Site icon IMLebanon

14 آذار تطلق مبادرة «لإنقاذ الجمهورية»: التشاور مع جميع الأطراف حول اسم توافقي

  بيروت – غالب أشمر

أخفق البرلمان اللبناني للمرة الحادية عشرة على التوالي في إحداث أي خرق في واقع الأزمة الرئاسية القائمة، يتيح تأمين النصاب لعقد جلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، قبل نضوج توافق على هويته. إلا أن ما ميز الجلسة امس التي لقيت مصير سابقاتها، المبادرة التي أطلقتها قوى 14 آذار معلنة استعدادها التام للتشاور مع كل الأطراف بلا استثناء حول اسم يتوافق عليه اللبنانيون.

وكان 58 نائباً حضروا أمس الى ساحة النجمة للمشاركة في الجلسة التي يتطلب نصابها حضور 86 نائباً، فرحلت إلى ظهر الثالث والعشرين من أيلول (سبتمبر) وفق بيان الإرجاء الذي صدر عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وفور صدور بيان التأجيل «بسبب عدم اكتمال النصاب» عقد نواب من مختلف أطياف قوى 14 آذار مؤتمراً صحافياً مشتركاً في المجلس النيابي، للإعلان عن مضمون مبادرتها الرئاسية، وتلا رئيس كتلة «المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة بنودها، وفيها: «إزاء الأزمة السياسية الحادة التي نتجت من تعطيل عملية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، والتي تترافق مع اندلاع المزيد من الحرائق والفتن في دول المنطقة وتتفاقم في الفترة الأخيرة من خلال ما يرتكب من جرائم التهجير والتنكيل والقتل والإرهاب، ومن أجل تعزيز موقع رئاسة الجمهورية، الذي يعتبر رمزاً للعيش المشترك في لبنان والمنطقة، وتأكيداً لأولوية إنجاز هذا الاستحقاق على أي أمر آخر، تطرح قوى «14 آذار» المبادرة الآتية: أولاً: تأكيد احترام المهل الدستورية كافة ومبدأ تداول السلطات.

ثانياً: تتمسك قوى 14 آذار بترشيح الدكتور جعجع لرئاسة الجمهورية، وتعلن في الوقت ذاته استعدادها التام للتشاور مع كل الأطراف حول اسم يتوافق عليه اللبنانيون ويلتزم الثوابت الوطنية، كما أكد على ذلك الدكتور جعجع في حزيران (يونيو) الماضي.

ثالثا: تقوم 14 آذار بالاتصالات اللازمة مع كل القوى السياسية سعياً للتوافق على تسوية وطنية، انطلاقاً والتزاماً باتفاق الطائف، وتأسيساً عليه تبدأ بانتخاب رئيس جديد للجمهورية فوراً. رابعاً: البقاء على الموقف الحالي في حال فشل مساعي هذه التسوية الوطنية».

وعن اقتراح انتخاب النائب ميشال عون رئيساً لسنتين ثم الإتيان بآخر، أجاب: «العماد عون هو الذي يوضح وجهة نظره في هذا الموضوع، ونحن ننتظر رد الفعل، ويجب عدم «التبصير»، ونتمنى أن تصب ردود الفعل كلها لمصلحة التوصل إلى تسوية نستطيع بموجبها انتخاب رئيس للجمهورية». وقال: «بالنسبة إلى موضوع الرئيس الانتقالي، أعتقد أن الوزير بطرس حرب كان معبراً بشكل واضح عن هذا الأمر، إذ أكد أن رئيس الجمهورية يجب أن يتمتع بالصفات الأساسية، فعندما نتكلم عن رئيس قوي نعني بذلك ضرورة أن يتمتع بالصفات القيادية والقدرة على أن يستقطب كل الفئات اللبنانية نحو مواقع مشتركة».

وإذ جزم بأن «الكلام عن انتخاب رئيس لسنة ونصف أو سنتين غير وارد»، أوضح أن «الاتصالات التي سنقوم بها مفتوحة على أشخاص يتحلون بكل هذه الصفات وقادرين على الحصول على تأييد واسع من قبل اللبنانيين».

