IMLebanon

17 ـ 18 شباط 2005

من 14 الى 14 

بعد ثلاثة أيام على استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ازداد المشهد اللبناني تماسكاً. وصل اللبنانيون الليل بالنهار، وتحوّل موقع الضريح الى مزار ومحجّة لأبناء الوطن من كلّ طوائفه، لتختلط قراءة الفاتحة مع رسم شارة الصليب. مشهد وحدة وطنية حول الرئيس الشهيد، يختزن كل معاني التمسك بالاستقلال والحرية والديموقراطية..

كان المواطن عبد الحميد غلاييني لا يزال في عداد المفقودين حيث لم تتمكن فرق الانقاذ من العثور على أي دليل يحدد مصيره. 

اعتبرت كتلة «قرار بيروت» أن «مسيرة التشييع استفتاء شعبي واضح يؤكد لا شرعية السلطة وسقوطها أمام الشعب اللبناني وأمام العالم أجمع». 

من أمام الضريح، قال رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط «ليرحلوا عنا وليذهب النظام المدعوم من سوريا الى الجحيم». 

رأى الأمين العام لـ«حزب الله» أن «المستفيد الأول من أي فتنة وأي انقسام هو إسرائيل». 

على المستوى الدولي، وجهت مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي من الحزبين الجمهوري والديموقراطي رسالة الى الرئيس بوش تطالب بفرض عقوبات أقسى على سوريا في ضوء اغتيال الحريري.

على صعيد آخر، وعلى نحو مفاجئ أعلن في عمان إلغاء زيارة لوزير الخارجية الأردني هاني الملقي الى دمشق المقررة بعد أقل من أربع وعشرين ساعة من إعلانها، قيل إنها كانت «في إطار محاولة أردنية لنزع فتيل أزمة تلوح في الأفق بعد أن استدعت واشنطن سفيرتها لدى سوريا غداة اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري».

في اليوم التالي، أي في 18 شباط 2005، رفعت المعارضة اللبنانية، الى مستوى غير مسبوق، سقف المواجهة مع «السلطتين اللبنانية والسورية» للرد على ما سمّته «الإجرام الذي تمارسه» هاتان السلطتان. وقررت سلسلة تحركات محلية وخارجية وضعتها تحت خانة عنوان بيانها «إعلان انتفاضة الاستقلال»، بعدما اعتمدت اللونين الأحمر والأبيض رمزاً لتحركها.

دعت المعارضة، التي انضم اليها «التيار الوطني الحر» بُعيد اغتيال الرئيس الشهيد، الى خروج الجيش السوري من كل البلاد قبل إجراء الانتخابات النيابية المقررة في النصف الثاني من نيسان المقبل.

وتقرر في اجتماع «بريستول ـ 4» ألا يستقيل نواب المعارضة «لئلا تبقى الساحة الديموقراطية فارغة»، على أن يكون توجه هؤلاء الى المجلس النيابي لمناقشة «مسلسل الاغتيالات».

وسط هذه الصورة، انتقلت عائلة الرئيس الحريري الى مجدليون لتتقبل التعازي، بعد أن توافد خلال الأيام الأربعة الأخيرة الى دارته في قريطم عشرات الآلاف للتعزية. 

طالبت «حركة التجدد الديموقراطي» بتشكيل لجنة تحقيق دولية تضع يدها على جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه ومحاولة اغتيال النائب مروان حمادة وإعلان نتائج هذا التحقيق ومحاسبة المرتكبين.

وأفادت مصادر ديبلوماسية بارزة أن لبنان طلب رسمياً من سويسرا إيفاد خبراء في مجالي المتفجرات والحمض النووي للمساهمة في التحقيقات الجارية في شأن الكشف عن الضالعين في جريمة اغتيال الرئيس الحريري. 

وتابع المجمع الإنجيلي صحة الوزير باسل فليحان ودعا إلى الابتعاد عن الانفعالات. 

وأعلن وزير السياحة فريد الخازن استقالته من الحكومة «انسجاماً مع اقتناعاتي وتحملاً لمسؤولياتي الوطنية»، معتبراً «ان الحكومة الحالية غير قادرة على معالجة الأوضاع الخطيرة في البلاد».