Site icon IMLebanon

قبل انقضاء العام

 

أبى تكتل لبنان القوي، إلّا أن يودّع السنة بواحدة من مأثورات جبرانه فقد دعا “التكتّل” حكومة “معاً للإنقاذ” الى الاجتماع “وكفّ يد حاكم المصرف المركزي فوراً وتعيين بديل منه، بعدما صار مثقلاً بملفات الدعاوى ضده في لبنان والخارج، لأن لا أحد يذهب الى المعركة بضابط ‏غير مؤهل لقيادتها ومتهم بالخيانة، ‏فلا يمكن الفوز بالحرب عندما يكون على رأس الجيش من تسبب أصلاً بانهياره”.

 

من دون أن يدري، أعاد “التكتل البرتقالي” اللبنانيين، بالزمن، إلى أكثر من ثلاثة عقود، إلى أيام الـ “ب أم بطة” والـ “مرسيدس اللف” حيث خاض “ضابط غير مؤهل” مجموعة حروب محلية وإقليمية إنتهت بهزيمته على مراحل، ونفيه، والتنكيل بجنوده وضباطه بسبب نزواته الوطنية، ولولا الصفقات التي أعادته إلى الديار وسوّت أمر ملاحقته القضائية، لاستقبله الأمن العام على المطار واقتاده مخفوراً إلى التحقيق المالي والمسلكي.

 

وقبل أن ينقضي العام رفع “حزب الله” اللبناني جدارية لقائد فيلق القدس الإيراني اللواء قاسم سليماني على جادة الإمام الخميني، أين منها لوحة “غرنيكا” للمغفور له بابلو رويز بيكاسو!

 

وقبل أن ينقضي العام، سمع أهل بعلبك أصوات انفجارات في جنتا، قيل أنها من مخلفات اجتياح العام 1982، وقيل أنها بونبونات غاز وقيل أنها حصلت في مستودع ذخيرة لكن الرواية الأقرب إلى المنطق: ما سمعه أهل البقاع ليس سوى تفجير مواهب.

 

وشاءت نورهان أن “تصفع” محبيها قبل أفول العام برائعة جديدة ضمن ألبوم باللهجة العراقية. يقول مطلع الأغنية:

 

“موتوا موتوا موتوا

 

يللي تغارون موتوا

 

عليي لا تسلمون

 

ومنّي ساكته فوتوا…”.

 

عسى أن تسهم هذه الأغنية بتعزيز روابط الأخوة والتعاون مع العراق الشقيق من جهة وفي إعادة الإعتبار للقصيدة المغنّاة.

 

وقبل أن ينقضي العام حقق فيلم سبايدرمان الجديد “لا عودة للديار” إيرادات تخطت المليار دولار. وماذا لو عاد؟ بعودته سيصرف ما جناه على طق الحنك. وأتوقع أن تكون نهاية الرجل العنكبوت مفجعة كأن يسقط عن سطح بناية في نيويورك أو أن يقضي نحبه ليلة رأس السنة بقذيفة طائشة بحي الشراونة.

 

وقبيل انقضاء العام بـ 24 ساعة، كان عدد المواطنين الذين أجابوا على أسئلة السيد الرئيس قد تخطّى الـ 181 ألفاً وعمليات فرز الأجوبة مستمرة حتى بداية السنة الجديدة.

 

قبل أن ينقضي العام، وضعت سنواتي في حقيبة صغيرة، لأهرّبها إلى خارج البلاد، من وجه قاصف الأعمار.