في نهاية كل سنة، يعاود المرء تقليب صفحات ما أنجز خلال 12 شهراً مرّت، لتمييز الجيد من السيىء، وللوقوف على ما يمكن تحسينه السنة المقبلة.
وهنا عرض لأبرز المحطات السياسية للسنة المنتهية:
1 – أزمة نفايات بدأت في 17 تموز الفائت، إثر إقفال مطمر الناعمة، ولم يتمكن المسؤولون من إنهائها بعد أشهر من التلوث والسموم، وهذا عار وطني ليس بعده عار. خطة الوزير أكرم شهيب لم يكتب لها النجاح، وانتهى الامر الى قرار حكومي قضى بتصدير النفايات، رغم اعتراضات كثيرة، ولم ينفّذ بعد.
2 – بعد انتظار زاد على السنة، تم تحرير العسكريين المخطوفين لدى “جبهة النصرة”، وكان الثمن سيادة الوطن وفتح حدودنا للارهاب والارهابيين. والواقع أن في هذا الملف نقاط استفهام كثيرة، أبرزها التساؤل المشروع: لمَ لم يضرب الجيش بيد من حديد يوم خُطف العسكريون، لمنع الارهابيين من الابتزاز والمساومة على سيادة الوطن؟
3 – سنة 2015 فاتنا الاتفاق على انتخاب رئيس للجمهورية، ولم تسجّل أي مبادرة جدية باستثناء طرح الرئيس سعد الحريري ترشيح النائب سليمان فرنجيه، وهو طرح ولد ميتاً، أو شبه ميت، وخصوصا أن أياً من الفريقين لم يستشر حلفاءه قبل الاقدام على أي خطوة. ولكن أليس ثمة بديل في ظل انسداد الأفق والعجز عن الإتيان برئيس مقبول من الجميع ولا يشكل استفزازاً لأحد؟
4 – في السنة المنتهية لم يتم الاتفاق على قانون انتخاب جديد، ومدّد النواب لأنفسهم مجدداً. وهنا يُلحّ السؤال: إذا لم يتفقوا سنة 2016 فهل تُرحل الانتخابات ايضاً؟ واستتباعاً، كيف يمكن أن تُجرى الانتخابات البلدية في 2016 بعدما تم تجاوز الاستحقاق النيابي أكثر من مرة؟ إنها أم الفضائح، وسطو منظم على أصوات الشعب.
هذه بعض النقاط والمحطات “والإنجازات” السياسية لفريق سياسي لم يعّود شعبه إلا النجاحات. وطبعاً، في آخر السنة نستذكرها ونتوقف عندها فقط كي لا ننسى، ولنقول إننا لا نحتاج الى المنجمين وقارئي الغيب الذين تبرزهم وسائل الاعلام في الاعياد، وبعضهم أسبوعياً، لكي ندرك أن سنة 2016 لا يمكن أن تكون أفضل في ظل هذه التركيبة الفاسدة للسياسيين وفي ظل الرضوخ الشعبي لهم. ولكي تكون 2016 مختلفة حقاً، يجب أن يتذكر الناس كل يوم هذه النقاط الاربع ويرفضوا تكرارها في السنة الطالعة. ولعل المطلوب أن نتحول الى شعب يأخذ زمام الأمور ولا ينتظر قراراً أو تصريحاً لزعيم أو توقعات لمنجمين في وسائل إعلامية قررت أن تهبط بالمستوى الثقافي الى هذا الدرك. ورغم كل الخيبات والمآسي والكبوات، يبقى لنا الأمل في أن تكون سنة 2016 واعدة سياسياً واقتصادياً وثقافياً، فننهض من الانحطاط الذي يصيب كل مفاصل الدولة ويتحكم في يومياتنا منذ زمن بعيد.