Site icon IMLebanon

14 آذار» أنكر وجود «القاعدة» فداهمه «داعش» «8 آذار»: غارق في حقده وغروره السياسي ويزوّر الحقائق

اغفل مسؤولون في الدولة ومعهم قيادات سياسية وحزبية لا سيما من هم في 14 آذا، وجود تنظيم «القاعدة» وفروعه في لبنان، وكانوا يغطونه عندما يظهر كـ «فتح الاسلام» في مخيم نهر البارد، بأنه تصنيع سوري، لان اميره شاكر العبسي كان مسجونا في سوريا وتم اطلاق سراحه ولا يذكرون انه من اتباع «ابو معصب الزرقاوي» الذي ذهب من الاردن الى العراق لاقامة «دولة الخلافة» في المناطق ذات الكثافة السنية في غرب العراق ووسطه.

فالنظام السوري هو من اخترع «فتح الاسلام» ومن ثم «داعش» وان «حزب الله» هو وراء هذه التنظيمات المتطرفة والتكفيرية لانه بذهابه للقتال الى سوريا مع الرئيس بشار الاسد، هو من اتى بها الى لبنان وفق مواقف وتصريحات 14 آذار التي ترد عليها مصادر سياسية في 8 آذار بأن هذا الفريق غارق في حقده وغروره السياسي، ويمارس الكذب ويطلق المزاعم ويزور الحقائق والوقائع والتاريخ ويبث عبر وسائل اعلامه اضاليل، تنطلي على بعض من الرأي العام، ويصدّقه جمهوره وللاسف. تسأل المصادر هل كان «حزب الله» موجودا عندما استعانت اميركا مع دول خليجية وعربية، لعناصر اسلامية للقتال في افغانستان ضد النظام الشيوعي فيها، وهل كانت الجمهورية الاسلامية الايرانية قد قامت، عندما كانت انظمة عربية وبدعم غربي تحتضن جماعة «الاخوان المسلمين» لمناهضة الاحزاب والتيارات القومية والليبرالية والعلمانية ودفعتها الى محاربة الرئيس جمال عبد الناصر ونظامه لانه كان يعمل للوحدة العربية واقام نموذجين لها مع سوريا عبر الاتحاد في «جمهورية عربية متحدة» في اواخر خمسينات القرن الماضي واخر مع ليبيا والسودان وكان «الاخوان المسلمون» يكفّرون الفكر القومي والملتزمين به، لانه يناقض الدعوة الى قيام «امة اسلامية» واستعادة «الخلافة الاسلامية».

ولا تقف الاسئلة هنا، حيث تعود المصادر الى منتصف السبعينات، عندما خاض النظام السوري حربا ضد «الاخوان المسلمين» في سوريا ودامت لسنوات وتركزت في حماه، وحصلت فيها اعمال تخريب وقتل، لكنها لم تتوسع، ولم تكن وسائل الاعلام فاعلة كما هي اليوم، تقول المصادر، فهل كان «حزب الله» موجودا، ام ان الفكر التكفيري الذي يتلطى بالاسلام هو وراء كل هذه الحروب والازمات؟ فكيف ينسب الى النظام السوري اختراع «داعش» او غيره من «الجماعات الاسلامية»، في حين هو قاتلها في مراحل عدة، وتأذت سوريا منها؟ وكيف يصح القول، ان مشاركة «حزب الله» في القتال الى جانب النظام السوري اتى بالسيارات المفخخة الى لبنان، ام ان مشاركته في القتال في معارك القصير ويبرود وجبال القلمون، اوقفت مسلسل التفجيرات بنسبة عالية، ولو لم يذهب للمشاركة في تحرير المناطق الحدودية من التكفيريين، ألم يكن الوضع صعبا ودقيقا، ويعيش لبنان حربا اهلية واجتاحته التنظيمات والمجموعات التكفيرية واقامت لها امارات في الشمال والبقاع؟

