Site icon IMLebanon

14 آذار تُجمع على دعم جعجع للرئاسة حلو يترشّح “ضد الفراغ” ولا ينافس أحداً

 

غداً يوم جديد، بعد انفضاض الجلسة الانتخابية اليوم على لا انتخاب لتعذر حصول أي مرشح على أكثرية الثلثين المطلوبة في الدورة الأولى من الاقتراع، وفقدان متوقع للنصاب في دورة ثانية، بما يحول دون اجراء الاستحقاق، واستمرار هذا التعثر بما يهدد بفراغ في سدة الرئاسة الاولى، إذ أفادت جهات متابعة للاستحقاق الرئاسي ان الاتصالات الفعلية ستبدأ بعد تبلور الجلسة التي لن تفضي الى انتخاب رئيس. وستتوسع بعدها حركة الاتصالات مع السفراء والدول المعنية بالملف اللبناني.

اذاً، المشهد سيكون ديموقراطيا اليوم في ساحة النجمة، النواب يوفرون النصاب القانوني لجلسة انتخاب رئيس جديد للجمهورية، ويختارون بين المرشح الاول الذي أجمعت عليه قوى 14 آذار، رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع، ومرشح “اللقاء الديموقراطي” النائب هنري حلو، والورقة البيضاء التي دعا اليها “التيار الوطني الحر” ومعه قوى 8 آذار.
ومن المؤكد ان قوى 8 آذار ستقترع بورقة بيضاء ويصل مجموعها الى ما بين 56 و58 صوتا. فيما يحصل جعجع على 51 صوتا في الحد الاقصى، او 46 وفق توقعات أقل تفاؤلا، وحصول المرشح هنري حلو على نحو 13 الى 16 صوتا وربما أكثر.

واذا كان عدم الانتخاب هو الابرز في ظل توزع القوى، فإن ثمة مؤشرات يمكن تسجيلها على هامش الجلسة والاتصالات التي واكبتها:
أولاً: توحد قوى 14 آذار التي عقدت اجتماعا استثنائيا في بيت الوسط مساء امس وأكدت بعد التشاور بين كل الأطراف من أحزاب وشخصيات سياسية وقيادات وطنية دعمها ترشيح الدكتور سمير جعجع واعتبرت أن هذا الترشيح يمثل المبادئ التي قامت عليها ثورة الأرز وانتفاضة الاستقلال وقوى 14 آذار.
وقال منسق الأمانة لقوى 14 آذار فارس سعيد لـ”النهار” إثر صدور البيان إن التحالف “أثبت وحدته بصفته مساحة وطنية مؤتمنة على الديموقراطية واحترام المهل الدستورية. والتأييد الشامل لترشيح سمير جعجع لم يكن من منطلق حزبي أو مذهبي، مما يؤكد أن المصالحة الوطنية والشعبية، والتلاقي المسلم – المسيحي العفوي في ساحة الشهداء والحرية – 2005، لا يزالان القاعدة الصلبة لخيارات قوى 14 آذار”.
ثانياً: نجاح الرئيس سعد الحريري في ادارة اللعبة السياسية اذ أدى قرار “المستقبل” الذي تبلغته قيادات 14 آذار ومكوناتها الى عزوف المرشحين الاساسيين في 14 آذار ولا سيما منهم الرئيس امين الجميل والوزير بطرس حرب والنائب روبير غانم عن اعلان ترشيحاتهم، الامر الذي جعل جعجع مرشحا وحيدا لهذه القوى.

ثالثاً: عودة الروح الى “اللقاء الديموقراطي” برئاسة النائب وليد جنبلاط، ومحاولة الاخير توسيع الدائرة الوسطية التي انضم الى تأييد مرشحها الرئيس نجيب ميقاتي والنائب احمد كرامي والنائب نقولا فتوش. وعلمت “النهار” ان جنبلاط نشط ليلا في محاولة لزيادة عدد النواب المؤيدين لحلو الى 15 او 16 صوتا. وهو يأمل بعد جولات من الاقتراع في جذب آخرين للاقتراع لمرشح توافقي.

