Site icon IMLebanon

2 – 3 “خيارات”: التنحي أو الكونفيديرالية أو التقسيم

تضمنت معلومات الشخصية الأميركية الثانية المتابعة الموضوع السوري من زمان، إلى ما نشِر في “الموقف هذا النهار” يوم أمس، “أن الرئيس بشار الأسد يعتقد أنه يستطيع الربح أي الانتصار. لكنه يعرف ونحن نعرف أن انتصاره إذا تحقق يعني استعادة السيطرة على عدد من المدن الكبرى والرئيسية وتجاهل الأرياف في معظم الاتجاهات. وهذا ما فعلته روسيا يوم كانت تحارب الثوار المسلمين السنّة في الشيشان”. وتضمنت أيضاً اعتقاده أن في إمكانه تخطي سياسة الحد الأدنى التي تنتهجها بل تمارسها أميركا أوباما حيال بلاده. لكن الفرق الذي لا يعرفه الأسد أو يتجاهله هو أن الانتفاضة على روسيا لم تنعم بدعم خارجي كبير، في حين أنه متوافر للمعارضة السورية وبحجم كبير رغم عدم تنظيمه وعشوائيته. لذلك فان الصراع في سوريا سيستمر. وقد يكون على أوباما أن يغيِّر سياسته السورية أو يعدِّلها وخصوصاً بعدما بدأ يصرف وقتاً أكثر على السياسة الخارجية، إذ لم يعد في استطاعته إلاّ إنجاز القليل على الصعيد الداخلي”.

وتضمنت معلومات وتحليلات تلقيتها في حزيران الماضي من شخصية أميركية ثالثة مهتمة بسوريا والمنطقة ومتابعة لتطور الأوضاع فيهما “أن المفاوضات مع الأسد لن تبدأ في وقت قريب لأن من شأنها وبكل موضوعية أن تنهي النظام السوري. وأسباب ذلك كثيرة، منها “فوز” الأسد في الانتخابات الرئاسية التي أجراها أخيراً، وثبوت حقيقة أن روسيا وإيران ستستمران في دعمه بالمتطوعين (وخصوصاً إيران) وبكل أنواع الأسلحة الفتاكة والقاتلة، وزيادة التوتر الفعلي بين أميركا أوباما وروسيا بوتين. ويعني ذلك أن الصراع سيحتدم وأن الحرب ستتصاعد. لكن يبدو أن الرئيس الأميركي بدأ يدرك أنه أخطأ في رد فعله الأولي على أحداث سوريا. وهو يتحرك الآن لمساعدة المعارضة المنظمة عسكرياً داخلها، بعد التدقيق في طبيعة عملها وانتماءاتها، تلافياً لأن يفيد من ذلك أطراف آخرون معادون لبلاده ولكل ما تمثّله كما لحلفائها في المنطقة. وقد بدأ، استناداً إلى معلومات من مصادر إعلامية وجهات أخرى، التشاور بهدوء مع أعضاء في الكونغرس حول قضايا تتعلق بالتعاطي مع سوريا وأزمتها وحربها. وقد يوحي ذلك أنه يسعى للحصول على موافقة لتدخّلٍ ما فيها يتجاوز الـ90 يوماً المحددة له في الدستور. وقد يشتمل التدخُّل على قيام عناصر من الجيش الأميركي بتدريب المعارضة السورية المنظمة المشار إليها أعلاه وبتزويدها أسلحة فتّاكة بعضها قادر على التصدي أو بالأحرى على وقف قصف المدنيين بالبراميل المتفجرة. ويبدو أن أميركا صارت على مقربة من موعد تنفيذ ذلك (قررت أخيراً مساعدة المعارضة بما قيمته 500 مليون دولار). لكن ذلك كله يحتاج إلى وقت ولا يعني على الإطلاق أن تغييراً سريعاً في ميزان القوى بين النظام ومعارضيه سيتحقق بحيث لا يعود “طابشاً” لمصلحة الأسد. وهو ما طالب به ومن زمان مسؤولون عسكريون وأمنيون وديبلوماسيون أميركيون، بعضهم تقاعد أو استقال، من زمان. لكن الرئيس أوباما لم يصغِ إليهم”.

في أي حال، يبدو أن التوازن في الميزان المذكور قد بدأ يتحقق على الأرض ولكن ليس بفعل تطورات سوريا بل تطورات العراق. فما حصل أخيراً في وسطه السنّي حقق توازناً غير مباشر بين المحور المؤلف من الأسد وإيران وروسيا، والمحور الآخر الذي يضم أميركا وسائر حلفائها وفي مقدمهم المملكة العربية السعودية.

ما هي الحلول الممكنة لأزمة سوريا وحربها اللتين ستطولان؟

تجيب الشخصية الأميركية الثالثة المتابعة نفسها: “المصالحة صارت مستحيلة بين الفريقين المتحاربين أو الأفرقاء. وتعايشهما جنباً إلى جنب صار متعذراً. وتتساءل: ألم يحن الوقت لبحث المعنيين في خيارات عدة مثل التخلي عن السلطة، ومثل الكونفيديرالية على الطريقة السويسرية، أو حتى مثل التقسيم؟ نحن نعرف أن الأسد لن يفتح سيرة أي من هذه الخيارات، لكنه سيقبل بعضها إذا طرحتها عليه جهات دولية نافذة. وأميركا لن تفعل ذلك لأنها ستُتَّهم بـ”بلقنة” المنطقة. لكن لا بد من التفكير فيها لأنها ستكون الوحيدة القادرة على إنهاء إراقة الدماء، ومنع الأزمة السورية من إشعال المنطقة، وتلافي توسّع الحرب المذهبية بحيث تشمل العالم الإسلامي كله”. ولبنان سيكون أول المتضررين وبجسامة من ذلك، رغم التعاون الفعلي الذي بدأ منذ مدة بين غالبية الأجهزة الاستخبارية في الدول الكبرى رغم اختلافاتها والأجهزة اللبنانية المتنوعة لتلافي ذلك بمحاربة الإرهاب.