تقول مصادر في 14 اذار أن الرياض ترحّب بترشح الدكتور جعجع الرسمي، وأن أكثر من مسؤول في المملكة ينظرون إلى مواقفه بأنها ثابتة ولم تتأثّر بأي تحوّلات سياسية داخلية أو إقليمية أو دولية لجهة التضامن مع القيادة السعودية وتأييد خطها في المنطقة، كذلك رفضه المشاركة في الحكومة مع «حزب الله»، وذلك خلافاً لمواقف أكثر من فريق محلي كان قريباً من السعودية ثم نهج خطاً سياسياً مضاداً لسياستها في الملفات المحلية والإقليمية وبشكل خاص في الحرب الدائرة في سوريا.
وأشارت المصادر الى أن القيادة السعودية تنظر إلى وصول جعجع إلى الرئاسة كنقطة ايجابية لصالحها، إذ أنه سيعزّز موقع المملكة في المنطقة على مستويين، الأول لجهة إضافة ورقة جديدة في المفاوضات مع إيران والثاني لجهة إعادة تموضع المملكة في مواجهتها مع النظام السوري، إذ سيشكّل الردّ على التقدّم الذي يحرزه النظام عسكرياً في القلمون. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن موقف المملكة بات محسوماً بالنسبة لخصوم جعجع الذين ما زالوا يبحثون عن رضى السعودية وإن كانوا لم يعلنوا موقفاً من ترشح جعجع أو عون، ويعملون على إظهار تملّصهم من الإستحقاق عبر طرح مرشّحين كالنائب هنري حلو من قبل النائب وليد جنبلاط.
والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا الإطار، هل ستذهب المملكة إلى تبنّي ترشّح جعجع وخوض معركته حتى النهاية؟ الإجابة، تقول المصادر في 14 آذار، ظهرت من خلال الحضور النيابي النوعي والكثيف لتيار «المستقبل» في حفل إطلاق الدكتور سمير جعجع لبرنامجه الإنتخابي، الذي أوحى بوجود كلمة سرّ سعودية بالسير في دعم جعجع حتى النهاية.
أما بالنسبة لموقف بكركي، فيوجزها الوزير والنائب السابق عبدالله فرحات، بأن البطريرك بشارة الراعي أبلغ كل الكتل النيابية أن البطريركية المارونية ضنينة بإجراء الاستحقاق في موعده مهما كلّف الأمر، وأن الاهتمام يتركّز على الانتخابات وليس على المرشّح، إذ لا يجوز أن تنشأ سابقة دستورية تتمثّل بإدارة الشأن العام في حال الفراغ على مستوى الرئاسة الذي قد ينعكس سلباً على الوضع المسيحي بشكل عام، وعلى دور المسيحيين كمركّب أساسي في الصيغة اللبنانية، كما أنه يزعزع الثقة بالدولة ومؤسّساتها ويكرّس حال الاهتراء فيها. وكشف فرحات أن كل من يعتقد أن البطريرك الراعي يحدّد أسماء المرشحين هو مخطئ لأن الراعي يحذّر من الفراغ الرئاسي، ويحاول إيصال رسالة واضحة إلى الزعماء غير المسيحيين بأن الموضوع يعنيهم مباشرة وليس كما يدّعي البعض منهم بأن الاستحقاق مسيحي بامتياز ويجب أن تتم مقاربته داخل صفوف المسيحيين فقط. فرئاسة الجمهورية هي المؤسّسة الوطنية الأعلى والأكثر حساسية في الداخل والخارج، ولا يجوز اعتبارها مسألة مسيحية بل أنها مسألة وطنية يتحمّلها كل اللبنانيين من دون استثناء.