Site icon IMLebanon

2016: الجيش يضع لبنان في مصاف الدول الأكثر احترافية في مواجهة الإرهاب

طُرحت بعد اقرار اتفاق الطائف معادلة «الاستثمار على الامن في السياسة والاقتصاد»، باعتبار ان تكريس الاستقرار الامني يؤدي الى تثبيت السلم الاهلي بما يؤمن قاعدة للبناء في المستويات الاخرى.

بعد أكثر من عامين ونصف من الفراغ الرئاسي والتشريعي ومن تعثر العمل الحكومي، عادت الروح إلى المؤسسات الدستورية، لكن ذلك لا يحجب حقيقة يقر بها البعيد قبل القريب، وتتمثل في الانجازات العسكرية والأمنية التي تحققت طوال هذه الفترة وقبلها، وهي إنجازات سيبنى عليها في العام 2017، ليس فقط عسكريا وأمنيا، بل «المطلوب من السلطة السياسية تسويق هذه الانجازات عربيا واقليميا ودوليا، إذ أنه بدل استجداء المساعدات، بمقدور لبنان فرض تقديم المساعدات لا سيما في مواجهة أعباء النزوح السوري..اي الانتقال من اسلوب الاستجداء الى منطق الالزام بتقديم الدعم للبنان لان ما يقوم به في مجال مكافحة الارهاب في الداخل وعند حدوده يشكل مساهمة في حماية الأمن الدولي» على حد تعبير مرجع معني.

واجه لبنان في العام 2016 الكثير من الاستحقاقات، وأمكن له أن يتجاوزها من خلال العمل الامني والاستباقي.. فما هي ابرز الانجازات والتحديات التي حققها الجيش اللبناني في العام 2016؟

التوقيفات والعمليات النوعية:

اكثر من 110 عمليات وتوقيفات نوعية قام بها الجيش اللبناني لا سيما الوحدات الخاصة من قوات النخبة التابعة لمديرية المخابرات والافواج والالوية العسكرية المنتشرة، وكان ابرزها:

ـ 3/2/2016 في وادي الارانب ـ عرسال: توقيف 16 ارهابيا وقتل 6 اخرين بينهم القيادي الارهابي انس خالد زعرور وهي مجموعة ارهابية تنتمي الى «داعش».

ـ 22/2/2016 في محلة الجمالة ـ عرسال: توقيف احمد محمد امون (لبناني) المسؤول عن المجموعة الارهابية التي هاجمت الجيش بتاريخ 3/2/2016 وشارك في معارك ضد الجيش وفي قتل عدد من المواطنين وتفخيخ سيارات.

ـ 22/2/2016 في محلة مونو ـ بيروت: توقيف احمد بسيس (سوري) ينتمي الى تنظيمات ارهابية وبحوزته كميات كبيرة من المال والهواتف.

ـ 10/3/2016 في جرود رأس بعلبك: نفذت وحدة من قوات النخبة اغارة على مجموعة ارهابية كبيرة تنتمي الى تنظيم «داعش» واوقعت في صفوف الارهابيين 5 قتلى وعشرات الجرحى ودمرت منشآت واليات واسلحة.

ـ 23/3/2016 في محلة دنكة ـ عكار: مقتل عاطف محمد سعد الدين (جندي فار من الجيش) ملقب باسم ابو مالك. متورط ومشارك في عمليات قتال وقتل ضد الجيش اللبناني ويرتبط بمجموعة الإرهابي اسامة منصور.

ـ 28/4/2016 في اطراف عرسال: هاجم الجيش مركزا قياديا لـ «داعش» في اطراف عرسال ما ادى الى مقتل كل من امير «داعش» في منطقة عرسال فايز الشعلان الملقب بـ «ابو الفوز» ومرافقه السوري احمد مروة وتوقيف المسؤول الامني لـ «داعش» في المنطقة السوري محمد مصطفى موصلي الملقب بـ «ابو ملهم» وهم مسؤولون عن تجهيز عدد من السيارات المفخخة والقيام بتفجيرات عدة استهدفت مراكز الجيش في عرسال والقتال ضد الجيش.

ـ 2/6/2016 في خربة داود ـ عكار: دهم خلية تابعة لـ «داعش» في خربة داود ـ عكار حيث تمكن الجيش من قتل ارهابي والقاء القبض على 3 اخرين، والخلية المذكورة مسؤولة عن قتل عسكريين.

ـ 30/6/2016: احبطت مديرية المخابرات عمليتين ارهابيتين على درجة عالية من الخطورة، كان تنظيم «داعش» قد خطط لتنفيذهما ويقضيان باستهداف مرفق سياحي كبير ومنطقة مكتظة بالسكان حيث تم توقيف 5 ارهابيين وعلى رأسهم المخطط.

ـ 22/9/2019 في مخيم عين الحلوة: تمكنت قوة تابعة لمديرية المخابرات في حي الطوارئ داخل مخيم عين الحلوة من توقيف الفلسطيني عماد ياسين المعروف بأمير «داعش» في المخيم وهو كان بصدد تنفيذ تفجيرات عدة ارهابية ضد مراكز الجيش ومرافق حيوية وسياحية واسواق تجارية وتجمعات شعبية واماكن سكنية في اكثر من منطقة لبنانية، وذلك بتكليف ومساعدة من قبل منظمات ارهابية خارج البلاد.

ـ 28/10/2016: توقيف مسؤول التسليح في تنظيم «داعش» في جرود عرسال عبد الرحيم سعد الدين الجمعة (سوري) ومشاركته بالاعتداء على وحدات الجيش في عرسال.

