Site icon IMLebanon

سيعود لبنان قوياً ومُزدهراً 

 

 

بعد 14 شهرا من عدوان وحرب استعمل فيهما العدو الاسرائيلي احدث انواع الاسلحة الثقيلة، والطائرات الحربية الاميركية الصنع، والصواريخ الخارقة والقنابل الثقيلة، لكن مهما حصل، فان لبنان سيعود قويا ومزدهرا.

 

بداية الامر، اذا كنا نريد ان نفكر وطنيا، يجب ان نسارع الى انتخاب رئيس جمهورية، فور اقرار الاتفاق على قرار ال 1701 وتنفيذه ، وتثبيت وقف اطلاق النار في جنوب لبنان، وعلى مستوى لبنان كله.

 

ونحن اذا نظرنا الى العالم والشخصيات الهامة فيه، فلنبدأ بالسيد جوزيف بوريل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي، الذي كان في بيروت منذ ايام، واعلن دعم الاتحاد الاوروبي الكامل للشعب اللبناني، وان الاتحاد الاوروبي يقف الى جانبه. وكان سبق ذلك منذ اسبوعين مؤتمر دولي حصل في باريس وجمع مليار دولار، منها 200 مليون يورو للجيش اللبناني كدفعة اولى، لاعادة بناء جيشنا الوطني وتسليحه ليقوم بمهامه، كما صرح السيد بوريل الذي لا تستقبله «اسرائيل»، لانه اتخذ مواقف ضد سياسة الابادة الجماعية في غزة وضد قصف لبنان بهذا الشكل.

 

بوريل مصرّ على ان الاتحاد الاوروبي جاهز لدعم لبنان ديبلوماسيا ومعنويا وماليا، رغم ان «اسرائيل» تحارب هذا المسؤول الديبلوماسي العالمي الهام.

 

كما ان صندوق النقد الدولي صرح عبر الناطق باسمه، انه جاهز للمشاركة في اعادة نهضة لبنان ماليا، وانه يجب اعادة المؤسسات الوطنية اللبنانية، وبخاصة المالية والاقتصادية كي تنتظم، من اجل ان يساهم صندوق النقد الدولي في خطة تدعم لبنان ونهوضه في المجال المالي والاقتصادي.

 

وفي الوقت ذاته، فان البنك الدولي جاهز لمساعدة لبنان، شرط ان يقرر المسؤولون في لبنان مساعدة انفسهم، ومساعدة الشعب اللبناني ومساعدة لبنان، واذّاك فلدى البنك الدولي خطة جدية لاعادة دعم لبنان بقروض هامة مالية من اجل خروجه من ازمته الكبيرة على الصعيد الاقتصادي والمالي.

 

وننتقل الى ما جاء من مكتب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، عن برقية تلقاها من رئيس وزراء جمهورية الصين، حيث يعلن رئيس وزراء الصين دعمه للبنان، واستعداد بلاده لتقديم هذا الدعم.

 

ولا بد ان يحضر لبنان نفسه والمسؤولون فيه والمؤسسات للتفاوض مع الصين لاحقا، لان الصين قادرة على مساعدة لبنان في مشاريع كثيرة، حتى ان «اسرائيل «استعانت بجمهورية الصين من اجل توسعة مرفأ حيفا واعادة تحضيره كي يكون مرفأ كبيرا وقادرا على المشاركة في التجارة الدولية بشكل كبير.

 

اما الطاقة الكبيرة التي يملكها لبنان، فهي موقعه على البحر الابيض المتوسط، في موقع جغرافي فريد في نوعه، يطل على اوروبا الغربية، ويتصل باطراف آسيا الوسطى وكامل الشرق الاوسط.

 

كما ان لدى لبنان طاقة كبيرة من الغاز والنفط لم يتم العمل على استخراجها جديا، بل ما جرى محاولة استخراج للغاز في مربع رقم 9 في جنوب لبنان كان فوسفوريا، فانسحبت شركة «توتال» بشكل دراماتيكي، دون توضيح الامر جديا .

 

ان لدى لبنان 10 مربعات او 9 مربعات لاستخراج الغاز، واذا نجح الاستخراج في 5 مربعات، يكون هذا الامر كافيا لاستنهاض الاقتصاد اللبناني والوضع المالي اللبناني كاملا. كذلك على الاراضي اللبنانية يوجد آبار نفطية يمكن استخراجها.

 

وقد تحدثت شركات كثيرة وخبراء نفط عن هذه الآبار، وانها ذات امكانات هامة لاستخراج ملايين البراميل منها، اذا جرى العمل جديا مع شركات دولية لاستخراج النفط من الاراضي اللبنانية.

 

اما الطاقة الاهم من الغاز والنفط والموقع الجغرافي، فهي الشعب اللبناني المغترب، الذي يتوق الى الاستثمار في لبنان، والى ان يرى في لبنان استقرارا ومؤسسات رسمية وعامة وخاصة تعمل في ظل القانون، وان يكون في لبنان عدالة وقضاء مستقل، وهذه طاقة المغتربين قادرة ان تشعل اقتصاد لبنان نهوضا وبقوة كبيرة.

 

وتقدر الرساميل التي يملكها المغتربون باكثر من مئات المليارات من الدولارات. ولا يشترطون الا دولة عدالة ودولة قانون وانهاء الفساد في الدولة اللبنانية، ذلك ان الفساد هذا المرض المستشري في لبنان، يدمر كل طاقة البناء وطاقة العمران وطاقة اعادة مؤسسات الدولة الى عملها السليم.

 

لقد انهار لبنان بفعل الفساد، وبفعل قسم من السياسيين وما يسمى منظومة سياسية ارتكبت الفحشاء وصرفت المال العام والمال الخاص. فلا اموال للمودعين، ولا اموال عامة بقيت في حسابات الدولة، ولذلك يجب انهاء حالة الفساد التي استشرت في لبنان بشكل كبير ومن جذوره، كي يتم العمل على اعادة عمران لبنان من جديد، وعندئذ يمكن ان يكون لبنان قويا وغنيا ومستقرا بشكل كبير.

 

لقد خسر لبنان اكثر من مليون مغترب، وكلهم من الطاقات الهامة والقوية فكريا وعلميا، ومن خيرة الشباب والشابات. وهم جاهزون لتأسيس شركات لهم في لبنان من جديد، والعمل بكل طاقاتهم من اجل اعطاء لبنان خيرة ما يعلمون وخيرة ما درسوا وخيرة خبرتهم في مجتمعات الخارج.

 

 

لكن يجب ان تقوم دولة فعلية وسليمة تفتح لهم المجال من اجل العمل في بلادهم ووطنهم،لانهم ما زالوا يحبون لبنان وطنهم قبل المجتمعات التي انخرطوا فيها، لكن لديهم حنين كبير لهذا الوطن الذي لا بديل عنه وهو لبنان.