رابعاً: العلاقات بين حزب الكتائب و”القوات اللبنانية” اكتسبت وضوحا في المرحلة الاخيرة من خلال مبادرة الرئيس امين الجميل الى تسهيل التوصل الى قرار بتأييد جعجع على رغم ان الاخير لم يكن متجاوبا مع طرح الكتائب اعتماد آلية تقضي بالبحث في اعتماد مرشح يستطيع ان يؤمن أصواتا من خارج 14 آذار ومن ثم اعتماد اسلوب انسحاب مرشح لمصلحة آخر على ان يتم تبادل الادوار بعد الدورة الاولى من الانتخابات. وعلم ان جعجع قال لمن اقترح عليه هذا المنهج انه لن يبحث سلفا في استراتيجية انسحابه من المعركة.

حلو
من جهة أخرى، قال قريبون من النائب هنري حلو لـ”النهار” إنه “شخصياً لم يكن في وارد الترشّح”. وهو يخشى “أن يكون الفراغ هو الرئيس المقبل نتيجة الاصطفافات القائمة إزاء الترشيحات، وهو قبل بترشيحه لأن هذا الترشيح يمكن أن يطلق دينامية تكسر الاصطفافات وتؤدي إلى انتخاب رئيس وفاقي حتى لو لم يكن هذا الرئيس بالضرورة هو”.

وأكدوا أن نائب عاليه “لا يطرح نفسه منافساً لأي من المرشحين. فهو يرى أن جميع المرشحين شخصيات لها حضورها وموقعها، ولكل منهم تاريخه الوطني والنضالي الذي يحترمه، وكلّ منهم يمكن أن يشكّل انتخابه قيمة مضافة للبنان. وهو لا يعتبر أنه ينافس الدكتور سمير جعجع أو الجنرال ميشال عون أو أي مرشح آخر، بل هو ينافس الفراغ، وتالياً هو مرشح ضد الفراغ. ثم أنه لم يكن ليقبل بترشيحه لو لم ير فيه مصلحة للبنان. ثمة من يقول إن وليد جنبلاط استعمل هنري حلو وأن ترشيحه مناورة. ولكن، في كل الأحوال، إذا كانت هذه المناورة لمصلحة لبنان، ولتجنيبه الفراغ، فلا يمكن إلا أن يقبل بها حلو، حتى لو كان الأمر يكلفه من رصيده الشخصي”.

سيناريو الجلسة
وفي سيناريو الجلسة التي تعقد ظهرا، ان الرئيس نبيه بري يفتتحها عند حضور 86 نائبا أي لدى اكتمال النصاب المطلوب ويباشر الاقتراع في دورة أولى ثم ثانية وثالثة، الا اذا فقد النصاب فيختم عندها المحضر.
وفي السيناريو ايضا، انعقاد الجلسة من غير ان يفوز أي من المرشحين بالاصوات الكافية. ومن ثم يبادر بري الى ختم الجلسة مما يعني ان انعقادها مجددا سيحتاج الى حضور 86 نائبا على الاقل والى 86 صوتا ليفوز أي من المرشحين. وقد تمسك بري امام من راجعوه اخيرا باعتماد هذا الخيار. وقال متابعون إن قرار 8 آذار حضور الجلسة اليوم بكل مكوناتها تقرر بعد تلقي أعضائها ضمانات أن رئيس المجلس سيبقي على مبدأ ثلثي الاصوات لافتتاح جلسات الانتخاب مهما تعددت.

بري
وردد بري امام زواره أمس أن “كتلتي النيابية ستكون اول من يدخل القاعة وآخر من يخرج منها”. وكرر الموقف نفسه الذي قاله لـ”النهار” السبت الماضي من أن “ثمة فرصة للبننة هذا الاستحقاق لانتخاب رئيس للجمهورية وما يحصل حتى الآن هو معركة منافسة. ولسنا حتى الآن في حاجة الى تدخل خارجي. وسنذهب (في “كتلة التحرير والتنمية”) الى الجلسة من دون أي مرشح وبعدها نبني على الشيء مقتضاه”.