Site icon IMLebanon

3 عوامل خارجية سهَّلت التقارب المسيحي بينها إعادة تأهُّل إيران وتقدُّم الجناح المعتدل

باريس على قناعتها بضرورة إحداث خرق وفصل لبنان عن تعقيدات الإقليم

3 عوامل خارجية سهَّلت التقارب المسيحي بينها إعادة تأهُّل إيران وتقدُّم الجناح المعتدل

عاد فابيوس من لقاء الجبير بإنطباع سعودي أن مبادرة جعجع لن تنجح

زخّم السفير الفرنسي في بيروت ايمانويل بون، في الساعات الاخيرة، نشاطه الديبلوماسي والاستطلاعي، على الأرجح لدافعين: أولهما تحضير ما يلزم من معطيات للقمة الفرنسية – الايرانية التي سيكون الملف اللبناني جزءًا رئيسياً من جدول أعمالها، وثانيهما الوقوف عن قرب على التطورات الهادرة في الملف الرئاسي مع مبادرة دعم رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيح رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية.

من الواضح أن باريس لا تزال على قناعتها بضرورة إحداث خرق في الملف اللبناني من باب انتخاب رئيس الجمهورية، وفصل لبنان عن التعقيدات المتلاحقة في الإقليم المحيط نظراً الى ان استمرار هذا الارتباط القسري الذي تفرضه طهران وعواصم عربية لضرورات المواجهة العربية – الايرانية في المنطقة.

لهذا الغرض، لا تألو باريس جهدا لتحقيق هذا الإختراق، مع ادراكها في الوقت عينه أهمية الحفاظ على الاستقرار الامني والسياسي.

أ-هي من جهة، تضع نصبها اهمية تسييل الهبة السعودية لتسليح الجيش اللبناني، وتأكيدها تكرار ان العقد الموقع سيطبق بالكامل، رداً على الشائعات التي تحدثت عن تجميد الهبة، وآخرها المقال الذي نشرته صحيفة لوموند الفرنسية في 19 كانون الثاني، وفيه ان الرياض «تسدّ الطريق للحؤول دون تنفيذ العقد»، وأن مسؤولاً سعودياً رفيعاً بعث اخيراً رسالة إلى باريس «طالب خلالها بإبعاد وكالة تصدير الأسلحة الفرنسية «ODAS» التي أجرت عقوداً بأكثر من 100 مليار يورو بين البلدين خلال الأعوام الممتدة بين أعوام 1974 و2014، عن صفقات الأسلحة الفرنسية للمملكة السعودية. وأوضحت الصحيفة أنّ المسؤول السعودي «لا يرغب بوسطاء ويريد إجراءات جديدة لبيع الأسلحة».

وكشفت الصحيفة أنّ البعض في فريق وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان «لا يخفون انتقاداتهم لتصرفات رئيس ODAS وارد غيو، رئيس الأركان السابق في الجيش الفرنسي. وفي العمق يفكّر المسؤولون بوجوب إتخاذ القرار في حلّ الشركة الرسمية التي تتوسّط في الصفقات والمفاوضات التسليحية من دولة الى دولة، والتفكير بما سيحل مكانها في وزارة الدفاع».

وتضم الهبة السعودية 250 مركبة مدرّعة، 15 مروحية، 20 مدفعاً، 4 زوارق حربية، طائرات بدون طيار تكتيكية إضافة إلى أنظمة إتصالات ومراقبة الحدود، وحتّى الآن تمّ تسليم 48 صاروخ «ميلان» مع مزاحفها بعد إحضارها من مخازن الجيش الفرنسي في نيسان 2015، وبذلك يكون قد تحقق من الهبة السعودية 15%».

وسبق لمسؤولين فرنسيين رفيعين ان اكدوا لنظرائهم اللبنانيين ان الهبة السعودية سلكت طريقها الى التنفيذ، رداً على الشائعات التي تحدثت عن تجميدها، في حين جزم وزير الدفاع الفرنسي ان «الدفعة المقبلة من الأسلحة ستسلّم للجيش اللبناني في الربيع».

ب-وهي من جهة ثانية، تضع ثقلاً استثنائياً لتحريك المياه الرئاسية الراكدة، ومحطة الرئيس الايراني حسن روحاني في باريس هي احدى العناصر التي تعول عليها الادارة الفرنسية. ومن هذه الزاوية، تمكن مقاربة اعلان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند من الاليزيه اول من أمس ان «فراغ السلطة في لبنان مؤسف وقد يصبح خطيراً»، مناشداً «ايران والسعودية المساهمة في إيجاد حل».

وكان وزير الخارجية لوران فابيوس قد زار الرياض الثلاثاء، وأثار مع نظيره السعودي عادل الجبير الملف الرئاسي اللبناني بغية الإطلاع على الموقف السعودي في ضوء مبادرة جعجع دعم ترشيح عون. ووفق المعلومات المتداولة، عاد فابيوس بإنطباع سعودي بأن المبادرة «لن تنجح».

في الموازاة، يرى تقرير بحثي أعده مركز دراسات أوروبي ان عوامل لعبت لمصلحة التقارب بين عون وجعجع منها:

1- اعادة تأهيل إيران ديبلوماسياً وتقدم الجناح المعتدل على الجناح المتشدد. فذلك يأتي لمصلحة عون، حليف حزب الله، الذي يستطيع فتح قنوات حوار بين الجناح البراغماتي في الحزب والقوات اللبنانية.

2- التغيّرات المرتقبة في سوريا على صعيد اعادة انتاج سلطة سياسية لدى انتهاء ولاية الرئيس بشار الاسد، وذلك ليس في مصلحة النائب سليمان فرنجية، لأسباب عدة منها: اقفال الباب امام عون، فتح المجال لإعادة تموضع حلفاء السعودية في لبنان بانتظار التغيير المرتقب في سوريا.

3-التطورات الداخلية الضاغطة على الصعيد الأمني والاقتصادي، وملف النزوح السوري الذي قد يحتم اعادة تصور شاملة للبنية السياسية للدولة، مما قد يكون عجَّل في انتاج مشروع حل من داخل البيئة المسيحية.