IMLebanon

3 مرشحين عونيين في زحلة: التيار ليس بخير

الكلام في السياسة لا يتوقف في قضاء زحلة. سواء أكان الاستحقاق انتخابات نيابية أم إرث الوزير الراحل الياس سكاف، أم كان استحقاقاً على نطاق دائرة ضيقة كالانتخابات التمهيدية داخل التيار الوطني الحر. منذ أسبوعين تقريباً، والمرشحون الثلاثة إلى الانتخابات، النائب السابق سليم عون، الوزير السابق غابي ليون والطبيب توفيق أبو رجيلي، يكثفون تحركاتهم لشحذ همم الحزبيين.

يُعلقون تحركاتهم الحزبية للمشاركة في اللقاء مع العميد المتقاعد شامل روكز ليلة الخميس، ثم يعاودون نشاطهم فور الانتهاء من الاحتفال. تتميز الانتخابات التمهيدية في زحلة بقلة عدد المرشحين نسبة إلى عدد النواب في القضاء (وكان قد ترشح الياس عطالله ولكنه انسحب من السباق). «قد يكون هذا الأمر دليل واقعية سياسية بأنه ليس الهدف الترشح لمجرد الترشح. وقد يكون مؤشراً على الحالة غير الصحية التي يمرّ بها التيار في القضاء. كنا في زحلة تيار الندوات السياسية، وأصبحنا حزب الحمص والسهرات»، يقول أحد الناشطين العونيين من خارج مدينة زحلة.

ينقسم العونيون

في زحلة إلى ثلاثة أقسام تخوض الانتخابات التمهيدية

خلال الانتخابات الداخلية لاختيار هيئة القضاء، ربح المنسق قزحيا الزوقي وانقسمت المعارضة إلى قسمين، فبات «التيار» يضم ثلاثة فروع. وفقاً للتقسيمات نفسها، يتنافس العونيون «والمعركة قوية، فهي بين نهجين». القسم الأول يُمثله الزوقي «الذي يُقدم دعمه لليون. وحين تُسأل الهيئة إن كانت تدعم فريقاً على حساب آخر، لا تُبادر إلى نفي الأمر، بل تتسلح بالصمت. والزوقي يُحاول الضغط على الناخبين عبر الإيحاء بأن حصول ليّون على عدد متدنٍّ من الأصوات يعني سقوطه هو». والفريق الثاني يضم المنسق السابق طوني أبي يونس وعون. أما الفريق الثالث، فمُكون من عدد من المناضلين المعارضين للهيئة الحالية والذين رشحوا أبو رجيلي. تبدو معركة هذا الفريق موجهة أساساً ضد ليّون، لكون الاثنين ينتميان إلى المذهب الأورثوذكسي «وعملياً عون حالة موجودة في القضاء، وهو خدم الناس، وإن كان التواصل قد خفّ في مرحلة معينة. أما ليّون، فعهده كان سيئاً، وهو لم يحضر إلى زحلة إلا في الأسبوعين الأخيرين من أجل الإعداد للمعركة. لا بل أكثر من ذلك، يُحاول أن يزج العماد ميشال عون في المعركة، فقد أرسل رسائل نصية إلى هواتف المحازبين جاء فيها أن نيل ثقة الجنرال فوق كل المواقع».

في زحلة قرابة 913 حامل بطاقة عونية، من المتوقع أن يقترع قرابة ستون بالمئة منهم. ترى المصادر أن الأوفر حظاً لنيل المرتبة الاولى هو عون «لكونه نائباً سابقاً وعلى صلة مع الحزبيين ولم يتدخل في الصراع الداخلي».

في منزله في كسارة، الذي يطغى عليه اللون البرتقالي، بدءاً من الزينة، وصولاً إلى الصور، مروراً بفناجين القهوة، يجلس عون ولا يرى أن المعركة محسومة لمصلحته. «أبداً لست مستهتراً بالانتخابات. صحيح أنني قمت بعملي كما يجب، ولكنني اليوم أطلب من الملتزمين رضاهم عبر التصويت لي لأرى إن كنت قد أخطأت أو لا». إذا كانت النتيجة سلبية، «فهذا يعني أنني يجب أن أعيد حساباتي، وإذا كانت النتيجة إيجابية، فهناك استمرارية بالنهج نفسه بوتيرة أكبر». كلام عون يأتي بعد أن أشيعت أخبار عديدة أنه «مرتاح عا وضعو» وليس بحاجة إلى الأصوات. بالنسبة إليه، العكس هو الصحيح، «فلنحسب أننا جميعنا مرشحون على لائحة واحدة وفق النظام النسبي، وهناك صوت تفضيلي يجب أن يُعطى لأحدنا. أنا أطلب هذا الصوت».

على الطرف الآخر، يقف طبيب الأسنان توفيق أبو رجيلي، الذي ينشط في «التيار» منذ عام 1989. يؤكد أن «المعركة قوية، ودخولنا إليها هو ما جعلها كذلك». يُبرر ترشحه بأن التيار في زحلة «في مسار انحداري منذ عام 2006 إدارياً وتنظيمياً وسياسياً. هناك حالة خمول. نحن رئيسنا جبران باسيل، ونتبع له، ولكن ذلك لا يمنع أننا معارضة من الداخل وسنُقاتل من الداخل لأن التيار لنا». هناك سبب آخر، هو «أن القرى البعيدة عن المدينة دائماً مغيبة» الانتخابات تُخاض بناءً «على برنامج يُحارب الركود الاقتصادي والسياحي». يهمّ هذا الفريق «النتيجة التي سنحصدها لكي نُدرك ما هي قوة حركتنا الشعبية. قوتنا في مناطق الشرقي وتربل ورياق والفرزل وتعلبايا وقاع الريم».

من جهته، يرفض ليّون الحديث في الانتخابات التمهيدية. مُقربون منه يُدافعون عن اتهام هيئة القضاء بدعمها له بالقول إنه «ابن المؤسسة وكل التيار مُقرب منه. أعضاء الهيئة لديهم أصواتهم الخاصة، وهم لا يعملون أكثر من ذلك».

عدد الأصوات القليل في قضاء زحلة وغياب أي مرشح كاثوليكي يُبرره عون بأن «معركة زحلة صعبة، ومن يرد أن يترشح يجب أن يستعدّ قبل الانتخابات بوقت كافٍ».