IMLebanon

15 ـ 16 شباط 2005

من 14 الى 14 

في اليوم التالي لاغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، في 15 شباط 2005 تقاطرت الجماهير الى دارته في قريطم، وزحف لبنان من أقصاه الى أقصاه لوداع الشهيد، فتأكّد التلاقي الإسلامي-المسيحي الذي كان البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير حريصاً عليه.

اتّهم رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط «السلطة بأنها أحلّت دم المعارضة، وبأن نظام الإرهاب المدعوم من سوريا نفّذ جريمة اغتيال الرئيس الحريري».

دعا «لقاء قرنة شهوان» إلى قيام «حكومة انتقالية تتولى الإشراف على الخروج الكامل للجيش السوري من لبنان». 

في المقابل، رفض كل من وزيري الداخلية سليمان فرنجية والعدل عدنان عضوم التحقيق الدولي.

طُرحت جريمة اغتيال الرئيس الحريري على الصعيد الدولي، فأصدر مجلس الأمن الدولي بياناً رئاسياً دعا إلى «تقديم مرتكبي الحادث الإرهابي البغيض ومنظّميه ورعاته إلى العدالة».

ضرب اللبنانيون موعداً مع الرئيس الشهيد في 16 شباط 2005 ليُحمل على الأكتاف ورفاقه الأبرار في مأتم شعبي. انطلق موكب تشييع الشهداء في العاشرة قبل الظهر من دارة الرئيس الشهيد في قريطم سيراً على الأقدام حتى جامع محمد الأمين في وسط بيروت ليدفن في حرم المسجد.

في 16 شباط 2005، لبنان، بمسلميه ومسيحييه، بأطفاله ونسائه ورجاله، بأجراس كنائسه وأصوات مآذنه، شيّع الرئيس الشهيد ورفاقه إلى مثواهم الأخير في مسجد محمد الأمين، فرافقه مليون لبناني سيراً من قريطم حتى وسط بيروت.

انتهى توضيب النعوش الثمانية في السابعة والنصف صباحاً في مستشفى الجامعة الأميركية. ملفوفاً بالعلم اللبناني ومحمولاً على الأكتاف دخل الرئيس الشهيد دارته في قريطم للمرة الأخيرة. 

في الداخل، تحلّقت العائلة المفجوعة حوله لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة عليه. الوداع الأخير استمر ثلاثة أرباع الساعة فقط، حُمل بعدها النعش مجدداً على أكتاف أبنائه الى سيارة الإسعاف التي تقدّمت مسيرة التشييع الى المثوى الأخير في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت.

كانوا مليوناً وأكثر في وداعه، وكانت البلاد مقفلة. صور الرئيس الشهيد ارتفعت الى جانب العلم اللبناني. على مدى أكثر من ثلاث ساعات اخترق موكب التشييع بمشقة شوارع بيروت، كان يستقبله الأهالي من على الشرفات بالأرز والعِطر والورود.. والصراخ والبكاء والدموع وحالات الإغماء: «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله». وأمام الضريح انحنى الجميع وفاء لروح الرئيس الشهيد.

دولياً، كشف مساعد الأمين العام للأمم المتحدة تيري رود لارسن أنه حذر الرئيس رفيق الحريري من وجود «خطر شديد جداً لحدوث عنف واغتيالات» خلال لقائه به على مأدبة عشاء يوم الخميس في 10 شباط 2005». 

ووسط الصورة الدولية والعربية واللبنانية، قال السفير السوري لدى بريطانيا سامي الخيمي إن «بلاده تنوي إجراء إعادة انتشار جديدة لقواتها في لبنان قريباً في خطوة قد تؤدي الى الانسحاب الكامل».

وتوقع العماد ميشال عون «أن تكون 2005 سنة تحرير لبنان»، وأكد في حديث له أنه «لا يشك أبداً في تورط سوريا في الاعتداء الذي أودى بحياة الرئيس الشهيد رفيق الحريري».