Site icon IMLebanon

3 زعماء دخلوا التاريخ

اليوم يوم تاريخي في لبنان خصوصاً في تاريخ انتخاب رئيس للجمهورية.

صحيح أنها المرة الثالثة التي يتعطل فيها انتخاب رئيس للجمهورية، والصحيح أيضاً أنّ التعطيل الأول عام 1988 كان من الجنرال ميشال عون الذي للمصادفة كان المشكلة عام 1988 وأصبح الحل عام 2016.

المرة الثانية يوم انتخاب الرئيس ميشال سليمان بعد فراغ دام ستة أشهر بعد انتهاء عهد اميل لحود (الممدد) في 23 تشرين الثاني 2007 وبدء عهد ميشال سليمان في 25 أيار 2008.

أمّا هذه المرة فبعد تعطيل دام سنتين ونصف السنة لا بد من القول في الحقيقة، لو كان «حزب الله» يعلم جيداً أنّ 14 آذار سيقبلون بالجنرال عون لما رشحه، فالترشيح يعني أنه من المستحيل أن يقبل الدكتور سمير جعجع بالجنرال عون خصوصاً أنّ الحروب بين الزعيمين لم تكن سهلة، هذا من ناحية، كذلك الامر بالنسبة للرئيس الحريري خصوصاً أنّ الجنرال لم يقصّر بردود فعل عنيفة ولكنها سياسية وهذه عدة الشغل بالسياسة، وكل الذي حصل حصل، ولكن الأهم هو أنه اليوم سيكون الجنرال ميشال عون رئيساً وبأكثرية نيابية حقيقية والأهم لبنانية وليس لأي دولة في العالم أي علاقة بهذا الاستحقاق.

ثانياً: إنها المرة الاولى التي يقرر زعيم سياسي جاء من بيئة عادية، أي ليس من نادي العائلات أو الزعامات في لبنان يقرر أن يكون زعيماً وأصبح زعيماً.

ثالثاً: بالرغم من الحروب والإبعاد، حيث أبعد عن لبنان الى فرنسا لمدة 15 سنة عاد بعدها كما وصفه وليد بك جنبلاط «تسونامي» وفعلاً المفاجأة الكبرى أنه حقق في الانتخابات النيابية ما لم يحققه زعيم مسيحي من قبل.

رابعاً: وهذا أهم حدث في حياته اذ أنه استطاع أن يصل الى اتفاق مع د. سمير جعجع حيث قام الأخير بتبنّي ترشيح الجنرال للرئاسة من معراب بالذات.

1 – الزعيم الثاني الذي دخل التاريخ هو الدكتور سمير جعجع، وقصته تشبه في مكان ما قصة الجنرال ميشال عون ولكن بظروف أصعب، إذ ركّبت له تهمة تفجير الكنيسة سنة 1994 ليسجن في وزارة الدفاع وتحت الارض 11 سنة، هذا بداية.

2- استطاع ابن المواطن العادي الذي كان والده إنساناً عادياً (رقيب في الجيش) أن يصل لأن يكون زعيماً مسيحياً وقائداً تاريخياً في حياة الموارنة.

3- أخذ القرار التاريخي أنه لا يمكن لمواطن لبناني شريف خصوصاً مسيحي أن يقبل بأن يبقى المركز الأول في الدولة شاغراً لمدة سنتين ونصف السنة ومن دون أي أمل بالوصول الى رئيس، وبعد اجتماعات طويلة بين جماعة الدكتور وجماعة الجنرال استطاع الطرفان أن يصلا الى اتفاق… وهكذا زار الجنرال معراب وأعلن الدكتور تبني ترشيح الجنرال، وهكذا يمكن القول بكل تواضع إنّ الدكتور دخل التاريخ.

أمّا الزعيم الثالث الذي دخل التاريخ فهو بكل تواضع الرئيس سعد الحريري ابن الشهيد شهيد لبنان كل لبنان الرئيس رفيق الحريري الذي دفع حياته ثمن استقلال لبنان وعروبته ووحدته وثمن الحرص على «الطائف» الذي يؤكد على المناصفة بين المسلمين والمسيحيين.

هذا الشاب الذي دفع ثروة من أجل الثورة، ما هذه الثورة التي تستأهل أن يخسر ثروته من أجلها، نعم الرئيس سعد الحريري قالها بالفم الملآن إنّ كل شيء يرخص من أجل تحقيق مبادئ الرئيس الشهيد رفيق الحريري.

انظروا كيف ضحّى الرئيس سعد الحريري قبل انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان حيث اجتمع مع الجنرال عون في باريس وفي روما وطلب منه أن يحقق إجماعاً مسيحياً عليه وهو مستعد أن يكون الى جانبه، وبعد مرور عام ونصف على الشغور أخذ قراراً تاريخياً عندما أيّد صديق المجرم السفاح الذي يقتل شعبه يومياً منذ أكثر من 5 سنوات ولا يزال، وفي سبيل لبنان اجتمع في باريس مع الوزير سليمان فرنجية واتفق معه على أن يتبنّى ترشيحه للرئاسة، ولكن الحقيقة أنّ الوزير فرنجية ولأسباب نجهلها أو نفضّل أن نجهلها لم يبذل الجهد الحقيقي للوصول الى رئاسة الجمهورية.

أمام تعثّر انتخاب الوزير فرنجية رئيساً رأى الرئيس سعد الحريري أنّ هناك طريقاً وحيداً لإنهاء هذا الشغور وهو تبنّي ترشيح الجنرال عون.

وهكذا حصل… وهنا لا بد من القول إنّ ما قاله الرئيس الحريري في خطابه من «بيت الوسط» أو ما قاله في مقابلة عبر L.B.C لا شك في أنه أعطى صورة واقعية عن ملابسات الترشيح ولكن الأهم لا بد أن نقول إنّ الرئيس سعد الحريري أخذ القرار التاريخي الذي كان سيأخذه الرئيس رفيق الحريري لو لم يستشهد.

عوني الكعكي