الفراغ الرئاسي الى الأمام سرّ والاتصالات والمساعي بين المعنيين الى الوراء درّ، ذلك هو الواقع السياسي الراهن في سياق المعطيات التي لا تشي بانتخاب رئيس عتيد للجمهورية في المرحلة الراهنة لجملة اعتبارات وظروف، وبالتالي يبقى الفراغ او بدعة الشغور يطغي على هذه المرحلة الحبلى بالتطورات المتسارعة وحيث للبنان في كل عرس قرص وامام كل استحقاق اقليمي مشكل وصدامات داخلية وانقسامات سياسية، وبالتالي فان المتابعين لمسار الاستحقاق، لا يرون الظروف الحالية متاحة وان الاستحقاق الرئاسي قد حان قطافه في وقت قريب وكما يقال عن الفاكهة في مراحل تكوينها لا يزال «أعجر».
في هذا السياق تشير اوساط في فريق 14 اذار الى ان البعض بدأ يحلل باتجاهات متعددة، عندما تنامى اليه عن زيارة قريبة لوزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف الى السعودية تلبية لدعوة وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل، ولكن وفق المعطيات المتداولة ليس هنالك من تقارب بمعنى التحالف وتســوية الملفات العالقة من البحرين الى اليمن والــعراق وسوريا وهنا لب المشكلة حــيث للسعودية موقفها الواضــح في ادانة دعــم طــهران للنظام السوري وايضا قتال حزب الله الى جانب النظام اي هنالك سلسلة تراكمات وخلافات لن تحل بسهولة او تجري تسويتها بمجرد زيارة في حال حصولها وان كانت تخفف التوترات وتحد من حجم الخلافات ما بين الرياض وطهران.
واكدت اوساط 14 آذار ان المملكة لها دورها وحضورها وسجلت مؤخراً سلسلة محطات يجب التوقف عندها من زيارة الرئيس الاميركي باراك اوباما الى الرياض وما جرى بعدها من متغيرات في الموقف الاميركي تجاه ما يحصل في سوريا وان كانت طفيفة وليست بحجم المأساة القائمة في ذاك البلد، تالياً جولة ولي العهد السعودي الامير سلمان بن عبد العزيز الى الصين واليابان وباكستان ودلالاتها السياسية وغيرها، كذلك التعيينات التي اقدم عليها الملك عبدالله بن عبد العزيز على صعيد بعض المواقع والتي جاءت في منتهى السلاسة ما أذهل الكثيرين جراء هذه الخطوات الهادئة والمدروسة.
من هذا المنطلق، فان لبنان تضيف الاوساط في 14 آذار يبقى على سكة الانتظار الى حين تبلور معطيات عديدة من شأنها معرفة ماهية الاستحقاق الرئاسي، دون إغفال ان الدور السعودي تجاه لبنان قائم على اعلى المستويات والذي ترجم مؤخراً بسلسلة اجراءات بالغة الاهمية ابرزها المكرمة السعودية السخية للجيش اللبناني والتي كانت عاملاً اساسياً نحو ولوج الاستقرار عبر دعم المؤسسة العسكرية، اضافة الى زيارة رئىس الحكومة تمام سلام لجدة وتأكيد المسؤولين السعوديين على استمرار دعمهم للبنان، كذلك ما يقوم به السفير علي عواض عسيري من حراك لتقريب المسافات بين الافرقاء اللبنانيين تحت عنوان الاستقرار وتجنب اطالة الفراغ دون اي تدخلات او تأييد مرشح على حساب آخر وترك الأمور للبنانيين لاختيار مرشح يتوافقون عليه. من هذا المنطلق الامور تسير حالياً في هذه الاتجاهات لكن لا شيء يوحي بقرب انتخاب رئىس عتيد للجمهورية حيث الانقسام حول التشريع وعدمه قائم وأيضاً حول ما يحصل في سوريا ويوم انتخاب السوريين في السفارة في اليرزة عمّق هوة الخلافات، وبمعنى آخر الاوضاع تزداد تعقيداً الى أن تقفز للواجهة اعجوبة ما نتاج حلول اقليمية قد تحرّك المياه الراكدة وتفضي الى تسوية وبالتالي وصول رئيس الى قصر بعبدا.