IMLebanon

166 شهيدا و 1100 جريح وحماس ترفض المبادرة المصرية وعباس يطلب حماية دولية

 تصدت المقاومة الفلسطينية لعملية توغل من البحرية الاسرائيلية  في شمال غزة ليل السبت الاحد للمرة الاولى منذ بدء الهجوم على القطاع غداة يوم كان الاكثر دموية منذ بدء العملية الاسرائيلية التي اسفرت عن مقتل 166 فلسطينيا حتى الآن.  وفيما رفضت حركة حماس مبادرة مصرية للتهدئة ،  اعلنت منظمة التحرير الفلسطينية انها ستطلب حماية دولية للشعب الفلسطيني وقالت الاذاعة الاسرائيلية ان هذا التوغل القصير استهدف موقعا لاطلاق الصواريخ في شمال قطاع غزة، وذلك بعد ساعات على اعلان حركتي حماس والجهاد الاسلامي عن اشتباك مسلح وقع بين مقاتليهما ووحدة خاصة من البحرية الاسرائيلية قرب شاطئ بحر منطقة السودانية شمال غرب مدينة غزة. وقال ناطق عسكري اسرائيلي بعد ذلك ان اربعة جنود اصيبوا بجروح طفيفة خلال الهجوم.

وفي مؤشر الى استعدادات لتدخل بري، ارسلت عشرات الدبابات الاسرائيلية الى حدود قطاع غزة، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. وقد تم استدعاء ثلاثين الفا من جنود الاحتياط.

وقال الناطق باسم الجيش الجنرال الموز موتي «نستعد للمراحل المقبلة من العملية لتتمكن القوات من الدخول على الارض».

وفي آخر هذه الغارات، اعلن اشرف القدرة المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة صباح امس  «استشهاد ليلى حسن العودات واصابة اربعة آخرين في استهداف منزل بالمغازي». كما اعلن وفاة هيثم اشرف زعرب (21 عاما) «متأثرا بجراحه جراء استهداف في رفح «. وكان القدرة اعلن قبل ذلك مقتل فتى فلسطيني في غارة جوية استهدفت منزلا في شمال القطاع. وقال ان «الطفل حسام ابراهيم النجار (14 عاما) استشهد جراء قصف من طائرات الاحتلال على منزله في جباليا شمال القطاع. وبعيد ذلك اعلن مصدر طبي فلسطيني مقتل امرأة تبلغ من العمر 44 عاما وجرح ستة اشخاص آخرين في غارة جوية اسرائيلية استهدفت منزلا في بلدة الزوايدة جنوب قطاع غزة.

واعلنت شرطة غزة ان 17 غارة جوية استهدفت القطاع بين الساعة الرابعة والساعة الخامسة (الساعة 1,00 والساعة 2,00 بتوقيت غرينتش). وقتل 56 فلسطينيا السبت في الغارات الاسرائيلية بينما توفي اثنان من الجرحى هما طفل وسيدة في الثالثة والسبعين من العمر متأثرين بجروح اصيبا بها في بداية الهجوم الاسرائيلي الثلاثاء. وبين القتلى نضال وعلاء ملش وهما من ابناء شقيقة لاسماعيل هنية قائد حركة حماس وامرأتان مقعدتان سقطتا في الغارة على دار لذوي الاحتياجات الخاصة السبت.

واسفرت اعنف غارة اسرائيلية السبت عن سقوط اكثر من عشرين قتيلا، استهدفت منزل قائد الشرطة اللواء تيسير البطش وهو من قادة حماس، في حي التفاح في مدينة غزة بجوار مسجد الحرمين بعد صلاة التراويح. وقال القدرة ان «بين الشهداء اطفالا ونساء ومسنين»، موضحا ان خمسين شخصا على الاقل جرحوا في هذه الغارة بينهم اللواء البطش وحاله خطيرة جدا، وفق مصدر طبي. وقال القدرة ان حصيلة ضحايا الغارات الاسرائيلية على القطاع منذ ان بدأت الثلاثاء ارتفعت الى 166 قتيلا فلسطينيا و1100 جريح. واكد الجيش الاسرائيلي انه طلب من سكان شمال قطاع غزة «مغادرة منازلهم حرصا على سلامتهم»

600 صاروخ على اسرائيلومنذ الثلاثاء اطلق حوالى 600 صاروخ على الدولة العبرية تصدت منظومة القبة الحديدية لنحو 140 منها قبل سقوطها.

