“جبران تويني لم يمت” لم يكن مجرد شعار، فأنا أشعر بقوة وجوده وكلامه ومحبة الناس له أينما ذهبت.
ولد عام 1957، لكنه سيبقى الى الأبد كما وعد في قسمه، إذ يتلازم مع لبنان الأرز الصامد الذي تحدث عنه الكتاب المقدس.
اليوم في الذكرى التاسعة لاستشهاده، ننشر المقالات الكاملة لجبران تويني منذ عام 1979 في “النهار العربي والدولي” الى المقال الأخير قبل الشهادة.
قرأت مقالاته فعشت معه في كل فاصلة من حياته الصاخبة. لم يهدأ، ثورته كانت دائمة وأحلامه كبيرة، ربما أكبر من وطن لم يحتمل ابناءه، ولا وثق بأحلامهم، ولا أعطاهم الفرصة الكافية.
وإزاء هذا الواقع الأليم استسلم البعض، وهاجر البعض الآخر، وصمد آخرون، هم الأكثرية. البعض حالياً يعتبر ان وجود رئيس للجمهورية غير ضروري، كما الانتخابات النيابية يمكن أن تؤجل.
آخ يا جبران كم كنت تكره هذا التمديد الذي يقوّض الدولة، ويا ليتك ترى كيف اصبحت الدولة مشلّعة ما بين فراغ وتمديد.
في كل حال، هذه الذكرى ليست لإعلان اليأس، فشهادتك تثمر ثورة وأملاً بلبنان جديد. وأنا أكيدة انه مهما حصل، ومهما طال الوقت، سيأتي يوم الانتقام الكبير لك.
والانتقام لك يكون ببناء دولة حقيقية، وبالبقاء في لبنان، وبفرض كلمتنا، كلمة الحق والعدالة، والقول للجميع إن الأرض أرضنا، والوطن وطننا، والانتقام لك يكون بمشاريع جديدة كبيرة كأحلامك، وبإبقاء الصحافة اللبنانية حرة، أو بالمحافظة على ما تبقى من إرث صحافي حضاري يُنتهك كل صبح ومساء. كل هذا ننفذه مع شباب وجهتهم العلم وثقافتهم الانفتاح وشعارهم القسَم.
بعد 9 سنوات، أؤكد لك يا جبران أنك لم تمت ولن تموت لأنك مزروع في كل لبناني يحب وطنه.
وستبقى كلماتك الهادرة الى أبد الآبدين.