IMLebanon

3 مرشحين بين “القوات” و”التيار” والمعارضة… فهل تحصل “المعجزة؟”

 

يُحاول بعض قوى الداخل إحداث خرق في الملف الرئاسي خصوصاً بعد الموقف السعودي الذي بدّد آمال مرشح «الثنائي الشيعي» النائب السابق سليمان فرنجية، ما يفتح الباب على أسماء جديدة يمكنها أن تكون صلة وصل بين المعارضين لانتخاب فرنجية.

ليس الصراع في لبنان عمودياً بين 8 و14 آذار مثلما كان في مرحلة ما بعد 2005، فهناك قوى مناهضة لفرنجية كانت تُصنّف حليفة «حزب الله» وعلى رأسها رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل ما زاد من مأزق «الثنائي الشيعي»، ويستكمل صفّ المعارضة لفرنجية برفض المعارضة السيادية والمستقلّين والتغييريين وصول مرشح «الحزب» إلى بعبدا.

وبعد غياب كلمة السرّ السعودية الداعمة لفرنجية، بات موقف قدامى «المستقبل» والحزب «التقدمي الاشتراكي» واضحاً بعدم السير بمرشح «الثنائي» وبالتالي يفتح هذا الأمر الأفق على محاولة الاتفاق على اسم بديل. ومن جهة ثانية لا يُجمع معارضو فرنجية إلا على عملية الرفض في ظل غياب أي راعٍ إقليمي لهذا الفريق وعدم القدرة على التقارب بين مكونات المعارضة وباسيل.

لكن عطلة نهاية الأسبوع حملت تطوراً بارزاً وهو إمكانية الحوار بين «القوات» و»التيار الوطني الحرّ» وبين المعارضة مجتمعة و»التيار الحرّ». وسبب هذا التقدّم النوعي هو إعلان باسيل مجدداً رفضه وصول فرنجية ونيّته الحوار مع «القوات» لتذليل العقبات. لا شك أن العلاقة متردّية بين باسيل و»حزب الله»، والرجل أصبح رئاسياً في موقع مختلف تماماً، وإذا كان يحاول عدم كسر الجرّة نهائياً مع حارة حريك، إلا أنه يجب مراقبة مدى التقدّم الذي قد يصله الحوار القواتي- العوني وما إذا كان سيُستكمل مع كل أطياف المعارضة.

وللمفارقة، يقود نائبا الكورة الأرثوذكسيان فادي كرم وجورج عطالله الاتصالات، في حين قام النائبان الأرثوذكسيان أيضاً الياس بوصعب وغسان سكاف بالمبادرات الرئاسية الأخيرة، ما دفع أحد «الفكهاء» الموارنة للقول: «خلّينا نسلّم الرئاسة للروم ونخلّص الموارنة».

ووفق المعلومات فقد تقدّمت الاتصالات وبات النقاش يدور حول ثلاثة أسماء رئاسية بعدما وضع باسيل «فيتو» على ترشيح قائد الجيش العماد جوزف عون، وهذه الأسماء وفق معلومات «نداء الوطن» هي: الوزيران السابقان زياد بارود وجهاد أزعور والنائب السابق صلاح حنين، ولا يوجد أي «فيتو» قواتي أو عوني على الأسماء الثلاثة.

تريد «القوات» من خلال هذا الحوار الوصول إلى حلّ رئاسي ضمن الأطر المقبولة، وهنا ترغب باكتشاف ما إذا كان باسيل صادقاً في رفضه فرنجية أو أنه يُناور، فإذا كان صادقاً يجب الانتقال إلى مرحلة جديدة وهي البحث عن اسم يجمع رئاسياً لأنّ حظوظ باسيل معدومة.

وتنفي «القوات» نفياً قاطعاً أي اتجاه لعقد «معراب 2» فتلك التجربة لن تتكرر، والهدف من الحوار لا يقتصر على اتفاق أكبر قوتين مسيحيتين، بل يشمل بقية أطراف المعارضة ومن ضمنهم النواب السنّة ونواب «الاشتراكي» وكذلك المستقلّون، وبالتالي يتم العمل على إيجاد حل وطني للرئاسة يخرج من رحم اتفاق مسيحي ويمتد إلى بقية المكونات.

ويسود الإرتياح في ميرنا الشالوحي: فمن جهة انعدمت حظوظ فرنجية، ومن جهة أخرى بات الجميع على علم بعدم إمكانية تخطّي المكوّن المسيحي سواء من هذا الفريق أو ذاك.

ويرفض العونيون الدخول في لعبة الأسماء علناً، ويلفتون إلى أنهم وجّهوا دعوات مراراً وتكراراً إلى رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع للالتقاء تحت سقف بكركي، لكن الرفض كان يأتي من معراب، وكان باسيل أول من سارع إلى إعلان رفضه فرنجية ملقياً بكل الإغراءات التي قدّمت له في سلة المهملات، لذلك يجب التعامل مع هذا الحوار بجديّة تامة بعدما قدّم «التيار» التسهيلات اللازمة وأهمها التخلي عن حقّ باسيل بالترشّح. قد يكون انطلاق الحوار هو نقطة إيجابية، لكن ما يبدو واضحاً أن هذه المرحلة بين «القوات» و»التيار» تُشكّل اختباراً للنوايا بعد مرحلة الصدام السابقة، وربما تؤسس لمرحلة تعاون أكبر، ولو أنّ الثقة مفقودة على رغم وصول البحث إلى مرحلة الأسماء، فتنتظر «القوات» موافقة «التيار» على أحد الأسماء الثلاثة التي تنال رضاه، في حين لن يكون هذا الاختبار سهلاً إذا كان باسيل ما زال يحلم بالرئاسة وينتظر معطيات جديدة تتضمن موافقة «حزب الله» على اسمه بعد سقوط ورقة فرنجية.