وقالت مصادر إسرائيلية إن عدة صواريخ سقطت صباح  امس على مناطق وسط إسرائيل، أبرزها مطار بن غوريون وأطراف مدينة تل أبيب وعسقلان وبئر السبع، بينما استقبل مستشفى برزلاي في عسقلان 17 مصابا إسرائيليا من الصواريخ التي سقطت في المدينة ومحيطها. وأشارت المصادر إلى أن منظومة القبة الحديدية قد اعترضت البعض منها، ودوّت صفارات الإنذار أكثر من مرة في العديد من البلدات والمدن جنوب إسرائيل، بينما أعلن عن إغلاق مطار سدي دوف في تل أبيب. وأفادت صحيفة «معاريف» الاسرائيلية عن هجوم صاروخي من غزة على جميع مدن الساحل حتى نهاريا شمالا. من جهتها ، قالت كتائب عز الدين القسام -الذراع العسكرية لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها فجرت دبابة إسرائيلية من نوع ميركافا بالقرب من موقع زكيم العسكري شمال قطاع غزة السبت.  وأكدت كتائب القسام إصابة الدبابة بشكل مباشر، ما أدى إلى تدميرها.

حماس ترفض

ويأتي استمرار الغارات الإسرائيلية فيما رفضت حركة حماس مبادرة مصرية للتوصل إلى تهدئة بينها وبين إسرائيل. وقال القيادي في الحركة أسامة حمدان، إن عدة أطراف تجري اتصالات بين إسرائيل وحركته لتثبيت التهدئة، إلا أن الاتصالات لم تفض بعد لمبادرة ناضجة. وحسب مصادر فلسطينية، فإن حماس رفضت مبادرة مصرية واعتبرتها إجحافا بحقها، لأنها لم تشر إلى رفع الحصار الإسرائيلي عن غزة، ولم تشر حتى إلى تعهد مصري بإعادة فتح معبر رفح البري وأن المبادرة المصرية تدعو للعودة لتفاهمات التهدئة في عام 2012 فقط.

حماية دولية

من جانبه ، قال عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات إن اللجنة السياسية المنبثقة عن القيادة الفلسطينية اتخذت جملة من القرارات، أهمها طلب البدء بدراسة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني، يأتي ذلك مع تكثيف المساعي للوصول إلى اتفاق للتهدئة.

وقال عريقات إن هذه القرارات ستطرح في اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم ، ومن أهمها أن يوجه الرئيس محمود عباس رسالة إلى الأمين العام للأمم المتحدة لطلب البدء بدراسة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني بعدما أصبح الحديث عن فرض الوصاية غير متوافق مع وضع فلسطين كدولة مراقب غير عضو في المنظمة الدولية، وفقا لعريقات.

وأضاف عريقات أن من بين الاقتراحات التي ستطرحها اللجنة السياسية اقتراحا بتشكيل لجنة عربية للحديث مع سويسرا بصفتها الدولة الحاضنة لاتفاقيات جنيف والمقرر الإضافي.

كما قررت اللجنة السياسية بعد اجتماعها  في رام الله برئاسة الرئيس محمود عباس ترتيب نقطة على جدول الأعمال بشأن ميثاق إزالة كافة أشكال التمييز العنصري

مجلس الامن

من جهته ، دعا مجلس الامن السبت اسرائيل وحركة حماس الى وقف اطلاق النار و»احترام القوانين الانسانية الدولية خصوصا حول حماية المدنيين». وفي بيان صدر بالاجماع، دعت الدول الـ15 الاعضاء في المجلس الى «نزع فتيل (التوتر في قطاع غزة) وعودة الهدوء واعادة ارساء وقف اطلاق النار (الذي اعلن) العام 2012». واعربت الدول الاعضاء عن «قلقها البالغ ازاء الازمة المرتبطة بغزة وحماية المدنيين لدى الجانبين» الفلسطيني والاسرائيلي. واكدت «دعمها لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين بهدف التوصل الى اتفاق سلام شامل يقوم على حل الدولتين».

ومساء، وسعت إسرائيل دائرة القصف المدفعي لشمال ووسط وجنوب قطاع غزة، وذكرت «سرايا القدس» انها قصفت للمرة الاولى مدينة نتانيا شمالي تل ابيب.

صاروخ من سوريا

وفي تطوّر لافت، أعلن عن إطلاق صاروخ من سوريا على إسرائيل من دون ذكر تفاصيل عن الجهة المنفذة.

وطالب زعيم «حركة الجهاد الاسلامي» رمضان شلح حركة «فتح» بانتفاضة ثالثة لوقف العدوان الاسرائيلي على غزة.