IMLebanon

١٩٧٥ – ٢٠١٦ ؟

مع اشتعال الحرب السورية قبل خمس سنوات بدأت ذكرى 13 نيسان 1975 اللبنانية تتخذ توهجا مختلفا محفوفا بخشية كبيرة من التحاق لبنان بالزلزال الاقليمي المتفجر . ولا نبالغ إن اعترفنا كلبنانيين اننا حتى الساعة لا نصدق اننا تجاوزنا أسوأ كوابيسنا الناشئة عن انعدام ثقتنا بأنفسنا في منع تمدد اللهيب مجددا الى لبنان. حصل ذلك على رغم كل شيء الى حدود يغالي معها كثيرون في الحديث عن ” أعجوبة ” في البلد الذي كانت صورته النمطية انه الأكثر قابلية للاشتعال فاذا به يفاجئ العالم انه اسقط هذه الوصمة عنه. نبرز ذلك عشية الذكرى الـ 41 لاندلاع الحرب في لبنان لا تباهيا سخيفا فيما نحن في عز مآزق وأزمات وقطوعات اين منها حرب مقنعة، ولا تعويضا عن لبنان حضاري يبدو كأنه انتهى وأنهار وحل مكانه تراكم مرعب من البشاعات، وانما فقط من باب يحق لنا كلبنانيين ان نطل منه لننتزع حقاً تاريخيا. هو الحق في الاثبات ان الطبيعة الطائفية للبنان ليست ولم تكن في أساس منع قيام دولة طبيعية تحمي نسيج لبنان بدليل تجربتين. تجربة جمهورية 1943 وتجربة التعايش الشاق والشديد الخطورة مع الحرب السورية الراهنة. مهما تفنن الكثيرون في شيطنة جمهورية 1943 وحتى في المحق من محاكمات لحقت بها وبما اصطلح على تسميته المارونية السياسية ، فان ثابتا لا يرقى اليه شك هو ان العامل الفلسطيني آنذاك كان قاطرة اساسية لجر لبنان الى الأتون المشتعل في مزيج بدأ ب” حروب الآخرين على أرض لبنان ” لينتهي بالحرب الأهلية. ومهما تفنن آخرون الآن في اسقاط أهلية اللبنانيين عن اعادة ترميم النظام الدستوري فحسبنا ان نتمسك ببارقة في آخر النفق من خلال عامل واقعي هو ان لبنان نجا من اشتعال قبلي ومذهبي وطائفي محقق. لبنان يضم مخزونا من مليون ونصف مليون لاجئ سوري ونصف مليون لاجئ فلسطيني الى كل فائض الازمات ولا تنشب حرب فيه فان الامر يشكل مدعاة لاعادة النظر في الصورة النمطية الموروثة من 13 نيسان. نقول ذلك بصراحة لنطمئن أنفسنا كلبنانيين أولا ولنستعيد بعضا من ثقة منهارة تماما امام أهوال اليوميات التي تحاصرنا. مع ذلك لن نتجرأ على مزيد من التباهي الفارغ ، فالسيف لا يزال مسلطا، واندثار الجمهورية هو خطر اكبر من ان يرده صمود امام أخطار الانفجار الأمني. واذا كانت تجربة الصمود امام محاولات إشعال لبنان نجحت حتى الآن بفعل قرار دولي ونضج داخلي فان ذلك لن يدرأ الخطر نهائيا ما لم تقم جمهورية برأس على بلد بات ثلث المقيمين فيه من اللاجئين ومعظم ابنائه الصامدين يشارفون كل أنواع الانهيارات .