ان المشكلة ليست مع «داعش» وتوائمه، بل مع «الداعشية السياسية»، تؤكد المصادر، التي نفت وجود مجموعات تكفيرية، وهي ظهرت في منتصف التسعينات مع اغتيال رئىي «جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية» الشيخ نزار الحلبي في بيروت بوضح النهار وبعملية اجرامية مكشوفة وليست مستورة او مموهة، وقد حوكم المجرمون واعدموا، وهم ينتمون الى «عصبة الانصار» بقيادة «ابو محجن السعدي» الذي كان يقيم في مخيم عين الحلوة وتوارى عن الانظار. هذه الحادثة حصلت وكان الرئيس رفيق الحريري رئيسا للحكومة، وفق ما تقول المصادر، وتذكر ايضا بما حدث في جرود الضنية والقتال الذي حصل بين الجيش وجماعة «التفكير والهجرة» ولم تكن هناك احداث في سوريا ولا في اي دولة عربية،. بل مجموعات اسلامية قاتلت في افغانستان وارسلها اسامة بن لادن الى دولها، فسميت بـ «الافغان العرب» بعد ان عولم تنظيم «القاعدة» واقام دولته في افغانستان التي حكمها «الطالبان»، وهو يشبه ما يقوم به في العراق تلميذ بن لادن «ابو بكر البغدادي». وهو مشروع اقامة «الخلافة الاسلامية» حيث يكفر الحكام الذين اقاموا دولهم ضمن حدودهم القائمة، ولم يحكموا بشرع الله، بل بدساتير وضعية من صنع الانسان، وهذا هو الكفر بذاته.

فانكار وجود «القاعدة» في السابق والماضي القريب، من قبل مسؤولين في الدولة ومرجعيات سياسية، كان كمن يكذب على نفسه تضيف المصادر ويخبئ ثعبانا في جسده، ولا بد من كشف الحقيقة، والاعلان عما هو قائم بعد ان داهمتهم «داعش»وهذا ما فعله وزير الداخلية نهاد المشنوق، وتستر عليه سلفه الوزير مروان شربل لفترة ربما لاختلاف في الاسلوب. لكن الحقيقة يجب ان تقال، وفق وما تشير المصادر التي ترى ان ثمة ايجابيات ظهرت وهي التنسيق بين الاجهزة الامنية والعسكرية وهو ما كان مفقودا في السابق، او انه لم يكن جديا وقع في خانة التنافس المهني بين قادة الاجهزة الامنية، ولقد نجح الوزير المشنوق في ان يضع آلية تنسيق بينها، بعد ان ابعدها عن السياسة وتجاذباتها، لان الخطر وجودي ويطال الجميع وستكون البيئة السنية مستهدفة، كما الشيعية وغيرهما من البيئات، اي بمعنى اخر لبنان كله اصبح في دائرة الخطر على حد قول المصادر واول ما يجب التنبه اليه، والعمل له، هو الحفاظ على وحدة الجيش والقوى الامنية، اذ تخشى المصادر تعرضها لمزيد من العمليات الارهابية من اجل دب الرعب بين ضباطها وعناصرها، لتفكيكها، واللعب على الوتر المذهبي، بالدعوة للسنة في المؤسسة العسكرية والقوى الامنية للانشقاق عنها، وبذلك يكون قد تحقق هدف من اهداف «المشروع الاسلامي» التكفيري، وهو ضرب الدولة باسقاط قوتها العسكرية والامنية، لتعم الفوضى ثم يجري الاستيلاء على المؤسسات بعد السيطرة على الارض. هذا ما بدأته القوى التكفيرية في طرابلس من استهداف للجيش كمرحلة اولى، بوضع العبوات الناسفة لدورياته، كما في ارهاب المواطنين برمي القنابل على المقاهي لانها تخالف الصوم في رمضان وتفتح الابواب للزبائن، حيث يجري تطبيق بيان بلدية طرابلس الذي نبه المواطنين لضروة احترام شهر رمضان.

انها مرحلة دقيقة وخطيرة على لبنان، ولا يجوز التعاطي معها، وكإنها مرحلة ترف فكري، ونقاش حول قانون انتخابات او انتخاب رئيس للجمهورية من الشعب.