ـ 25/11/2016 في وادي الارانب ـ عرسال: هاجمت قوة خاصة من مديرية المخابرات مركزا لتنظيم «داعش» الارهابي في وادي الارانب في جرود المنطقة وتمكنت من اسر 11 عنصرا على رأسهم الارهابي الخطير امير «داعش» في عرسال احمد يوسف امون الذي اصيب بجروح بليغة وهو متورط بتجهيز سيارات مفخخة وتفجيرها في عدد من المناطق اللبنانية منها الضاحية الجنوبية واشتراكه في جميع الاعتداءات على مراكز الجيش خلال احداث عرسال وقتل مواطنين وعسكريين من الجيش وقوى الامن وتخطيطه لارسال سيارات مفخخة الى الداخل اللبناني لتنفيذ تفجيرات ارهابية.

ـ 7/12/2016 في بقاعصفرين: تمكنت قوة من مديرية المخابرات ووحدات الجيش المنتشرة في المنطقة من توقيف جميع منفذي الاعتداء على حاجز الجيش في محلة بقاعصفرين ـ الضنية بتاريخ 4/12/2016 والذي ادى الى استشهاد احد العسكريين واصابة آخر بجروح.

التفجيرات الارهابية:

بلغت التفجيرات الارهابية 8 تفجيرات وتوزعت كالاتي:

ـ 25/3/2016 في وادي عطا ـ وادي الارانب في عرسال: تعرضت دورية للجيش لانفجار عبوة ناسفة زنتها نحو 30 كلغ من المواد المتفجرة، ما ادى الى استشهاد احد العسكريين واصابة 3 آخرين بينهم ضابط بجروح.

ـ 12/4/2016 في ساحة الاميركان في صيدا: انفجار عبوة ناسفة موضوعة داخل سيارة يقودها مسؤول حركة فتح في مخيم المية ومية فتحي زيدان ما ادى الى مقتله.

ـ 12/6/2016 في محلة فردان في بيروت: انفجار عبوة ناسفة امام احد المصارف (بلوم بنك).

ـ 27/6/2016 في القاع: هجوم انتحاري بواسطة احزمة ناسفة من قبل اربعة انتحاريين فجراً اتبع بهجوم انتحاري بواسطة اربعة انتحاريين مساء.

ـ 15/8/2016 في عرسال: انفجار عبوة ناسفة مزروعة على جانب الطريق استهدفت آلية للجيش.

ـ 31/8/2016 في مستديرة كسارة ـ زحلة: انفجار عبوة ناسفة موضوعة على جانب الطريق (موكب افتراضي لحركة «أمل»).

ـ 6/9/2016 في مجدل عنجر: انفجار قنبلة موضوعة في اسفل سيارة.

الاعتداءات البرية الاسرائيلية:

تم تسجيل 22 خرقا بريا للسيادة اللبنانية (جدول مرفق على موقع «السفير» الالكتروني)، فضلا عن مئات الخروق الجوية والبحرية، كما عقدت من تاريخ 28/1/2016 الى تاريخ 19/11/2016 خمسة اجتماعات للجنة الثلاثية في الناقورة بحثت في المواضيع المتعلقة بتطبيق القرار الدولي 1701.

خلاصة

تثبت التطورات المتلاحقة بانجازاتها الامنية الكبيرة انه لا استسلام لأي واقع مأزوم، انما ثمة عمل متواصل وفق القواعد التي حددها الدستور والقانون لتحقيق هدف وحيد هو حماية الامن القومي اللبناني.

وما شهده لبنان على الصعيد العسكري والامني في العام 2016 هو «تأسيس متين لمناعة متعاظمة قادرة على حماية البلاد استنادا الى ان قوة لبنان في قوته، من هنا جاء الابهار الذي عبّر عنه كبار القادة العسكريين والامنيين الغربيين والاقليميين في اتصالاتهم بقيادة الجيش بعد أكثر من عملية نوعية ضد الارهابيين».

وللانجازات العسكرية والامنية، ثلاثة ابعاد: دولية واقليمية وداخلية، «فالعنوان الاهم هو محاربة الارهاب الذي صار مطلبا كونيا ولا يقتصر على بلد بعينه، والدور الذي يقوم به الجيش ومخابراته والاجهزة الامنية يدخل في هذا المنحى، من هنا، تجلى الدعم الاقليمي والدولي من خلال شحنات الاعتدة والاسلحة والذخائر وبرامج المساعدات من مصادر متعددة. وعلى الصعيد الاقليمي، ما يهم لبنان هو الاجماع من كلا المحورين (السعودي والايراني) على دور الجيش، لان ما يقوم به الجيش والاجهزة الامنية في مواجهة الارهاب لم يصل او يتوصل اليه احد لا في الاقليم ولا في الخارج».

بماذا يتميز لبنان عن غيره من الدول عسكريا وامنيا؟

هناك ثلاثة عوامل متوازية يبنى عليها في عملية المواجهة وتحديد مسار نجاحها وهي:

ـ العامل البشري، اذ بمقدور الجماعات الارهابية المجيئ بالانتحاريين والارهابيين من كل اصقاع العالم، وبالتالي العنصر البشري مؤمّن لا بل وفير.

ـ العامل اللوجستي، فلدى الارهابيين تمويلا وقدرات تسليحية معتبرة وبسهولة يجهزون سيارات ملغّمة او احزمة ناسفة.

ـ العامل التنفيذي والعملاني، وهنا دور الجيش ومديرية المخابرات في هذا الجانب اي احباط امكانية القدرة على تنفيذ عمليات ارهابية، من خلال داتا معلومات ضخمة تكبر يوميا حول هؤلاء الارهابيين كافة.