Site icon IMLebanon

2020 بــ «أدوات» 2019  

 

يبدو أن سنة 2020 المقبلة سترث مساوئ هذه السنة 2019 التي لم نَرَ فيه سوى السلبيات كي لا نقول الويلات، باستثناء الانتفاضة الشعبية العارمة التي حملت بواكير تباشير لن نستبق نتائجها منذ اليوم…

 

ولعلّ أسوأ ما ستحمله السنة الجديدة من أثقال السنة التي تشرف على نهايتها أنّ أهل السياسة في لبنان لم يتعلّموا شيئاً يذكر من التجربة المرة التي وقعنا (بل أوقعونا فيها) والتي كان  بإمكانهم أن يستخلصوا منها الكثير من العبر، والتي بلغت ذروتها في ما نعانيه من أزمة اقتصادية خانقة، وأزمة مالية تكاد أن تكون غير مسبوقة في تاريخنا الحديث.

 

وهكذا، يلج السياسيون أعتاب السنة الطالعة وفي أيديهم «عدّة الشغل» كلها، وأبرزها استطابة الجدال العقيم الذي ليس له إلاّ أن يؤجّج سعير نيران التعصب الطائفي والمذهبي بما يترك من بصمات حارقة في جدار الوحدة الوطنية والعيش المشترك.

 

ومن عدة الشغل، كذلك، هذا الكمّ الهائل من الأحقاد والضغائن والغدر والخيانات والخلافات والانقسامات والشرذمة.

 

الى ما هنالك من هذه «المزايا» التي قرفنا منها وكفرنا بالذين «يتمتعون» بها!

 

ثم إن الجدال العبثي الدائر بين هذا وأركانه وذاك وأركانه من جهة ثانية هو أكبر دليل على أنّ الطرفين إمّا كانا يجهلان بعضهما البعض الآخر طوال الزواج (القسري؟ ربّــما) وإمّا أنهما كانا يريداننا أن نجهل الحقيقة… و»قصائد» الغزل من كل منهما في الطرف الآخر، كانت حتى قبل أسابيع تنافس ديوان عمر بن أبي ربيعة، وأما المدح فيتجاوز ما قاله  ابو الطيب المتنبي في سيف الدولة!

 

ولأسباب عديدة لا نود أن نسترسل أو أن نغرق القارئ في هذه  النقطة. فقط نريد أنْ نسأل أهل السياسة عموماً، خصوصاً أصحاب التغريدات  الحاقدة: أما توحي لكم الأعياد بأي سمو وفسحات روحية؟! ألا يوحي لكم خير الطبيعة المتدفق أمطار خير تهطل على هذا البلد بأي لمحة جمال؟ ألا ترون في هذه الحياة سوى المصالح،  وسوى الأنانيات،  وسوى «تنجير الخوازيق»؟!

 

إنه الجيل السياسي الهجين الذين ابتلينا  به، جيل ما بعد الحرب، جيل الميليشيات ومن رافقهم في رحلة تعذيب لبنان واللبنانيين، ونهب لبنان واللبنانيين، وتدمير ما بناه الآباء المؤسسون من بنيان إنساني ديموقراطي اقتصادي ثقافي سياحي إنساني شامخ! جيل شعاره «شو معك شو بتسوى». أي أن قيمتك بما تملك من أموال… وإلاّ «فأنت  لا شيء حتى ولو فقت أينشتاين ذكاءً وشارل ديغول سمواً، والمهاتما غاندي فكراً وإنسانية.

 

ونحن مكتوب علينا أن نودّع سنة 2019  لنستقبل 2020  بـ«أدواتها» المخزية.

 

خليل الخوري