وعن احتمال وجود تدخل خارجي يتم درسه، لفت إلى أننا «في هذه الأيام لسنا في بال الآخرين، لأن لديهم هموماً كثيرة وبالتالي يهمهم أن يتمكن اللبنانيون من حلحلة أمورهم في ما بينهم»، معتبراً أن الفرصة ما زالت متاحة للتوصل الى انتخاب رئيس داخلياً».

وإذ لم يشأ السنيورة وضع سقف زمني لهذه المبادرة، قال رداً على سؤال لـ «الحياة»: «سنستمع من كل الفئات والأطراف التي سنلتقيها من دون استثناء أحد، من هو المرشح القادر على نيل موافقة الأكثرية وسنكون معه».

وقال عضو كتلة «القوات اللبنانية» النائب جورج عدوان: «نطرح المبادرة لأننا وصلنا إلى مأزق في الانتخابات الرئاسية، ولنكن واضحين، إن كنا نريد انتخابات فمن الضروري فتح باب التسوية». وقال: «نطرح التسوية اليوم لأن النار تمتد إلينا ونسمع طروحات عن أمن ذاتي»، مشيراً إلى أن «محاربة التطرّف تكون من خلال الدولة، فكيف نواجه التطرف من دون رئيس».

وعن إمكان التشاور مع «حزب الله» في شأن التسوية، قال: «عندما نفتح باب التسوية فهذا يعني أننا سنتواصل مع الجميع و«حزب الله» لديه كتلة نيابية وموجود في مجلسي النواب والوزراء وسيكون التواصل معه مباشرة».

الرئيس ليس مياوماً

أما وزير الاتصالات بطرس حرب فقال في مداخلته: «بتنا في أزمة وطنية كبيرة جداً تهدد وجود لبنان والنظام السياسي والوحدة الوطنية. نحن لن نتخلى عن تأييد ترشيح الدكتور جعجع إلا أننا وإياه نطلق مبادرة ونفتح الباب أمام التفتيش عن مرشحين من نوع آخر، وترفع بالتالي عملية التحدي عن هذه المعركة.

وأضاف: «هناك طروحات قدمت، وتقضي بأن يكون هناك رئيس انتقالي لمدة سنة أو سنتين، علماً بأن رئيس الجمهورية ليس مياوماً ولا أجيراً جئنا به لنتسلى، بل هو أعلى وأرفع سلطة وقوته تكمن في مدة ولايته. من هنا دعوتنا إلى العودة إلى البرلمان وألا يكون هناك مرشح تحد، ومن ينل الأكثرية فليعلن رئيساً للبنان وكلنا سنعترف به سواء أكنا معه أم ضده».

ولفت عضو كتلة «اللقاء الديموقراطي» النائب مروان حمادة إلى أن لقاء الرئيس سعد الحريري والعماد ميشال عون في باريس كان خطوة في الاتجاه الصحيح لإيجاد، ولو مبكراً، حل لمعضلة السباق على الرئاسة، وعندما دعا الرئيس بري كتلته الى الحضور مع قوى 14 آذار كانت خطوة أيضاً في الاتجاه الصحيح، وحركة الأستاذ وليد جنبلاط شمالاً ويميناً للبحث عن ضوء تصب أيضاً في هذا الاتجاه، لذا هذه المبادرة، تبين أن هناك اتجاهاً مسيحياً منفتحاً على التسوية، وجعجع ليس أبداً خارجاً عنه». وتمنى أن تشمل الاتصالات التي وعد بها الرئيس السنيورة في هذا الاتجاه، الباقين «لنلتق في 23 أيلول هنا، لا لنعد أنفسنا ويقال لنا إن الاجتماع في العام 2015 و2016، بل لننتخب فعلاً رئيساً».

وأعلن عضو كتلة «الكتائب» النائب إيلي ماروني، أن «كل الكلام الذي قيل يعبر عن وجهة نظرنا، اليوم المبادرة رسالة جديدة من 14 آذار لجمهورها ولجميع اللبنانيين».

وفي المقابل، أعلن النائب علي فياض (حزب الله)، رداً على سؤال عن المبادرة أن «لا تعليق، وسندرس الموضوع لنعطي رأينا فيه». أما عضو كتلة «البعث» النائب قاسم هاشم، فلم ير جديداً في المبادرة لكنه أكد أنها «تفتح الباب أمام نقاش وطني للتفاهم على الاستحقاق الرئاسي».