IMLebanon

٣ مطارق حديدية  ورأس من الفخّار!

صورة الواقع السياسي في لبنان تتناقض مع المشهد العام في المنطقة، في الظاهر فقط. في لبنان حرب سياسية ولكنها بلا دخّان ولا لون ولا طعم ولا رائحة! وفي الاقليم، حرب دمار ودماء ومجازر بلون أسود، وطعم كريه، ورائحة عفنة! غير أن الشبه في الحالتين شبه متطابق في المضمون… ففي لبنان يمثل الاستحقاق الرئاسي رأس الفخار، والمطارق الحديدية هي: انقسام دون توافق، وفساد دون اصلاح، وانجذاب للخارج في غياب مغناطيس داخلي. وفي المنطقة راس من الفخار يخوض الحرب بثلاث مطارق حديدية: الايديولوجيا والمال والآلة العسكرية، يضرب بها وترتد على رأسه!

وصول العماد عون الى رئاسة الجمهورية يصطدم بشكليات قاتلة… عون لا يتحرّك خارج الرابية إلاّ بعد أن يعلن الرئيس سعد الحريري تبنّيه للترشيح رسمياً. والحريري لا يعلن الترشيح قبل تذليل العقبات أقلّه داخلياً، لأنه لا يريد استفزاز أحد، لا من الكبار ولا حتى من الصغار. وهذا الواقع يدفع بآخرين الى التساؤل: ماذا يضير العماد عون أن يتحرّك الآن وفي كل حين؟ وهل ينقص ذلك من مهابته ومكانته؟ بعض مكونات الوطن ينظر الى هذا الأمر وكأنه نوع من الكبرياء والاستعلاء، لأنه نشأ على ثقافة: إسع يا عبدي لأسعى معك! وبعض آخر من الخبثاء الساخرين يزعم ان التيار البرتقالي يفرز الكتل الى طبقتين: كتل بسمنة مخصصة للعماد عون، وكتل بزيت مخصصة للوزير جبران باسيل!

أما الاصرار على ادراج مشاريع قوانين الانتخاب على جدول أعمال جلسة تشريع الضرورة فهو نوع من خلط الزيت بالماء هذه المرة. مشاريع تشريع الضرورة هي من نوع تسيير شؤون الدولة والناس بالتي هي أحسن. قانون الانتخاب يحتاج الى الوقت وقد استهلك الكثير منه حتى الآن. وهو قضية استراتيجية تستحق جلسة تشريعية خاصة… فماذا يمنع من الاتفاق سلفاً على عقد جلستين متعاقبتين معاً، احداهما للمشاريع الملحّة، والثانية لقانون الانتخاب حصراً، لا سيما وأن موعد اجراء الانتخابات أصبح على الأبواب؟!