موتة»، مضيفاً: «لا أعرف ماذا ستقول لنا دولتنا الكريمة في هذا اليوم الألف، لأننا لم نعد قادرين على الكلام ولم يعد لدينا ما نقوله فمطلبنا اصبح معروفاً وواضحاً وضوح الشمس».

ولفت إلى «أننا في كل يوم نراجع أنفسنا إن كنا قد قصرنا في هذا الملف تجاه أخوتنا وابنائنا، ولكن لا ندري إن كانت الدولة قد تراجع نفسها إن كانت قد قصرت في هذا الملف، لأن الإهمال بلغ ذروته والكلام لم يعد يأتي بأي نتيجة ومهما تكلمنا فإننا قد نجد أن هناك أحداً يسمعنا وربما قد لا نجد أحداً»، مشيراً إلى أن «كلامنا هذا لم يأتِ من عدم، بل جاء نتيجة تجربة الألف يوم المريرية التي عشناها، فكل يوم يخبر قصته لليوم الآخر، وكل يوم يخبر وجعه وغصته للآخر، فهناك مناسبات مرت خلال الألف يوم ولكنها كانت عادية بالنسبة لنا طالما أن أبناءنا موجودون في الأسر، والأفراح غابت عنا لأن الفرحة الكبرى هي بعودة مخطوفينا سالمين إلى أحضان عائلاتهم ومؤسستهم الأم».

وشدد على أن «الحرقة كبيرة، فالأبناء يسألون عن آبائهم والأمهات يحلمن بضم أبنائهن»، متوجهاً إلى الخاطفين بالقول: «رحمة الله أوسع من كل شيء، ونطالبكم بالكشف عن مصير أبنائنا وأخوتنا وإن كنتم جاهزين للتفاوض فالدولة حاضرة أيضاً وجاهزة لدفع اي ثمن مقابل إنهاء هذا الملف وعودة عسكرييها إلى حضن عائلاتهم ومؤسستهم».

وأكد أن «كل الملامة والعتب يقعان على أكتاف دولتنا أكثر من الخاطفين الذين هم أعداؤنا»، لافتاً إلى أن «الكلمات تعجز عن وصف وضع الأمهات والأبناء اليوم بعد مرور ألف يوم، فالجميع يواسي بعضه كي نستمر بهذا الملف، ولكن من داخلنا نحن نحترق وندرك أننا ندور في حلقة مفرغة وندرك أننا نكذب على بعضنا كون لا أحد يعلم شيئاً، لكن عسى ولعل أن نمسك بخيط أمل».

وشدد على «أننا كأهالي كنا نتمنى في هذا اليوم أن نرى حماسة أكثر من دولتنا واهتماماً أكثر في هذا الملف بدلاً من الإهتمام بملفات أخرى ليست أهم من حياة ابنائنا ومصيرهم بطبيعة الحال».